مفتاح
2024 . الخميس 4 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
المطلب الرئيس الذي بدأ يتبلور في الرأي العام الفلسطيني، ولدى أوساط قيادية من مختلف الاتجاهات، وبضغط واسع من الأسرى أنفسهم في السجون يتبلور حول استحقاق أساسي للإفراج عن الأسرى والأسيرات الفلسطينيين كشرط من شروط العودة الى المفاوضات .

وتعرض قيادة الأسرى خطة فلسطينية للإفراج عن الأسرى من خلال جدول زمني محدد يرتبط بالتسوية السياسية ومن خلال أولويات نضالية وإنسانية تبدأ بكافة الأسرى المعتقلين قبل اتفاقية أوسلو عام 1994 وعددهم 124 أسيرا، والأسرى القادة والنواب وعلى رأسهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات، والمرضى والمعاقين والنساء.

هذه الرؤية تستند الى اعتبار الأسرى الفلسطينيين جزء أصيل من أية تسوية سياسية أو مفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ، وأنه لا يجوز فصل قضية الأسرى عن كافة القضايا المصيرية الأخرى كوقف الاستيطان وحدود الدولة والسيادة وغيرها، من منطلق أن قضية الانسان وحريته مكون أساسي من المشروع الوطني الفلسطيني، ومحك عملي لقياس مدى مصداقية حكومة اسرائيل في بناء سلام عادل مع الشعب الفلسطيني.

لقد عرض عدد من المفكرين اليساريين الإسرائيليين وأنصار عملية السلام في المجتمع الاسرائيلي موضوع الجدول الزمني لإطلاق سراح الأسرى في سنوات التسعينات، و جاء ذلك على خلفية الإدراك لمدى عمق وأهمية هذه القضية في المجتمع الفلسطيني وخلق الشعور بجدية التوجه نحو تسوية نهائية بين الطرفين.

تتفاعل إرهاصات ما بعد صفقة شاليط في صفوف المعتقلين وخاصة القدامى، ويعيشون في حالة عصبية وإرباك شديد في محاولة للإجابة على أسئلتهم المشروعة أين هم الآن، وما هو موقعهم من المفاوضات واللقاءات وفي القناعة والقرار السياسي الفلسطيني.

الأسرى يخشون أن يظلوا رهائن لإملاءات وشروط الإسرائيليين ومفاهيمهم حول مسالة إطلاق سراح أسرى عندما يخضعونهم للمساومة والتجزئة ويصنفونهم حسب التهم والانتماءات السياسية وأماكن السكن، وقد أدت هذه المقاييس الى إبقاء أسرى لأكثر من ربع قرن بالسجون، تحت شعارات عنصرية ومفاهيم أمنية تحولت الى شبه قوانين في التعاطي الاسرائيلي الرسمي مع المعتقلين.

ويوجه الأسرى خاصة المعتقلون قبل أوسلو انتقاداتهم لغياب النص الذي كان يجب أن يفرج عنهم في اتفاقية إعلان المبادئ، وأن 18 عاما مرت على أعمارهم وأجسادهم داخل السجون هدرا، وكان يجب أن تكون عملية إطلاق سراح كافة الأسرى جزء أساسي من الاعتراف المتبادل واتفاقية اوسلو، وأن نجاح اسرائيل خلال هذه الفترة في فرض مقاييسها على الجانب الفلسطيني قادت الى شعورهم بأنهم مهمشين وخاضعين لما يسمى حسن النوايا ومبادرات جزئية وانتقائية وشكلية بين فترة وأخرى مما زاد من عذاباتهم ومعاناتهم.

لقد قررت حكومة اسرائيل والكنيست الاسرائيلي أن يكون الأسرى موضوع ضغط وعقاب للشعب الفلسطيني وقيادته، فسنت سلسلة تشريعات قوانين مصحوبة بقرارات سياسية لتشديد الإجراءات التعسفية بحقهم وسلبهم حقوقهم الإنسانية، وقد رافق ذلك حملة تحريض واسعة على الأسرى والدعوة الى إعدامهم والانتقام منهم.

وأمام فتح اسرائيل لجبهة جديدة على الأسرى واتخاذهم عنوانا للمساومة السياسية، يطالب الأسرى بعدم العودة الى المفاوضات بأي شكل من الأشكال ما لم يكن إطلاق سراحهم القاعدة والأساس الذي ستبدأ من خلاله المفاوضات ووقف كافة الممارسات الخطيرة التي تجري بحقهم في مختلف السجون.

القناعات المتبلورة في الفترة الأخيرة بدأت تقول وبصوت عال أن المستوطنات الاسرائيلية مهما تضخمت فمصيرها الزوال لأنها غير قانونية وغير شرعية وأجمع على ذلك المجتمع الدولي ومجلس الأمن وقرارات الأمم المتحدة وقرارات اللجنة الرباعية، أما الأسرى كبشر فاستمرار احتجازهم لأكثر من 30 عاما فهذا يعني قتلهم وإعدامهم وأنه لا يمكن إعادة الحياة وزهرة الشباب إليهم، إذا ما أدركنا أن هناك أسرى سقطوا شهداء، وهناك أسرى تبلغ أعمارهم في الثمانينات، وهناك أسرى مشلولين ومصابين بالسرطان وبأمراض خطيرة، فالزمن يذبح الانسان الأسير و لا يرحمه .

الأسرى يرفضون بشدة أن يكونوا موضوع مساومة وضغط على القيادة الفلسطينية، ويرون أن مصيرهم هو جزء من مصير كافة القضايا الرئيسية المتعلقة بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية في حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشريف، ويهمهم أن يكونوا حاضرين على طاولة المفاوضات لتأكيد الموقف الفلسطيني أن للإنسان المناضل قيمة عليا وراسخة وأنهم ليسوا موضوعا ثانويا ولا خاضعين للابتزاز.

الرسائل التي أرسلها الأسرى وقياداتهم في الآونة الأخيرة تشير بوضوح الى التوجه الى خوض خطوات احتجاجية ذات طابع سياسي للمطالبة بإطلاق سراحهم، والاعتراف بهم كأسرى حرب ومناضلين شرعيين في خطوة عصيانية هي الأولى للتمرد على القوانين العسكرية الاسرائيلية والتحرر من استمرار حكومات اسرائيل عدم الاعتراف بمركزهم القانوني كأسرى حرب ومناضلي حرية شرعيين وفق القوانين والاتفاقيات الدولية والإنسانية.

إن المطلوب الآن خطة استراتيجية فلسطينية بما يتعلق بقضية الأسرى ذات اتجاهين متكاملين الأول: ما يتعلق بالشق السياسي والمفاوضات إذا استؤنفت أن تبدأ بالتزام إسرائيلي عملي بإطلاق سراح كافة المعتقلين وفق جدول زمني واضح ومحدد، والثاني: يتمثل بإسناد القرار الذي تبناه الرئيس أبو مازن والحكومة الفلسطينية بتدويل قضية الأسرى والتوجه الى الجمعية العامة للأمم المتحدة لاتخاذ قرار بالتوجه الى محكمة لاهاي الدولية لاستصدار فتوى حول المركز القانوني للأسرى بصفتهم أسرى حرب وفق اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة .

حرية الانسان والأرض، جدلية متوحدة لا تنفصم فالبيوت تموت إذا غاب سكانها كما يقول محمود درويش، وحان الوقت لتتحول قضية الأسرى الى عبء ثقيل على الاحتلال، والتزامات ناشئة على عاتقه وعاتق المجتمع الدولي والراعين للعدالة الإنسانية في العالم.

وزير شؤون الأسرى والمحررين

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required