اليوم طالعتنا الأخبار بأن الرئيس محمود عباس أكد عزمه أنه لن يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة، قائلاً "إذا كانت قيادات فتح لن تسمح لشخص غيري بترشيح نفسه، فعلى شخص آخر من غير فتح أن يرشح نفسه، أنا لن أرشح نفسي". وأضاف: "القضية لا تعتمد على شخص، ولا يوجد شخص لا يمكن الاستغناء عنه في الكون .. كل واحد يمكن الاستغناء عنه، سيأتي غيره. )
ربما ليس من المحرمات الحديث عن هذا الموضوع ، ومع الاحتفاظ بأن بقاء الرئيس وإعادة ترشيحه مرة أخرى هو مكسب ويحمل أهمية كبرى للكل الفلسطيني عامة ولحركة فتح خاصة وهي تخوض معركة إعادة بناء التنظيم والأطر والمؤسسات في الداخل والخارج و إشراك أوسع شريحة من الكادر والقواعد الفتحاوية في عملية البناء الحركي، وتنشيط عملية إجراء الانتخابات وترتيب الأوراق في الحركة في كافة الأقاليم ،وكذلك خططها لإعادة وضع الحركة في قطاع غزة بعد تطبيق المصالحة الفلسطينية والحكومة القادمة بما يوصلها بأمان الى الانتخابات التشريعية والرئاسية والبلدية والنقابات والمؤسسات المختلفة والبلديات وكل ما يتصل بالواقع المجتمعي والحركي ..
والرئيس محمود عباس وبصفته القائد العام لحركة فتح وبعد تصريحه الواضح فإنه يعطي الضوء الأخضر لقيادة حركة فتح بمجالسها الثورية والمركزية أن تعمل بشكل جاد وسريع ومنظم نحو وضع النقاط فوق الحروف والاتفاق على اسم القائد الفتحاوي الذي ستخوض به فتح الانتخابات الرئاسية القادمة والتي من المقرر اجراؤها في منتصف هذا العام ..
قال الرئيس أبو مازن مخاطبا قادة فتح في لقاءات سابقة : "الآن يجب أن تشكلوا لجنة من القيادة لتبحثوا موضوع الانتخابات، لأن ما قلته في الماضي أنا جاد فيه، لن أرشح نفسي للانتخابات، ستقولون لي: نحن (بنمون عليك) وأنت حبيبنا.. لا، لن أرشح نفسي للانتخابات، أنا جاد في ذلك، وكل عمل قمت به كنت جادا فيه، لم أناور ولا مرة، منذ طلبنا المصالحة، منذ وقعنا على المبادرة المصرية، منذ أطلقنا مبادرتنا، كل هذه المسيرة كانت جدية وأنا أقول لكم الآن، اختاروا لجنة من المجلس ولجنة مركزية ومجلسا ثوريا لتناقش الانتخابات، وأرجو أن تأخذوا هذا بمنتهى الجدية". وأضاف: "إذا استعدوا للانتخابات، المجلس التشريعي والمجلس الوطني والرئاسة، حضروا حالكم من الآن، فتح اسم كبير، وأرجو أن يكون أيضا فعلها كبيرا، يجب أن نأخذ الأمور بجدية أكثر وأن نعمل أكثر وكل واحد يشوف شغله ويعمل ما يمليه عليه ضميره".
ان الرئيس والقائد العام الأخ أبومازن هو من القادة الفعالين المشهود لهم بالكفاءة المميزة والقدرة والعمل في كل البيئات المختلفة وفي كل الظروف ، فهو على الدوام يعمل ويسعى جاهدا لتشكيل وخلق شكلا من الرؤية والإلهام والزخم في الأشخاص الذين يتبعونه ، ونعم إن ثمار القيادة التي يتركها القائد في أعقابه ستختلف من حيث التأكيد ولكن ستبقى الخطوط العريضة التي تشكل المسار العام والذي هو المسار الذي وضع بعناية لكي تسير عليه الأمور ، إن صناعة القيادة لا تكمن في الكتب النظرية وإنما هي مجموعة من التجارب والعصف الذهني وموازيين التفاضل وإعادة تشكيل ثقافة منظمة قائمة على الخبرات والإمكانيات والرغبات أيضا سواء على المستوى الشخصي أو الجماهيري ... على حركة فتح اليوم ان تعمل وبخطوات متقدمة متقنة بالتركيز على المستقبل ، الطويل الأمد ، والأفق واستساغة التغيير الذي هو جزء لا يتجزأ من أدبياتها ومسيرتها الثورية إن القائد العام لحركة فتح رئيس دولة فلسطين يناشد العاطفة مع العقل معا ، ويعتمد على الثقة ، يجلب القيادة إلى جانب التوجه الجديد لكي يُكتب القادم بحبر الاتفاق الفتحاوي الداخلي الذي يعود بالاستقرار أيضا على الكل الفلسطيني ويساعد أيضا في وصول الرسالة في الوقت والمكان والظروف المناسبة وضمن مساحات كفيلة بتحقيق الانجاز والأهداف وقراءة كافية المعطيات ..
إن تأكيد حركة فتح وعلى لسان قادتها ان مرشح الرئاسة هو الرئيس أبومازن هو الوفاء والعطاء المطلوب ، فهو القائد والأب والرجل الذي يصنع المستحيل من أجل غد أفضل على كافة المستويات ، لكن يجب عدم الإبقاء على هذا التأكيد دون مناقشة تأكيدات الأخ الرئيس والالتزام بها والعمل بموجبها وهذا أيضا جانب من الوفاء والعطاء والتواصل ..
ملاحظة : في حال أن الرئيس المنتخب القادم لم يكن فتحاويا .. ما تأثير ذلك على حركة فتح ؟
