مفتاح
2024 . الخميس 4 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
بالقدر الذي هللت "حماس" – وأكثر- لزيارة خالد مشعل الى عمان بالقدر الذي تجاهلته "فتح" – وأقل -، ربما لأن حركة "فتح" لم تستطع كالكثيرين فهم المغزى الحقيقي لهذا التصالح، او لأنها لا تريد ان تراه بوضع اليد على العين، لكن تهليل "حماس" وكأنه انتصار، ففيه الكثير من المبالغة، خاصة وأن الاردن حتى اللحظات الاخيرة كان يستضيف الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي في مفاضات اطلقوا عليها الاستكشافية، التي تعارضها "حماس" من حيث المبدأ.

في قراءة واقع الاردن، من خلال واقع المنطقة عموما، فقد يكون هناك فوائد واضحة، ابرزها ان المصالحة قد تفرمل اندفاعة الاخوان الاردنيين الذين ما انفكوا يخرجون الى الشوارع مطالبين بإصلاحات في الحكومة والدستور، ووصل الامر بهم ان يرفضوا المشاركة في الحكومة التي نزل القصر عند رغبتهم بتغييرها قبل ثلاثة اشهر، صحيح انها ليست "حماس" (اخوان فلسطين) هم الذين يقودون ويقولون على اخوان الاردن، لا ولا تقول على كل اخوان فلسطين، حيث بدأت خلافات واضحة تظهر في صفوف الحركة، بما فيها اعلان مشعل نفسه عن نيته عدم الترشح لرئاسة مكتبها السياسي لدورة جديدة. لكن المنطقة بأكملها اليوم تتنفس من هذه الرئة المتدينية، وبدون شك فإن الكل يؤثر في الكل مع بعض الملاحظات، ابرزها ان الجماعة تقدم اطاريح ليس لها من الدين شيئا، بل وتصل احيانا للتصادم معه "كعدم فرض الحجاب وعدم منع البكيني".

في الشأن السياسي، تبرز قضايا اكثر سخونة، خاصة لدى اخوان مصر الذين يعكفون على ترسيم خط سلامي مع اسرائيل، تعدى الرسائل والاشارات الى عقد اجتماعات مع الولايات المتحدة الامريكية وصياغة تعهدات بإحترام الاتفاقيات الموقعة وتسميتها بالأسم (كامب ديفيد) وتثمين اسرائيلي رسمي من خارجيتها التي يتزعمها الاكثر تطرفا افغدور ليبرمان الذي هدد مصر في ظل "مباركها" بقصف اهراماتها والعبث بنيلها.

إن امريكا التي رفعت الحظر عن الاخوان في تونس والمغرب ومصر، وعقدت الاجتماعات السرية والعلنية معهم، وقدمت لهم تهانيها بفوزهم وابدائها الاستعداد للتعامل والتعاون معهم، وعلى رأسها الاستمرار في تقديم معونتها السنوية والتي تصل الى حوالي مليار ونصف المليار دولارسنويا، قادرة وهي تطلب منهم احترام اتفاقية كامب ديفيد، ترويض حركة المقاومة الاسلامية في فلسطين، وبالتحديد في غزة، وهي التي تعقد اليوم اجتماعا نوعيا في قطر مع حركة طالبان، ولهذا لم نعد نسمع نتنياهو وهو يشترط عدم عقد المصالحة بين "فتح" و"حماس" ان تعترف الاخيرة بإسرائيل، كما فعلت مصر و"فتح" والاردن – على التوالي- بل يكفيه اليوم تفكيك سلاحها في غزة، ونظن ان زيارة مشعل تحث الخطى على هذه الطريق.

* كاتب صحفي فلسطيني يقيم في مخيم الدهيشة- بيت لحم. - hamdifarraj@yahoo.com

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required