مفتاح
2024 . الخميس 4 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
أزمة تلو أخرى... كارثة هنا وكارثة هناك: على هذا الصعيد وذاك . أفق مسدود تماما : لا تفتح أبوابه الأفكار والخطوات والجري الحثيث خلف ما تأتي به الأيام وما تجود به الدول الكبيرة والصغيرة وأنواع المنظمات الدولية وهيئات الإغاثة والتضامن. فالحقيقة أكثر صرامة وعنفاَ مما نظن، وأكثر تعقيدا من الأفكار والخطوات والنوايا الطيبة. والقضية أكبر بكثير من دوافع اختصارها في أزمة مالية تمر بها السلطة الفلسطينية (مرت وتمر بها على الدوام)، أو تحديدها في الفشل الذريع (فشل دائم ومقرر سلفاَ) الذي وصلت إليه مشاريع السلام مع المحتل. كما أن القضية أكبر بما لا يقاس من الاقتراحات السياسية والانقلابية لحماس، واكبر من الخلافات المريرة لفتح، أو تلك الخلافات والأوهام العقائدية لمنظمات اليسار الفلسطيني: تلك المنظمات التي انتهى بها الحال إلى معسكر واحد مع الطغاة وفقهاء الظلام!؟.

القضية اكبر من كل ما ذكر وأكثر تعقيدا مما يمكن ذكره وتحليله ، لا لأنها لا تُفسر أو تُحلل، ولا لتحكم قوة أسطورية وغير مرئية بها... فالقوة مرئية جيداَ ومحددة الاسم والصفات وليست أسطورية أبدا: إنها قوة الاحتلال ومن يسانده. كما أن تعقيدات القضية ودروب الفشل التي مرت بها: قابلة هي الأخرى للتحليل والتفسير واكتشاف ما خفي من الأسرار والأسباب التي اجتمعت وقادت لما نبكي عليه اليوم من أحوال ومصائب فلسطينية، ولعل حزمة الرهانات الخاسرة التي قبض الفلسطينيون، منذ العام 1948 والى اليوم، على جمرها واحترقوا به، لعلها الواقف الفعلي خلف هذا الدمار الكلي اللعين؟.

راهن الفلسطينيون على كل ما يمكن للضحية أن تراهن عليه: عرب الجوار ودعمهم المُنتظر... عرب المحيط والخليج وما عليهم فعله... منظمات الإغاثة الدولية العاملة تحت سقف حقوق الإنسان... الدول التي تُسمى صديقة وما هي بصديقة... الأمم المتحدة وتوصياتها التي لم تُنفذ... القوة الذاتية التي تم تضخيمها ثقافيا وإعلاميا.. وغير ذلك من رهانات عجيبة سوف تصب جميعها في رهان واحد وخاسر لا محالة: رهان السلام الذي لا يمكن لمنطق الاحتلال وبنيته المتسلطة أن تقبلاه أو تعملان على تحقيقه.

راهن الفلسطينيون وخسروا، فقد قاد الرهان الأول: على دعم الأنظمة العربية (قمعية الجوهر بالمجمل)، إلى سقوط القضية الفلسطينية في فخ الحسابات الذاتية لتلك الأنظمة المشغولة بدعم أسباب استمرارها في الحكم وليس الوقوف إلى جانب الشعب الذي فقد مكونات حياته بالكامل ، لتكون نتائج ذلك الرهان كارثية بالمطلق: بقاء الأنظمة في سدد حكمها (فوق رقاب شعوبها) وتحت شعارات تستفيد من القضية الفلسطينية ولا تفيدها. وتدخل تلك الأنظمة السافر في التفاصيل الفلسطينية واللعب بأوراقها إلى جانب استهدافها بشكل متواصل وتعقيد مساراتها !؟

فشل الرهان الفلسطيني على الأنظمة العربية الحاكمة... كان لا بد له من الفشل، إذ لا يمكن الرهان على أنظمة شمولية غير معنية بمصالح شعوبها أصلا، فما بالك بدعم قضية لشعب مجاور!؟ كما فشل الرهان على الدول التي نسميها صديقة (مشغولة هي الأخرى بمصالحها التي تلتقي مع وجود الاحتلال وليس مع أفكار العدالة الغائبة)! وكان الرهان على الأمم المتحدة بلا جدوى هو الآخر، فالمنظمة الدولية لا تملك من أمرها شيئاَ، هي لا تحل ولا تربط بدقيق العبارة! أما القوة الذاتية التي راهن الفلسطينيون طويلا عليها فقد تم اغتيالها بانتظام وتخطيط سوف يقودان معا لظهور حالة بائسة من التشرذم السياسي والفكري (تشكل حماس اليوم أعلى صوره بلا شك) !؟

من رهان خاسر إلى رهان خاسر .. من فشل إلى فشل تعبر القضية الفلسطينية: لا ضوء في نهاية النفق ولا نهايات سعيدة في الجوار ، كل ما يدور من حولها اليوم لا يبشر بقرب حياة جديدة وكريمة، لا يُبشر بسطوع نجم الحرية المشتهاة وزوال شبح الاحتلال. تلك هي الحقيقة.. قد تبدو محبطة، كئيبة، يائسة، ولكنها الحقيقة، وما علينا ، لإدراك معانيها ، سوى النظر من حولنا وقراءة يوميات القضية في الأراضي المحتلة وغزة ودول الشتات، لنعرف حينها أن الحال بلا أفق مرئي أو منتظر... لنعرف أن شيئا ما ( فجائي الوقع ربما ) لا بد وان يحدث، ليعيد الأمور إلى نصابها.. إلى منطقها البسيط، حيث يمكن للفلسطيني أن يعيد ترتيب أوراقه، ويكون له ما يمكن الرهان غداَ عليه؟.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required