مفتاح
2024 . الخميس 4 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

عبر التاريخ تعلمت النخبة السياسية فن إدارة الصراع بجميع أشكاله وبتقنية عالية من ذوي الخبرة والدراية، وكل هذا التطور بدا بالخطوة تلو الخطوة من اجل التوصل إلى مفهوم الدبلوماسية بمعناها الدقيق والذي يتمثل في مراقبة مجريات الأمور والحوادث، وحماية مصالح الدولة، والمفاوضة في كل ما يهمها.

والمفاوضة هنا تتناول مختلف الموضوعات ولمختلف الأغراض، تارة لتجنب إثارة المنازعات وتارة لتهدئتها طورا لتسوية الماضي وطورا لتدبير المستقبل، كما أنها هي التي تمهد لعقد المعاهدات وإبرام الاتفاقيات التي يتم بها توثيق العلاقة وتدبير الحلول للمشكلات.

ومن هنا نستطيع القول بان الدبلوماسية هي علم وفن تمثيل الدول، والمفاوضة.. علم لأنها تفترض فيمن يمارسها معرفة تامة بالعلاقات القانونية والسياسية القائمة بين مختلف الدول وبالمصالح الخاصة بكل منها وبتقاليدها التاريخية وبأحكام المعاهدات التي هي طرف فيها وما إلى ذلك , إنما هي كذلك فن لان مدارها إدارة الشؤون الدولية وهذا يتطلب دقة الملاحظة والمقدرة على التوجيه والإقناع وتتبع الأحداث ومتابعة المفاوضات بحذق ومهارة .

فالدبلوماسية إذن هي علم وفن في ذات الوقت إنما قد تكون صفة الفن فيها هي الغالبة لأنه لا يكون للعلم قيمة حقه في مجال ممارستها إن لم يكن تصاحبه المواهب اللازمة لحسن الاستفادة منه من ذكاء وحسن تصرف وتمييز لباقة وتبصر في عواقب الأمور , تلك المواهب التي بدونها لا يمكن للدبلوماسي أن يؤدي رسالته على الوجه المرغوب فيه لا أن يحقق النجاح في مهمته ونقول هنا في هذا الصدد أن الدبلوماسية علم يجب تعلم قواعده وهي فن يتعين الوقوف على أسراره .

فالمسؤولية التي تقع على المفاوض الفلسطيني هي دراسة الدبلوماسية في ماضيها فيعني بتتبع المراحل المختلفة التي مرت بها وبيان ما حققه الدبلوماسيون في كل هذه المراحل في مجال العلاقات البشرية ومصائر الشعوب فعن طريق التاريخ الدبلوماسي يمكن له معرفة مجريات السياسة الدولية في الماضي واتجاهاتها فمعرفة أحداث الماضي تنير أمامه طريق الحاضر ودروس التاريخ وعطائه ترشده في خطاه وتوصي له بما يجب أن يعمل للمستقبل .

فبدون أدنى شك استطاع المفاوض الفلسطيني عبر تجربته المتواضعة في التفاوض المباشر بدءا من مؤتمر مدريد للسلام في أواخر سنة 1991م أن يحقق ذاته أولا كدبلوماسي نشط على مستوى العلاقات الدولية انطلاقا من ثوابته الوطنية لمعالجة موضوع القضية الفلسطينية وفنه الدبلوماسي ثانيا , في تسوية القضية الفلسطينية سياسيا .. وكل هذا تتطلب القدرة والذكاء والموازنة للمفاوض الفلسطيني الذي أبلى بلاء حسنا في هذه المفاوضات الجارية والذي استطاع من خلالها تثبيت شخصيته الكيانية لتحقيق ما يصبو إليه الشعب العربي الفلسطيني نيابة عنه في التفاوض والتمثيل معا .. إلا أن هذه التجربة يجب دعمها وتطويرها وارفادها بالكوادر الأكثر جاذبية وعلى مستوى عال من التقنية المهنية المتخصصة من ذوي الشأن والاختصاص لدفع العملية التفاوضية إلى الأمام لتستطيع الدبلوماسية الفلسطينية تجنب المثالب السابقة والتخلص منها عبر التخطيط والتنظيم والتنسيق والتنفيذ خدمة للمصالح الفلسطينية الراسخة التي تصبو إليها الدبلوماسية الفلسطينية لإرسائها كشخص من أشخاص القانون الدولي في إنماء وتطوير العلاقات الدولية .

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required