مفتاح
2024 . الخميس 4 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

محطتان متتاليتان جعل باراك أوباما “إسرائيل” فيهما تذكرة دخول البيت الأبيض لولاية رئاسية ثانية . وعندما يجعل أي مسؤول هذا الكيان الغاصب تذكرة دخول لمنصب ما، أو جسر عبور لمكان ما، أو ورقة توت على مكان ما، فإن الوجه الآخر لهذا الموقف يعني أن التذكرة والجسر والورقة هي دم الشعب الفلسطيني والعربي وأرضه وكل حقوقه الوطنية والقومية . وهكذا استغل أوباما تظاهرة جمع الأموال لحملته الانتخابية، والمؤتمر السنوي للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، في الترويج ل “إسرائيل” باعتبارها المحرك والعجلات الحاملة لأي مرشّح أمريكي وغربي لكرسي الرئاسة .

بعض العرب والمسلمين تفاءل كثيراً بهذا الرئيس ذي الأصول الإسلامية الذي زايد على الدعاة والعلماء وخطباء المساجد عندما ضمّن خطابه في جامعة القاهرة سبع آيات قرآنية، وذهب البعض إلى حد تعليق صورته على الجدران، أعني جدران منزله وليس جدران النهب والتوسّع التي تقيمها “إسرائيل” أوباما في الضفة الغربية . ولأن هذا البعض بارع في الفصل بين أطراف لا تنفصم في المعادلات، فإنه تجاهل كل ما كان أوباما يقوله عن “إسرائيله” المدللة، وتجاهل أن أوباما حين كان يتلو الآيات القرآنية ويدهن لسانه بزبدة الكلمات وعسلها، كانت قواته تقتل المسلمين في العراق وأفغانستان وباكستان، وكانت “إسرائيله” الحبيبة على قلبه وإدارته تواصل قتل الفلسطينيين .

عندما لم يجد أوباما كلمات جديدة يضمّنها غزله المتجدد بحبيبته، باعتبار أنه طوال ولايته الأولى استنفد فيه قاموس الدبلوماسية والغزل والدجل والنفاق، أسبغ أوباما في خطابيه الأخيرين على “إسرائيل” وأمنها والتزام أمريكا بتفوّقها العسكري العدواني، صفة القداسة . الغريب أن أوباما يشيد بالثورات الشعبية في العالم العربي الإسلامي ويرى أنها تحمل تغيرات جيوسياسية للمنطقة، أما في أي اتجاه، فلا أحد يمكنه مجرد التفكير في أن أوباما يعني مصلحة العرب والمسلمين، فهو إذ يلتزم تفوّق “إسرائيل” العسكري ويعطيها ضوءاً أخضر لتفعل ما تريد من أجل “أمنها”، فإنه يبقي كل الخيارات مفتوحة في التعامل مع إيران، بما فيها خيار الحرب، ولا يعنيه ما قد يترتب على الحرب من كوارث للمنطقة ما دامت بعيدة آلاف الأميال من أمريكا . يعرف أوباما أن “إسرائيل” التي يتبناها ويلتزم الحفاظ على تفوّقها ويعتبر دعمها مقدّساً، تتربع على ترسانة تضم مئات الرؤوس النووية، وأن التفوّق الذي يتحدّث عنه لم يكن في يوم من الأيام دفاعياً، إنما كان توسّعياً وعدوانياً واستعلائياً واستيطانياً .

أوباما ظن أنه هدأ روع تلك المرأة الأمريكية التي هتفت في وجهه أن “مارسوا نفوذكم! لا للحرب على إيران”، عندما قال لها “لا داعي للتسرع”، أي أن خيار الحرب قائم، لكنّ يجب عدم التسرّع فهو ليس وشيكاً بل ربما بعد أسابيع أو بضعة أشهر، لذلك حاول أمام مؤتمر “إيباك” للوبي الصهيوني أن يبيع رافضي الحرب موقفاً مفاده استنفاد الحل الدبلوماسي قبل اللجوء إلى الخيار العسكري ضد ايران .

وكدليل على عداء أوباما للبرامج النووية في غير ترسانات أمريكا وحلفائها، فإنه وعد بمنح جائزة لرئيس الكيان الصهيوني شمعون بيريز الذي يسجّل له التاريخ مأثرة الحصول من فرنسا على البرنامج النووي “الإسرائيلي” وإنشاء مفاعل “ديمونا” القائم على مرمى حجر من مصر والأردن والسعودية، علماً بأن “إسرائيل” ترفض الانضمام إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، كما ترفض فتح منشآتها للتفتيش الدولي .

سنرى إلى أي اتجاه سيسير التاريخ، وبانتظار من ستبدي الأيام ما كان البعض يجهل، مبروكة “إسرائيل” على أوباما، ومبروكون عليه أصدقاؤه الجدد، فهو بالنسبة إليهم “أبو حسين” وليس شريكاً في الفعل والاسم لإيهود باراك .

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required