مفتاح
2024 . الجمعة 5 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

مع الذكرى الثالثة للحرب “الإسرائيلية” على قطاع غزة، تعود الأجواء التي سبقت تلك الحرب إلى الظهور، مترافقة مع تهديدات “إسرائيلية” بتجديد العدوان على الشريط الساحلي . لكن الفوارق بين الأمس واليوم كبيرة، بشكل قد يكون مانعاً لشن مثل هذا العدوان . أسباب متنوعة، منها ما هو داخلي فلسطيني وآخر مرتبط بالوضع في الإقليم، إضافة إلى الأسباب الداخلية “الإسرائيلية” التي تجعل من التلويح بالعدوان مجرد تهديدات لفعل قد يكون مؤجلاً إلى فترة غير قريبة .

الأسباب الداخلية الفلسطينية تأتي في مقدمة الأسباب التي تستبعد شن الحرب على القطاع، وخصوصاً لجهة الوضع المترافق مع المصالحة الفلسطينية، التي تتطلب فترة لا بأس بها من الهدوء إلى حين إتمام أجواء إنهاء الانقسام والوصول إلى الانتخابات المرتقبة في مايو/أيار المقبل . هذا على الأقل ما تريده حركة “حماس”، التي ستكون حريصة على إبعاد أي أجواء تصعيدية من محيط القطاع بشكل عام ومن محيط حكمها بشكل خاص . فالأجواء التصالحية التي انتظرها الفلسطينيون طويلاً تتطلب تحضيرات على الأرض لا يمكن أن تجري في ظل عدوان “إسرائيلي” أو حتى تصعيد عسكري، وخصوصاً أن الحركة بحاجة إلى فترة من الزمن لإعادة لملمة الشعبية التي فقدتها خلال ست سنوات من حكمها .

وعلى هذا الأساس يمكن القول إن “حماس” ستقوم بكل ما يلزم لمنع الانجرار إلى حرب واسعة، وهي بدأت بالفعل عبر التأكيد خلال المرحلة الماضية على المقاومة الشعبية، وهو مصطلح لم يكن يأتي على لسان الحركة الإسلامية قبل عام على الأقل من اليوم . غير أن التطورات التي رافقت الربيع العربي والمصالحة المستجدة مع الرئيس محمود عباس باتت تتطلب تعديلاً في الخط البياني لمسار حماس السياسي والايديولوجي، من دون إحداث تغييرات في جوهر العقيدة .

إضافة إلى حماس، فهناك الوضع “الإسرائيلي” الذي وإن كان ينظر إلى العدوان على القطاع باعتباره مناسبة لإعادة ترميم شرعية الردع، إلا أنه في الوقت نفسه غير متيقن مما هو غير ظاهر على سطح القطاع، ولا سيما أنه سبق لكثير من التسريبات “الإسرائيلية” أن تحدثت عن أسلحة “كاسرة للتوزان” وصلت إلى مناطق حكم حماس، خصوصاً الصواريخ المضادة للطائرات، إضافة إلى الصواريخ المتعددة الأبعاد . لهذا فإن أي محاولة لترميم الردع قد تكون مناسبة لمزيد من التهشيم لهذا الغلاف الهلامي الذي تحيط به دولة الاحتلال نفسها، لا سيما في حال ازدادت كمية الصواريخ المتساقطة داخل المستعمرات “الإسرائيلية” ووصولها إلى مدن وبلدات كانت في السابق خارج معادلة القصف الفلسطيني .

واقعان “إسرائيلي” وفلسطيني يشيان بأن واقع التصعيد سيبقى لفترة ضمن حيز الكلام، وأن الحرب، حتى الآن، ستبقى ذكرى يحتفل فيها سنوياً .

دار الخليج العربي

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required