مفتاح
2024 . الخميس 4 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
مباشرة بعد انتهاء اللقاء الذي جمع الرئيس أبو مازن مع خالد مشعل في العاصمة القطرية ، الدوحة وما تمخض عنه من صدور إعلان الدوحة الذي يتحدث عن الاتفاق بين حركتي فتح وحماس على التسريع في انجاز المصالحة الوطنية والاتفاق على تولي الرئيس أبو مازن رئاسة حكومة الوفاق الوطني الانتقالية .... مباشرة بعد صدور إعلان الدوحة خرج رئيس وزراء إسرائيل ، نتنياهو محذرا ومهددا الرئيس عباس بأن عليه أن يختار ما بين السلام مع حماس أو السلام مع إسرائيل وفي هذا السياق قال نتنياهو :" أقول لأبومازن لا يمكنك أن تمسك بالعصا من طرفيها فإما السلام مع حماس أو السلام مع إسرائيل .. لا يمكن الإمساك بالأمرين ."

ليست هذه المرة الأولى التي ينبري فيها العنصري ، الفاشي نتنياهو في إطلاق تهديدات غير مسؤولة تجاه الرئيس أبو مازن الذي يتحرك على قاعدة انجاز متطلبات المصلحة العليا للشعب الفلسطيني وإغلاق كل الثغرات الداخلية التي تضعف الموقف الوطني الفلسطيني ... في أعقاب اتفاق القاهرة أطلق نتنياهو مثل هذه التهديدات والتي هدد فيها الرئيس أبو مازن بالاختيار بين المصالحة مع حماس أو السلام مع إسرائيل . إن تصريحات نتنياهو قد تبدو للوهلة الأولى لمن لا يعرف حقيقة هذا الفاشي وكأنه يسعى إلى انجاز السلام والحقيقة أن نتنياهو وأركان حكومته لا يؤمنون إطلاقا بالسلام ولقد اختاروا منذ البداية وفضلوا إشاعة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وأغلقوا بذلك كل الأبواب المؤدية لصنع السلام مع الجانب الفلسطيني .

إن إنهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية وإعادة اللحمة إلى جناحي الوطن والإسراع في ترتيب الأوراق الفلسطينية وتجسيد موقف سياسي فلسطيني موحد لمواجهة التحديات التي تحدق بمستقبل القضية الفلسطينية .. إن انجاز هذه المهام لا يمكن أن تتعارض مع متطلبات السلام – كما يصور ذلك نتنياهو – بل على العكس إن إنضاج وتجسيد موقف سياسي فلسطيني موحد عبر إنهاء الانقسام مع حركة حماس يسرع في إحلال السلام في المنطقة .

إن تصميم الرئيس أبو مازن على إنهاء الخلاف مع حركة حماس لا يأتي من قبيل التحالف معها – كما يدعي نتنياهو – ذلك إن حركة حماس هي إحدى مكونات الحركة الوطنية الفلسطينية حيث يتطلب الأمر إنهاء حالة التشرذم في الساحة الفلسطينية وإعادة تصليب وتقوية الموقف الوطني في مواجهة سياسة نتنياهو المعادية تماما للسلام .

نقول لرئيس الوزراء الإسرائيلي : إن اقتراب الرئيس أبو مازن من حركة حماس وانجاز المصالحة معها وكذا إعادة تصليب الموقف السياسي الفلسطيني لا يتعارض مع عملية السلام والحقيقة أن الذي ينسف ويدمر عملية السلام يتمثل في إشاعة الغول الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية ومن هذا المنظور بإمكان الرئيس أبو مازن الإمساك بالعصا من طرفيها ( إنهاء الخلاف مع حماس بصفتها إحدى مكونات الكل الوطني وفي ذات الوقت انجاز السلام مع إسرائيل ) هذا إذا تم وقف الاستيطان وتم كذلك الالتزام بمرجعية 67 كحدود للدولة الفلسطينية وكذا تنفيذ كل استحقاقات العملية السلمية .

إن الرئيس أبو مازن لم يهجر السلام كما يدعي نتنياهو ذلك أن لقاءات عمان الاستكشافية الأخيرة انعقدت بموافقته مع انه كان يعلم سلفا أن هذه اللقاءات لن يتمخض عنها أي تقدم لكنه أراد من وراء التئام هذه اللقاءات كشف وتعرية موقف نتنياهو أمام العالم من انه لا يريد السلام ولا يريد قيام دولة فلسطينية حقيقية بل يسعى لاستمرارية الاستيطان وابتلاع الأرض الفلسطينية .

ونقول : إذا أراد نتنياهو اختبار موقف الرئيس عباس تجاه السلام ما إذا كان جادا أم لا فليعلن على الملأ وقف الاستيطان والاعتراف بمرجعية 67 كحدود لدولة فلسطين ولسوف يرى حينها أن الرئيس أبو مازن ومن خلفه حركة حماس يعلنون عن استعدادهم الكامل لصنع السلام الحقيقي القائم على مبادئ الشرعية الدولية .

وبكلمة أخيرة نقول إن نتنياهو من خلال إطلاق هذه التصريحات المغلوطة يحاول تضليل الرأي العام الداخلي والرأي العام الدولي بأنه يريد السلام وان أبو مازن من خلال انجاز المصالحة مع حماس إنما يدير ظهره للسلام .... إن تصريحات نتنياهو التضليلية لن تجد لها سوقا على الصعيد الدولي الذي أصبح مقتنعا – بفعل انجازات الحراك السياسي الفلسطيني الخارجي - أن رئيس وزراء إسرائيل وأركان ائتلافه الحكومي الفاشي لا يعنيهم السلام لا من قريب ولا من بعيد ؟؟

الكاتب والمحلل السياسي / محمد سليمان طبش

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required