مفتاح
2024 . الخميس 4 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
لأن الثقافة مكون أساسي من مكونات العملية الوطنية، وعامل هام من عوامل الوعي واليقظة، وحماية الهوية الوطنية والنضال الوطني، فقد نشطت سابقاً العديد من المنظمات الفلسطينية في جميع مناطق ومخيمات وتجمعات الشعب الفلسطيني في بناء وتأسيس المراكز والمؤسسات الشبابية والثقافية، ولعبت هذه المراكز دوراً بارزاً على صعيد الإرتقاء بوعي الشباب وتمكينهم وبناء قدراتهم وتنمية مواهبهم وابداعاتهم وسجلت حضوراً بارزاً بنوعية ما قدمته من ابداعات فنية وثقافية.. ساهمت في إغناء التراث الفلسطيني.

الا ان هذا الواقع بدأ بالتغير منذ سنوات طويلة، خاصة مع تراجع دور الاتحادات الشعبية الفلسطينية وضعف امكانات المراكز الشبابية التي باتت تفتقد الى دعم المؤسسات الوطنية الفلسطينية، نجد أن هناك تراجعاً ملموساً في الإهتمام بتنمية ابداعات الشباب. وثمة إنحسار كبير في إبراز الإبداع الشبابي وهناك الكثير من الفنون الجميلة والإبداعات الكثيرة بتنا نفتقدها اليوم ولا سيما في مجال السينما والمسرح والفلكلور الشعبي التراثي وكتابة القصة والفن التشكيلي وغيرها من الفنون والابداعات التي أصبح العمل فيها بشكل موسمي ومحدود جداً بإستثناء بعض الأعمال القليلة التي تظهر بين الحين والآخر، ولكنها سرعان ما تنحسر وتتراجع نتيجة غياب الرعاية والإهتمام وعدم وجود عوامل مساندة ومحفزة لتنامي وتطور هذه الأعمال الإبداعية.

وهنا لا بد من القول إنها لمفارقة كبيرة أن يتحول المجتمع الفلسطيني الذي طالما استطاع أن يتخطى أزماته وتداعيات اللجوء وآلام النكبة وان يتقدم بإبداعاته الفكرية والأدبية والثقافية والفنية وأن يساهم بشكل كبير في الإزدهار الثقافي في الدول العربية، أن يتحول اليوم إلى مجتمع ضامر الإنتاج على الصعيد الأدبي والثقافي والإبداعي وبشكل خاص على صعيد الجيل الجديد وفئة الشباب.

هذا الواقع يفرض تفعيل وتطوير دور المؤسسات والاتحادات والمراكز الشبابية والثقافية للنهوض بالواقع الثقافي وتحفيزها الشباب على الإبداع وبلورة الطاقات الكامنة لديهم، إنطلاقاً من برامج هادفة وخطط مدروسة تمكنها من التفاعل الايجابي مع شريحة الشباب وتخلق لهم الظروف والأجواء المناسبة لتنمية مواهبهم وإطلاق إبداعاتهم.

وهنا يأتي دور المؤسسات الوطنية الفلسطينية في دعم المشاريع الشبابية الفردية والجماعية، بهدف رفع القدرات الشبابية في المجال الثقافي والاجتماعي.. وإستثمار طاقات الشباب و مشاركتهم الفعالة في عملية التنمية المتكاملة ثقافياً واجتماعياً وتربوياً. ودعم وإعادة تأهيل الأندية والمؤسسات الرياضية الثقافية ومساعدتها على القيام بالأنشطة المختلفة على إعتبار أنها أكثر الجهات تلمساً لإحتياجات الشباب المختلفة، دعم الأنشطة الشبابية الترفيهية وتوفير مراكز حاضنة للشباب كدور السينما والمسارح وإنشاء مؤسسات شبابية تتوافر لديها الأماكن والإمكانيات التي تستطيع من خلالها تقديم خدمات الترفية والتربية السليمة للشباب، وتشجيع الشباب على القراءة والمطالعة والعمل على دعم مبادرات الشباب في المجال الثقافي المسرحي والفني.. بما يوفر الإستجابة لإحتياجات الشباب وتطوير البرامج والخدمات المقدمة لهم من قبل المؤسسات التي تعمل في قطاع الشباب بإعتمادها مبدأ المشاركة في تحديد الإحتياجات والتخطيط ومن ثم التنفيذ، وأن تكون فئة الشباب ليست فئة مستهدفة فقط بل عنصراً أساسياً في صياغة خطط عملها ورؤيتها المستقبلية وتنظيم الافكار والمشاريع المرتبطة بواقعها وطموحاتها وتطلعاتها.

اذن لا بد من سياسة جديدة تتبعها الاندية والمراكز الشبابية والاتحادات الشبابية والطلابية في التعاطي البرنامجي مع الشباب وتبذل الجهود المطلوبة للدفع بالشباب من أجل الإنخراط بفعاليات وأنشطة المؤسسات والمراكز الشبابية من خلال برامج جذابة تنمي روح المبادرة لدى الشباب، وتساهم في إطلاق إبداعاتهم وابتكاراتهم في مختلف المجالات، والتركيز على موضوع الثقافة الوطنية وتعزيز الإنتماء والهوية الوطنية للشباب الفلسطيني. وحماية الشباب من الأفكار والمفاهيم المشوهة التي تبثها بعض وسائل الإعلام في سياق الغزو الثقافي الصهيوني والإمبريالي. الى جانب ما يواجهه الشباب ايضاً من مخاطر انتشار بعض الأفكار الظلامية والإنغلاق وظاهرة التطرف الأصولي التي تستغل الفقر والبؤس والحرمان الذي يعيشه الشباب الفلسطيني بفعل تفشي البطالة وتدهور اوضاعهم المعيشية والاقتصادية، وإنسداد الأفق السياسي على الصعيد الفلسطيني في ظل تراجع تقديمات منظمة التحرير الفلسطينية وتقليص خدمات الانروا إلى جانب إستغلالها للاوضاع السياسية التي تعيشها المنطقة واضطراباتها المتعددة.

وهذا يقتضي دورا افعل وجهداً ثقافياً وإعلامياً وطنياً من قبل المؤسسات والمراكز الاهلية والشبابية من اجل حماية الهوية الثقافية للشباب، بما يقوي من نقاط ارتكازهم ويصلب من قاعدة انطلاقتهم في مواجهة الأفكار والمفاهيم الوافدة من وسائل الإعلام والإتصال الحديثة. وما تحمله من أفكار ومضامين وثقافات يمكن أن تترك الاثر الكبير في عقول ووعي الشباب.

وبالتالي من الضرورة تمكين الشباب من الإلمام والاستفادة الايجابية من هذا التطور التكنولوجي وتسخيره في تدعيم ثقافتنا وتقويتها ونشرها، وإستثمار ما لدينا وما يأتينا من مصادر مادية وفكرية في الخلق والإبداع والإنتاج أدباً وفناً وعلماً واقتصاداً، وليس فقط في الاستهلاك واستيراد ما ينتجه الغير.

وبما يساهم ايضاً في تنمية المجتمع وصيانة الهوية الوطنية الفلسطينية وتحصين الشباب والارتقاء بوعيهم وتعزيز ثقافتهم الوطنية وتوجيه دفة الهوية والإنتماء والثقافة بإتجاهها الصحيح، الوطني الفلسطيني، الذي يغرس في عقول الشباب الروح الوطنية الديمقراطية المتنورة والمستندة إلى تاريخ ونضال الشعب الفلسطيني وحركته الوطنية وأهدافها التحررية، وحماية الهوية الوطنية الفلسطينية من محاولات الطمس والتشويه والتزوير الذي تتعرض له وتسليط ‏الضوء على إبرازها في وعي الأجيال الشابة عبر إستحضار الذاكرة الفلسطينية التي تختزن تاريخ النضال الفلسطيني وبطولات شعبنا وتضحياته وإنجازاته إضافة الى آلامه ومعاناته، كما تختزن طموحاته وأحلامه، وهوية نضاله المتجهة نحو فلسطين، نحو إستعادة حقوقه الوطنية وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير واقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

* عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ومسؤول مكتب قطاع الشباب- بيروت. - pdyu15@hotmail.com

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required