مفتاح
2024 . الخميس 4 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

يبدو أن خيار الإحتلال الإسرائيلى ، ووضع إسرائيل امام مسؤولياتها كسلطة إحتلال هو أفضل الخيارات المتاحة أمام الفلسطينيين ، وذلك لإحتلال إسرائيل الأراضى الفلسطينية ، وعدم فعالية الخيارات الأخرى في تحقيق هدف قيام الدولة الفلسطينية . ولسببين أضافيين : ألأول أن الإحتلال سيفرض على الفلسطينيين خيار المقاومة بكل أشكالها المشروعة ، والثانى بسبب كلفة وثمن الإحتلال الذي لن تستطيع إسرائيل تحمله على مدار طويل. ومما قد يقوى هذا التوجه التركيبة السكانية الإسرائيلية ، وطبيعة المشاكل التي تعانى منها وخصوصا المشاكل المتعلقة بمشكلة البقاء وألأمن ، ومشاكل الإندماج والهوية ، ناهيك عن المشاكل الإجتماعية والإقتصادية . فمن شأن الإحتلال أن يفرض أعباءا على إسرائيل ، ويقلل من قدراتها كدولة في تلبية كل المطالب والإحتياجات الداخلية . وفى الوقت ذاته عدم قدرة حتى الولايات المتحدة على تحمل عبء إستمرار الإحتلال بما تقدمه من إلتزامات مالية وعسكرية . وسبب ثالث عدم قدرة إسرائيل على تحمل هذا العبء في زمن التحولات العربية والدولية المتعاطفة مع الشعب الفلسطينى . ومن أبرز هذه المظاهر التي قد لا تقوى عليها إسرائيل أن من شأن المقاومة وخصوصا إذا نجح الفلسطينيون في تفعيل المقاومة المدنية والشعبية أن تدفع إسرائيل إلى ممارسة مزيد من سياسات القمع والقوة ، والتي تتعارض مع المقولات التي ترسمها إسرائيل عن نفسها كدولة ديموقراطية وصاحبة رسالة أخلاقية إنسانية . ولقد أدركت إسرائيل هذا الثمن السياسي فقامت بتطبيق خطة الإنسحاب ألأحادى في غزة ، وفى الضفة شرعت في بناء جدار الفصل الحدودى لتستبق أي خيار فلسطينى في إستمرار الإحتلال ، وليس معنى ذلك أن إسرائيل قد أنهت إحتلالها للأراضى الفلسطينية وسمحت لهم ببناء دولتهم في إطار إقليمى محدد، ولكنها أبقت على وجودها كسلطة إحتلال من ناحية ، وكيفت إحتلالها للأراضى الفلسطينية بما يجعل الفلسطينيون ومن خلال مؤسسات سلطتهم أن يرفعوا عن إسرائيل عبء إدارة الشعب الفلسطيني وذلك من خلال إنشاء سلطة فلسطينية تتكيف مع مسؤوليات الإحتلال وخصوصا في الناحية ألأمنية . والسؤال هل يملك الفلسطينيون سلطة خيار ترك وتحميل إسرائيل مسؤولية إحتلالها ، من الناحية العملية لا يبدو أن هذا الخيار بات ممكنا ، أولا بسبب وجود مؤسسات السلطة الفلسطينية سواء في الضفة أو غزة ، فعلى الرغم من الإنقسام السياسي توجد ألأن حكومتان فلسطينيتان مسؤولتان عن الشعب الفلسطيني الذي يقع تحت سيطرة كل منها ، وثانيا الجدار الذي أقامته في الضفة والذى قد يكون في النهاية تمهيدا لتطبيق نفس خطة الإنسحاب الأحادى التي قامت بها في غزة ، ومن ثم تخلق حالة من ألأمر الواقع لا تصلح فيها المقاومة في بعدها العسكري .

ولقد أدركت إسرائيل أيضا أن وعى الشعب الفلسطيني ونضجه السياسي والقومى سيجعل من الإحتلال في صورته التقليدية أمرا غير ممكنا.فأكثر الخيارات خسارة لإسرائيل هو خيار الإحتلال بصورته السابقة على قيام السلطة الفلسطينية .وحنى خيار الحرب أكثر كلفة من الإحتلال ذاته ، ولا يمكن أن يحقق الهدف منه بدليل أنه على الرغم من كثرة الحروب والإعتداءات المتكررة التي تقوم بها وخاصة عدوانها ألأخير لم تحقق اى هدف من أهدافها السياسية ، فبقيت القضية الفلسطينية حاضرة ، وبقى الشعب الفلسطيني أكثر صمودا وإستعدادا للتضحية ، بل إن قدرات المقاومة الفلسطينية قد زادت لدرجة باتت تهدد عمق إسرائيل ، وتهدد أهم عنصر من عناصر أمنها القومى وهو عنصر البقاء.ولقد ثبت تاريخيا أنه لا يوجد تناسب بين حجم الدمار الذي تسببه القوة العسكرية وبين أي من أهدافها السياسية ، بدليل هل تستطيع إسرائيل أن تستخدم ما لديها من قوة حتى النووية منها وان تنهى الوجود الفلسطينيى ؟، ونفس السؤال قد يوجه إلى الفلسطينيون هل يستطعيون بما يملكون من قدرات مقاومة متاحة وممكنه أن يمحو وجود إسرائيل من الوجود ، بل وحتى يحققوا هدفهم في قيام الدولة الفلسطينية . وما ينبغي إدراكه ألأن أن الشعوب تمر بحالة من اليقظة القومية التي ترفض الإحتلال ، والأمثلة كثيرة على ذلك فشل الولايات المتحدة في أفغانستان وقبلها الإتحاد السوفيتى ، وفى العراق .ويوجد إتجاه قوى في داخل الدول الديموقراطية بدا يدرك خطورة سياسات القوة وسياسات الإحتلال التي تمارسها دولهم ضد إرادة شعوب أخرى . ويتوافق ذلك أيضا مع بروز اتجاه قوى ضد الإفراط في إستخدام القوة . وكل هذا يؤكد على صعوبة إستمرار خيار الإحتلال ، واللجؤ إلى الحرب كوسيلة لإخضاع الشعوب. وأخيرا لا خيار الإحتلال ، ولا خيار إستدعاء الإحتلال ، ولا خيار الحرب والقوة سيحقق الأمن والإستقرار والبقاء لا للفلسطينيين ولا للإسرائيليين ، والخيار الوحيد هو البحث عن حلول سياسية بعيده عن خيار القوة ، وفى إطار الدفع في إتجاه قيام الدولة الفلسطينية التي هي الخيار الوحيد المتبقى لتجنب الحروب والإحتلال.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required