مفتاح
2024 . الخميس 4 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
تعودنا على حكومة الدكتور سلام فياض، بأنها حكومة تأخذ القرارات بطريقة غريبة، وبشكل فردي دون التشاور مع المؤسسات ذات العلاقة، خاصة بما يتعلق بقوانين التقاعد، أو حتى قرارات أخرى تتعلق بشريحة الموظفين العموميين، هذه الشريحة التي تُعد الأكبر من شرائح المجتمع الفلسطيني والتي تُشكل ما يقارب الـ50% من العدد الإجمالي للمجتمع الفلسطيني.

تعرض الموظف الفلسطيني للعديد من حالات الظُلم، نتيجة عدم وجود من يُدافع عنه ويحمه ، وفي ظل غياب قانون يُنظم العلاقة بين المؤسسة والموظف، خاصة أن الحكومة الحالية لا تأخذ بعين الإعتبار أن للموظف الحكومي كيان يتطلب منها النظر له بعين مفتوحة، لكونه المتضرر الوحيد من أي إجراء، خاصة وأن التجربة السابقة كانت قاسية حيث لم يتم وضع اللوائح التي تضمن إحقاق الحقوق والمساواة بين طبقات الموظفين، وبرز ذلك خلال الأعوام السابقة في حالات التقاعد التي تمت لشريحة الموظفين، والتي تضرر منها الموظف في القطاع العسكري والأمني.

عام 2004م تم إحالة عدد كبير من كبار الموظفين العسكريين للتقاعد، وعام 2009م تم إحالة عدد آخر، وفي تلك الحالتين تم إنصاف جزء من هؤلاء وتم ظُلم جزء آخر، حيث استطاع عدد من المتنفذين من كبار الضباط من وضع لوائح التقاعد وفق ما ينطبق عليهم وعلى زملائهم، وفي نفس المقام طبقوا قانون التقاعد على الذين لا سند لهم، والذين دفعوا ثمن ذلك من قوت أبنائهم.

أنا وغيري نستغرب طريقة التعاطي مع نظام التقاعد، هذا النظام الذي تم تطبيقه بطريقة مزاجية، حيث استفاد منه من كان ضمن صفوف الثورة، وحُرم منه من تم تجنيده منذ تأسيس السلطة الوطنية عام 1994م، وهذا بالتأكيد جاء نتيجة لعبه قام بها مجموعة المنتفعين ممن يعتبرون أنفسهم أوصياء على السلطة والثورة، ومن دونهم فهم أبناء القطة السوداء.

إن الحديث الآن عن قيام الحكومة بتقديم اقتراح لتقاعد عدد 26 ألف موظف من موظفي السلطة، لهو إشارة جديدة على مخطط جديد للحكومة التي تُريد خفض الإنفاق الحكومي على حساب رواتب الموظفين، هؤلاء الموظفين الذين يُعد 50% منهم ضمن خط الفقر، لأن من يتقاضى راتب 2000 شيكل يُعد من العائلات الفقيرة في ظل حالة الغلاء والمتطلبات اليومية للأسرة المتوسطة في محافظات الوطن.

الموظف في محافظات الوطن لديه الكثير من الإلتزامات المالية، فهناك من هو مُدان للبنوك، وللعقارات وغرها من الإلتزامات المالية، ناهيك عن الأسرة التي لديها طلبة جامعيين، أو الأسرة التي تعيش في شقق للإيجار، فكيف سيتم حل مشاكلهم، أم أن الموظف سيضطر لدفع ما سيتبقى من راتبه بعد التقاعد للبنوك وأصحاب الديون، ويبقى يتسول باقي أيام الشهر، أم أن الحكومة أخذت بعين الإعتبار كُل هذه المسائل ووضعت حلول نستطيع من خلالها توفير سيولة لسد التزامات الموظف قبل إحالته للتقاعد، وهذا أقل من يمكن تقديمه لموظف أفنى حياته في خدمة السلطة الوطنية وشارك في عملية بناءها منذ اللحظة الأولى لتأسيسها عام 1994م.

نتأمل من الرئاسة الفلسطينية والحكومة وكُل المؤسسات ذات العلاقة الأخذ بعين الإعتبار وضع الموظف الاقتصادي والإجتماعي، ودراسة أي قرار قبل تنفيذه، حتى لا تكون هناك كوارث اجتماعية في ظل الحديث عن بناء مجتمع مثالي وخالي من الجريمة والفقر والبطالة، وعلى الحكومة أن تكافئ الموظف على إخلاصه وعمله والتزامه بدلاً من زيادة الأعباء عليه في إطار قوانين مُجحفة وظالمة.

* كاتب وإعلامي فلسطيني- غزة. - ramzi.s.shaheen@gmail.com

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required