مفتاح
2024 . الخميس 4 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
إن الصراع مع إسرائيل على أرض فلسطين العربية، لم يكن يحتاج إلى نضال مرحلي سياسي استراتيجي؛ إلا أن الواقع العربي الرسمي، والحالة الدولية، وموازين القوى فيها، وفي ظل صراع وجودي؛ كلها عوامل فرضت على حركة فتح أن تجد مخرجا لشعارات ومفاهيم الثورة بما يتناسب مع تطورات الصراع العربي الإسرائيلي؛ من تحرير فلسطين بالكامل ورفض التقسيم، إلى تسوية وحل عادل، ثم إلى حل مقبول وفق قاعدة المرحلية، وقاعدة خذ وطالب.

وللأسف؛ نحن الذين بادرنا بعد سلسلة حروب ومؤامرات تصفوية لثورتنا وكفاحنا المسلح للتجاوب مع متطلبات ودعوات النظام العربي الرسمي، والمجتمع الدولي، وهيئاته التمثيلية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة باعتبارها العنوان الرئيسي لهذا المجتمع.

وقد تعاملت فتح مع هذا العالم على اعتبار أن الدول تتوزع في خمس دوائر لها مصالحها وتحالفاتها وسياساتها؛ لتستفيد منها في عملها ونضالها فيما يخدم القضية الفلسطينية العادلة، وعدم إدخالها في محاور إقليمية وعالمية قد تؤدي إلى شطبها جراء الصراع العالمي المنتشر بين دولة بعينها والمصالح المختلفة المتعارضة.

هذه الدوائر هي: العالم، والجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ودول عدم الانحياز- الدول الإفريقية والاتحاد الإفريقي، والمنظومة الاشتراكية ( الاتحاد الروسي وأوروبا الشرقية)، والمنظومة الرأسمالية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية ( الاتحاد الأوروبي).

وراحت السفينة الفلسطينية النضالية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية تبحر في بحور هذه العوالم؛ لإحداث مسألتين هامتين، الأولى: اعتراف الكون بشرعية النضال الوطني وحق تقرير المصير لشعبنا وضمان حريته واستقلاله، والثانية: قلب ميزان القوى السياسي العالمي لما فيه المصلحة الفلسطينية في وجه الكيان الإسرائيلي العنصري العدواني، وتعرية مفاهيم ونظريات الاحتلال والاغتصاب الحاصل في فلسطين، وحشر هذا الكيان في الزاوية، وفرض تسوية سياسية، وجعل القبول بها ضمانة الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني الثابتة، لإقامة دولة فلسطين على الأرض المحتلة عام 1967، وعاصمتها القدس، مع حل مشكلة اللاجئين حلا عادلا يستند للشرعية الدولية.

هذا جوهر الفكرة الفلسطينية لحل صراع المائة عام!، والذي اشتركت فيه كل دول العالم وتأثرت به، وكان نهجنا الفتحاوي في التعامل مع العالم يقوم على أساس أن فتح، فلسطينية الوجه، وعربية العمق ، وإنسانية المطاف.

أي فتح جزء من حركة التحرر الوطني العالمي، وتخوض صراعا مع المستعمر والمحتل، وهذا هو الرابط الوصفي الجامع ما بين حركات التحرر في العالم، فالعدو –المستعمر- واحد الوصف والأداء، والظلم الواقع منه على -اختلاف لغات المستعمرين - واحد، والطغيان في قمع هويات الشعوب المحتلة واحد. وبالتالي ارتكزت فتح في نضالها العالمي والأممي على أنها جزء من الكفاح العالمي ضد الاستعمار والاحتلال والإمبريالية.

إن الدخول في لعبة الأمم كان أمرا لابد منه، وهو البعد الثالث للحركة وكفاحها لانتزاع الاعتراف بالحقوق الوطنية الثابتة، بقيادة الممثل الشرعي - منظمة التحرير الفلسطينية-، وكانت هذه المنظمة - التي رفض البعض من أبناء جلدتنا الاعتراف بها حتى اليوم، لأسباب ايديولوجية وحزبية -، هي الحقيقة التي اكتوت بنار الصراعات في المجتمع العربي والأمم المتحدة حتى حصلت على عضوية (مراقب) في كل المنظمات العالمية، وحققت للشعب الفلسطيني الاعتراف به وبهويته الوطنية وحقوقه الأصيلة، ولم يكن هذا سوى لأنها انسجمت مع شعبها، ومع عمقها العربي، وكذلك مع المجتمع الدولي ومواثيقه وقوانينه.

ولم تستطع فتح الوصول بالمنظمة إلى دول العالم؛ لولا الطريق الطويل الذي عبرته بنضال وكفاح وتضحيات كبيره قدمها شعبها على كل الساحات والمستويات، بجدارة المناضل اللبيب والصابر والمتمسك بالبندقية الوطنية المناضلة، وبذلك حصلت منظمة التحرير على اعتراف العالم بها، وبأهدافها، وما قدمته من مبادرة لحل الصراع العربي/ الإسرائيلي، بإقامة دولة فلسطينية على أرض فلسطين المحتلة في الرابع من حزيران عام 1967.

هذه هي حكمة النضال والاستراتيجة الفلسطينية؛ بأنها تعاملت مع كل المساحات الواسعة والضيقة التي تمر وتعبر فيها بثبات وتوازن وإدراك للمعادلات الدولية، وطبيعة الصراع القائم في فلسطين، حتى أصبح ما يسمى بحل الدولتين أمرا واقعا، وحقيقة ناصعة، مع أن النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية تجاهل فلسطين وشعبها، بل وداس بقدمين ثقيلتين فوق حقوق شعب كان ضحية الأطماع الاستعمارية. علما أن فتح قدمت ومنذ البدايات حل الدولة الواحدة لفلسطين، يعيش فيها المسلم والمسيحي واليهودي بتساوٍ وعدل وإنصاف، دون تمييز على أساس الدين أو اللون أو الفكر، لكن هذا الحل الذي رفض آنذاك؛ يعود اليوم ويظهر من جديد دون لون أو رائحة.

إن نظرية الحل السياسي للصراع العربي / الإسرائيلي تعاملت معها حركة فتح بذكاء وحكمة، واستندت فيها على القانون الدولي والشرعية الدولية، وما جاء من قرارات أممية تقضي بإحقاق الحقوق الوطنية الفلسطينية؛ كونها حقوقا سياسية وقانونية منسجمة تماما مع قوانين العالم، ولا تتعارض إلا مع الفكرة الصهيونية وكيانها إسرائيل، ومع حالة الانحياز من قبل الولايات المتحدة الأمريكية المهيمنة على العالم والمنطقة بالقوة والتعسف.

لقد دخل النضال الفلسطيني بكل أشكاله في مآزق متعددة - وربما متتالية -، فرضتها مصالح دول وأنظمة سياسية مهيمنة ذات أطماع في هذا الوطن الكبير، لكن الحكمة وعقلانية وعدالة القضية الفلسطينية؛ كانت السبب دائما في الخروج من هذه المآزق المفتعلة.

إن القوة لا تستطيع أن تزيل الحق - وربما تطمسه مؤقتا-، ولكنه يعود ويظهر من جديد، وبشكل واضح وجلي، والعمل النضالي الفلسطيني تعاطى مع ظاهرة القوى و مراكزها العالمية، وحقق تقدما هاما في مساره بينها، وحقق إنجازات عادت بالفائدة على شعبنا وقضية تحرره المنسجم موقفا وفكرا مع المجتمع الدولي، هذا المجتمع الذي ما يزال الرهان عليه قائما بمنظماته ومؤسساته، ليكون طريقا معتمدا للوصول إلى حرية شعبنا واستقلاله.

يتبع

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required