مفتاح
2024 . الخميس 4 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
مر قطارُ المصالحة بكثيرٍ من العثرات التي أنهكت عرباته، فأصبحت باليه، ضعيفة، لا تقوى على الاستمرار، أنهكها المد والجذر لطرفي المصالحة، فطال الوقت كثيراً، وما عاد للمصالحة بريقٌ واضح، تارةً يزيد الأمل وآخر يخيم التشاؤم، فالشارع الفلسطيني أصبح لا يكترث بمجريات المصالحة، التي لا تري طريقً واضحًا نهايتها، فهل ستنجح هذه المرة ؟؟؟.

كلنا أمل ينبض بلحمة هذا الشعب، تمر السنة الخامسة على الانقسام، فطال الخصام بين الاشقاء، هذا أخي وذاك أخي، فلم تعد الأوراق المحبرة بالمصالحة مقبولة، فالربيع العربي يزهو في البلدان العربية، وتغير الانظمة الفاسدة، والسعي قدما لتحقيق الديمقراطية، ونحن كفلسطينيين نتطلع بعين من الامل الحزين على حالنا، الذي أنهكه الصراع الداخلي بين فتح وحماس، هنا اعتقال وهناك آخر، هنا إغلاق لمؤسسات وهناك أخرى، هنا خروقات وهناك أخرى..........سئمنا من أوضاعنا وأحوالنا ويكفينا ما في جعبة الاحتلال، فجعبته تطفح بما يكيله لنا.

نخشي من عجلات القطار التي دارت سريعا في مفاوضات المصالحة الاخيرة، أن تصدم بعثرات الفشل وأن نفاجئ بما لا نحب.......

يجب أن يدرك الطرفان جليا بأن الشعب فاض بما في الكيل من صبر وتحمل على الانقسام، فلابد أن ندرك أننا الاكثر خسارة بهذا الانقسام، فمهما كانت أهداف هذه المصالحة والذي تداعي بها البعض أنها "مصالحة المصلحة"، فإن كانت هذه المصلحة هي السبب لنهاية الانقسام، فلا بأس بها، فيرى البعض أن مصلحة عباس أصبحت ملحة لإنجاز هذه المصالحة وتقليل مخاطر التعكير على سير المفاوضات وزيادة سقف الشرعة له، وفي المقابل مصالحة المصلحة لحماس وإنهاء الانقسام والسعي لاكتساب الشرعة الدولية ورفع الحصار.

فمهما كانت مصالحة المصلحة للطرفين، فالشعب هو الاكثر مصلحة، فقد تضررت جميع القطاعات من جراء هذا الانقسام، لذا لن يقبل الشعب مصالحة حبر على ورق بل مصالحة على أرض الواقع، وإزاحة جميع المعوقات، وفتح جميع الملفات وحلها بجدية وأمانة، والعمل على تصفية النفوس، ونشر روح التسامح، وعدم اعتقال أحد وإعادة فتح المؤسسات التي أُغلقت على خلفيةٍ فصائلية، وعودة الموظفين على رأس عملهم، وصنع مؤسسات فلسطينية مشتركة وتعزيز صمود الشعب.

فنحن أمام مصالحة، هي السبيل الوحيد لحل الازمة التي نعاصرها، فلتفرغ سجون غزة والضفة وليعتذر هذا وذاك عما فعله بشعبه واعتراف كل طرف بمسؤوليته إزاءه .........هذا الشعب الذي أبي الاحتلال عن كسر شوكته.

فليصمت قليلا كل من تسول له نفسه لإفشال المصالحة، فهناك الكثير من المستفيدين والانقسام، لكن الخاسر الاكبر هو الشعب، مللنا من التراشقات اللفظية هنا وهناك، وإتهام كل طرف لأخر بالممطالة والتسويف، الذي دمر وحدتنا الوطنية وصب لصالح الاحتلال. فالتاريخ لن يرحم من يستخف بعقول شعبه......

نحن على أمل يثلج صدرنا الحزين بإنهاء الانقسام وتبعاته، والانتقال الى مرحلةٍ جديدة ترقي بشعبنا لإنهاء الاحتلال وتحرير أرضه. وقد اتفق أطراف المصالحة على أن تكون الآليات التي تم التوصل إليها ملزمة للجميع، والاتفاق على تشكيل لجان للمصالحة بغزة والضفة.

- فهل ستتعثر تلك اللجان بأول حجر يقابلها؟

- أم ستبقي على أملٍ واعد لنا بتحقيق ما التزمت به اتجاه الشعب؟

- أم أنها ستستسلم بما قاله هذا وذاك أو استفزاز من هذا وذلك؟

نحن أمام تحد كبير، ومنع إفشال بنود المصالحة, وأي عرقلة لعمل اللجان في قطاع غزة والضفة، وعلينا أن ندرك جليا أن هناك أطراف أخرى تسعي جاهده لإفشال تلك المصالحة.

فندعو قادة الفصائل الفلسطينية التي اجتمعت في القاهرة وانبثق عنها اتفاق المصالحة، بضبط النفس والتحلي بالصبر والجلد وعدم السماح لكل المارقين لإفشال المصالحة، التي تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني أولا وآخرا.

لقد مل الشعب كثيرا من المماطلة والتسويف والاستخفاف بعقول أبنائه، ومن التجاذبات الفصائلية غير المبررة، فهناك مصلحة وطنية، وإصلاحات سياسية في العمق الفلسطيني، وتحدي التوسعات الاستيطانية ذات الزحف الذي أكل الاخضر واليابس في ظل غمامة الانقسام السوداء التي أعمتنا عما يحدث هناك.......... هناك بالقدس وقضية تهويدها التي تناسيناها لحل النزاع بين حركتي فتح وحماس.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required