مفتاح
2024 . الخميس 4 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

مهما حاولت “حماس” التقليل من أهمية الامتعاض الذي أحدثه اتفاق الدوحة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، إلا أنها لا تستطيع تغطية التصريحات العلنية والأحاديث الداخلية المعارضة لأجزاء من الاتفاق، وخصوصاً لجهة الموافقة على تولي أبو مازن رئاسة حكومة الوحدة الوطنية المرتقبة .

قد يكون ما نشر عن خطر الاتفاق المسمى “إعلان الدوحة” على وحدة “حماس” مبالغاً فيه، إلا أنه من المؤكد أظهر الشروخ في الحركة، وخصوصاً بين طرفي الداخل والخارج، إلى العلن، ولا سيما ان كل الاعتراضات جاءت من داخل قطاع غزة، حيث تسعى الحركة إلى الحفاظ ما استطاعت على حكمها قائماً إلى حين الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة، التي ترى “حماس” أنها غير جاهزة لها بعد، وعلى هذا الأساس سعت إلى تغيير موعدها الذي كان مقرراً في أيار/مايو المقبل، وهو ما تمّ بالفعل .

مراقبة المواقع الخاصة ب “حماس” في غزة تُظهر حجم الاعتراض على الاتفاق المفاجئ بالنسبة إلى بعض القياديين في الحركة وكافة المؤيدين، الذين بدأوا يرفعون صوتاً تشكيكياً في رئيس المكتب السياسي ويناشدون قياديين آخرين، وفي مقدمتهم محمود الزهار، التدخل للرد على هذا الاتفاق، الذي يبدو أنه في طريقه إلى الموت قبل الولادة الفعلية .

تولي محمود عباس رئاسة الحكومة الفلسطينية المقبلة هو العقدة الاساس بالنسبة إلى قياديي “حماس” غزة، الذين كانوا يعدون لرئيس مقرّب منهم ومتحدّر من القطاع، وهم كانوا اعترضوا على طرح سابق يضع أبو مازن على رأس حكومة الوحدة لاعتبارات عدة، أولها أنه من حركة “فتح”، وثانيها للاعتراض على شخص الرئيس الفلسطيني وخياراته، وثالثها لأنه من الضفة الغربية، فالانقسام السياسي بين جناحي الوطن الفلسطيني له أبعاد جغرافية ومناطقية لا يمكن لأي فلسطيني نكرانها . الاعتراضات الجديد باتت تفضّل بقاء سلام فياض على قدوم عباس لرئاسة الحكومة، الأمر الذي سيسمح لفتح بالسيطرة على كل مرافق السلطة الفلسطينية .

الاعتراض كبير داخل “حماس” على الاتفاق، لكن هل حقيقة يؤثّر في وحدة الحركة؟ قد يكون من المبالغ فيه الحديث عن انشقاقات أو انقسامات في هذه الحركة العقائدية، فمهما كان الخلاف على الخيارات السياسية، سواء الداخلية أو الخارجية، إلا أن العصب العقائدي، في ظل المتغيرات العاصفة في المنطقة، لا يزال يشد أزر الحركة، التي ستصل إلى صيغة ما لتجاوز هذه الخلافات . قد تكون الصيغة إسقاط اتفاق الدوحة أو تمييع تطبيقه لعدم إغضاب قطر، وبالتالي إبقاء الوضع الفلسطيني والحمساوي على ما هو عليه .

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required