ويرى القائمون على الفريقين، أنها ستكون بمثابة نقطة انعطاف في المواصلة على المنافسة على اللقب أو احتلال الوصافة. يقول المدير الفني لغزلان الجنوب سعيد أبو الطاهر: 'هدفنا من المباراة لن يكون أقل من حصد النقاط الثلاث مع الاحترام الكامل لأصحاب الأرض، وهذا حق مشروع في عالم كرة القدم'.
ويضيف أن 'الديربي له خصوصية تختلف عن أي مباراة .. سنلعب من أجل الفوز وتعويض خسارة النقطتين أمام بلاطة، لافتا إلى أن تدريباتهم عادية وهناك التزام كامل لكافة اللاعبين ولا يوجد غيابات في صفوف الفريق، ونعمل جميعا كلاعبين وجهاز فني مع ورقتنا الرابحة جمهورنا الحبيب، إلى حصد النقاط وتفويت ما غاب عنا في مرحلة الذهاب من إهدار للنقاط'.
ويتابع رسالتنا بعد مباراة بلاطه تمثلت في طي الصفحة والتركيز نحو الديربي، واللعب بمسؤولية وإصرار وعزيمة لتحقيق الأفضل وإرضاء الجماهير العريضة. ويشدد أبو الطاهر على ضرورة أن يكون عنوان المباراة المحبة والروح الرياضية، ومهما كانت النتيجة فإنها تصب في صالح الكرة الفلسطينية أولا والجنوب ثانيا.
ويرى أن نجاح المباراة يتوقف على طرفين، هما الجمهور واللاعبون فكلاهما يقع على كاهله مسؤولية كبيرة في الخروج بالمباراة إلى بر الأمان، وأن على الجميع أن يتسلح بثقافة الخسارة قبل الفوز أو التعادل لأن القاموس الرياضي لا يوجد فيه غير الخيارات الثلاثة.
ويقول مهاجم العميد فهد العتال إن 'المباراة صعبة على الطرفين، ولها طابع خاص، نحن كلاعبين وجهاز فني نحترم كثيرا فريق الظاهرية الذي يضم في صفوفه العديد من النجوم ويستحق أن يكون بين الأربعة الكبار'.
ويشير العتال إلى أنهم بعد الفوزين المتتالين في مستهل مرحلة الإياب، لديهم نشوة وثقافة الفوز ومواصلة التقدم وتشديد الخناق على المتصدر وهذا حق مشروع، مؤكدا أنها مباراة لا تقبل القسمة على اثنين إذا ما أراد الفريقان المنافسة على اللقب، بمعنى أن الفوز لا بديل منه لفريق العميد.
ويقول، 'لا أخفي على الجميع أن هناك ضغطا كبيرا يقع علينا كلاعبين وجهاز فني للخروج من هذه ألمواجهة منتصرين، لأنها بمثابة المفتاح الحقيقي نحو اللقب مع كل الاحترام للمتصدر، وأن نتائج الفريقين ستدخل في الحسابات أمام توسيع الفارق أو تقليصه.
ويؤكد العتال أنه سيكون فخورا جدا إذا ما واصل التهديف للمباراة الثالثة على التوالي وخاصة في مرمى الظاهرية لأن هذا الأمر سيكون الأول في حياته الرياضية، حيث لم يسبق له وأن نال من مرمى الغزلان. ويضيف المباراة لا ينظر إليها كنتيجة في داخل المستطيل الأخضر فحسب وإنما النتيجة الأكثر حيوية وتبعث الأمل في الرياضة الفلسطينية هو أن يتحلى كلا الجمهورين بالروح الرياضية، وأن يكونا على قدر المسؤولية في الوصول بالمباراة إلى بر الأمان، حتى نعطي للعالم صورة مشرقة عن ثقافتنا الرياضية الإيجابية بعيدا عن التعصب الأعمى.
أما مايسترو خط الوسط للظاهرية إسماعيل قاسم فيرى أن الديربي سيكون شيقا ومثيرا من كافة الجوانب، وفي نفس الوقت لن يكون سهلا على الفريقين، وهي مباراة بست نقاط، الفوز يعني عودتنا للمنافسة على مركز الوصافة. ويشير قاسم إلى أن هذه المباراة ستكون فرصة لرد الاعتبار لخسارة الفريق في مرحلة الذهاب بهدف نظيف، وثانيا فرصة أخرى لإرضاء الجماهير الظهراوية بعد نتيجة بلاطة المخيبة.
ويؤكد أن كافة أبناء فريق الغزلان يتسلحون بالروح العالية بعيدين كل البعد عن الضغط النفسي، والهيئة الإدارية إلى جانب الجهاز التدريبي وأيضا الجمهور إلى جانب الفريق ولديهم الثقة الكبيرة في قدراتنا على اجتياز هذه العقبة. ويضيف رغم الأجواء المريحة لكافة اللاعبين والخروج من الضغط لطبيعة المباراة، لكن هذا لا يعني أننا كلاعبين بعيدون عن ذلك، هذا سببه أن تحقيق غير نتيجة الفوز ربما ستفقدنا المركز الثالث وهذا لن نتهاون فيه على أقل شيء'.
ويضيف أن بلدة الظاهرية تعيش منذ لحظة انتهاء مبارتنا أمام بلاطة في أجواء الديربي، تناست نتيجة المباراة السابقة وأصبح حديث مواطنيها على مباراة الديربي حيث وضعوا عنوانا لها 'إما الفوز أو الفوز'، دلالة على أنها تعتبر بحد ذاتها بطولة ولها أهمية كبيرة. وطالب من الجمهور التحلي بالروح الرياضية وتشجيع الفريق حتى اللحظة الأخيرة، لأنه يعتبر الورقة الرابحة لنا في كل مباراة، وخاطبهم قائلا: 'اطمئنوا كثيرا سنكون عند حسن ظنكم ولن نخذلكم'.
ومن جانب الحضور الجماهيري فإن الاستعدادات تجري على قدم وساق من رابطة جمهور الفريقين، مع أن استاد الحسين بن علي مسرح إقامة الديربي لن يستوعب العدد الذي سيزحف إليه، وسيكون العدد خارج الملعب أكبر بكثير ممن هم على المدرجات. رابطة الجماهير في الخليل والظاهرية منذ أيام يقومون بالتحضير من خلال خلق تقليعات جديدة في التشجيع وإعطاء أجواء رياضية لهذه المباراة.
والمار في شارع وادي التفاح في مدينة خليل الرحمن، الأكثر ازدحاما بالمواطنين والمتسوقين يشاهد ويسمع الأجواء الحقيقية للديربي.. حلقات من الشبان والمتحمسين يقفون معا ويتبادلون الحديث المطور، حتى أن أصواتهم تخرج عاليه تثير انتباه المارة وهو ما حدث مع كبير مشجعي العميد وعضو رابطة المشجعين باهر قفيشة. يقول قفيشة (30 عاما)، 'بكل روح رياضية أنا أبارك للفريق الفائز وعلينا جميعا أن نتحلى بالروح الرياضية، كرة القدم لديها ثقافة الفوز والخسارة والتعادل والملعب سيكون سيد الموقف'.
ويضيف نحن في رابطة جماهير الخليل التي يبرز فيها كل من جميل أبو عيشة، بهاء الحداد وسميح العويوي 'أبو فله' ويرأسها عامر سعيد سنكون عند حسن ظن رئيس اتحاد الكرة اللواء جبريل الرجوب، بالتشجيع الملتزم وسنحاول إسكات كل الأصوات التي من شأنها أن تعكر الأجواء الأخوية بين الفريقين. وحول مظاهر التشجيع قال: سيكون هناك هتافات جديدة لكل لاعب مع تقليعة جديدة وغريبة وعلامة مميزة في ملاعبنا الفلسطينية ستكون مفاجئة للجميع فضل عدم الإفصاح عنها.
وبالنسبة لتفاعل المواطنين مع الديربي أشار إلى أن المئات من مشجعي العميد يزحفون إلى إستاد الحسين ويتابعون تدريبات الفريق ويطمئنون على أحوال اللاعبين والحديث معهم، بمعنى تفاعل يومي مع أعضاء الفريق. وحول نتيجة المباراة يقول: آمل بأن يكون الفوز حليفنا حتى نواصل ملاحقة المتصدر هلال القدس، وأن غير ذلك سيعقد المهمة، رغم أن كرة القدم لا تعرف المستحيل، إن شاء الله أن يكون الفوز حليفنا ونستمر في حصد النقاط'.
من جانبه قال عضو رابطة المشجعين للعميد 'أبو فله'، إنه يضطر إلى ترك عمله قبل الموعد المحدد والتوجه إلى الملعب لمشاهدة تدريبات الفريق إضافة إلى عقد جلسات ليلية للحديث حول التجهيزات والاستعدادات لمساندة الفريق وإنجاح اللقاء والخروج به إلى بر الأمان.
ويؤكد 'أبو فله'، أن حديث المواطن في مدينة الخليل يطغى عليه الآن الديربي الخليلي، وأن هناك نقاشات حادة تجرى هذا وصولا إلى النسوة اللاتي أقتحمن الاهتمام الرياضي، بمعنى أنه في معظم منازل الخليل هناك حديث عائلي حول المباراة، حتى المتسوقون في أسواق المدينة يكون جزءا من حديثهم عن الديربي. وليس ببعيد عن مدينة الخليل حيث تقع بلدة الظاهرية في أقصى الجنوب، فالأجواء لا تختلف كثيرا، والسيناريو نفسه.
ويعتبر الشارع الرئيس الذي يمر من وسط بلدة الظاهرية ويقع فيه مقر نادي الظاهرية الأكثر حيوية، لا سيما في تجمعات الشباب والحديث عن الرياضة فكيف إذا كان ديربي خليلي مع غريمهم التقليدي شباب الخليل. ويقول رئيس رابطة مشجعي الظاهرية المهندس إبراهيم دية، إن الاستعدادات عادية مثل أي مباراة، ونحن نحاول دائما أن لا نعطي هذا الديربي حيزا أكثر من المباريات العادية، هذا رغم الأجواء المشحونة التي تشهدها البلدة حتى ساعات متأخرة من خلال الأحاديث المطولة عن الديربي.
وأشار دية ، إلى أن الجمهور الكبير لغزلان الجنوب لن يأخذ نصيبه الأكبر بفضل صغر القدرة الاستيعابية المحدودة لاستاد الحسين كما هو جار في ستاد دورا عندما تابع مباراة الديربي في مرحلة الذهاب ما يفوق الـــ 14 ألف متفرج، مقارنة بستة ألاف قدرة استيعاب ملعب الحسين. ويضيف أن مشكلتهم الكبيرة تتمثل في الأعداد الكبيرة التي ستزحف صوب الملعب وتقدر بآلاف، في وقت سمح لنا فقط بألف تذكرة، هذا سيحرم الكثيرين من الاستمتاع بمشاهدة الديربي، وعليه فان الأمر يتطلب من اتحاد الكرة بث المباراة على الهواء مباشرة ليتسنى للجميع من مشاهدتها وهذا مطلبنا'.
ويشير إلى أنهم سيفتقدون إلى كبير مشجعي الفريق زياد سمامرة الملقب 'الشلمه' الذي انتهى التصريح الخاص وغادر إلى الأردن، ويستدرك.. رغم ذلك لدينا مجموعة من قادة التشجيع أمثال طارق البطاط، إسماعيل مروان واشرف البطاط، لافتا أنهم يأملون أن يكون الديربي الأجمل في فلسطين، ومقدما نبارك للفائز'. ويوضح دية انه رغم الأحوال الجوية الباردة والماطرة ، إلى أن أعدادا كبيرة من المشجعين يحرصون كل ليلة على القدوم إلى مقر النادي للمشاركة في الحديث عن الديربي، ويقول أن 'العدوى انتقلت إلى البيوت وأصبح الديربي حديث النسوة والأطفال وكبار السن ايضا'.
