مفتاح
2024 . الخميس 4 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
جرت في الضفة الغربية في جامعة بيرزيت يوم الأربعاء 4-4-2012، انتخابات مجلس الطلبة؛ حيث حصل الجناح الطلابي لحركة "فتح" على 26 مقعدا، والجناح الطلابي لحركة "حماس" على 19 مقعدا، والجناح الطلابي للجبهة الشعبية على خمسة مقاعد، وبلغ عدد أصحاب حق الاقتراع 7728 صوت منهم 5641 بنسبة جاوزت بقليل 70%.

سينبري الكتاب والمحللين لقراءة ومعرفة وسبر أغوار انعكاسات النتائج على الحالة الفلسطينية، وسيفشل كل من يتناولها بعيدا عن التحليل العلمي الذي يستند للعقل ومنطق الأمور وطبيعة الأشياء، ضمن الأدلة المعقولة والمقبولة.

بشكل عام يمكن أن نستخلص وبشكل أولي من خلال النتائج؛ أن التعددية السياسية لا مفر منها كحالة طبيعية فلسطينية، وان التفكير بإلغاء الآخر الأصيل المتجذر تهدر الطاقات وتذهبها سدى، وان الصحيح والأجدر هو قبول الآخر والتعاون معه، والاتفاق ولو ضمن الحد الأدنى الذي لا بد منه، فما يجمع هو كثير وما يفرق هو قليل سرعان ما يتبدد.

أبطلت نتائج الانتخابات - مرة تلو أخرى- استطلاعات الرأي مدفوعة الأجر ومعلومة النتائج مسبقا والموجهة بعناية فائقة لتحقيق أهداف محددة؛ ومن هنا فانه من المخجل الاستخفاف بالقارئ من قبل مراكز الاستطلاع، وأيضا من قبل وسائل الإعلام المحلية التي تنشر استطلاعات تخالف المنطق والعقل ولا تنطلي حتى على الأطفال الصغار .

أبطلت نتائج الانتخابات فعالية الأغلبية الصامتة التي دائما يتحدث عنها اليسار، وتبين انه لا يوجد أصلا أغلبية صامتة، وان اليسار الفلسطيني يحتضر بشكل متسارع، وما عاد يقنع أحدا بطروحاته، وهو بحاجة لعملية ترميم ومراجعة شاملة، وبدل ذلك يقوم بين فترة وأخرى بتصيد أخطاء هنا وهناك وإشهارها، وعقلاؤه يعرفون ذلك، ولكنهم يبدو أن القطار قد فاتهم، أو أنهم مغلوبون على أمرهم.

أبرزت النتائج أن القوتين الرئيسيتين ما زالتا تقودان الساحة الفلسطينية، وتتذبذب قوتهما وجماهيريتهما من منطقة إلى أخرى ومن مرحلة سياسية إلى أخرى، وهي جدلية لا تتوقف؛ تتبع قوة ونشاط الحركة هنا وهناك والظروف المحيطة بها، فالضفة لها ظروفها وخصوصيتها ومعادلتها، كما هي غزة.

ما بين مد وجزر لهذا الفصيل أو ذاك لا يجوز القول بان احدهما انتصر على الآخر، أو أن برنامجه قد حسم أمره، لان التفوق هو بالنقاط عبر جولات متلاحقة طويلة الأمد، والصحيح هو أن يتكاملا ويتعاونا في بوتقة التحرير؛ وبالتالي فان مهمات التحرير والتغيير متكاملة وليست متناقضة أو حتى متعارضة، بهدفها وبمساراتها، والبرنامج الواثق من خياراته يستطيع مواصلة المسير رغم التحديات، وهو الأقدر على الاستمرار في المواجهة معززاً بالوعي والصمود وطول النفس.

قضت طبيعة الأشياء الاختلاف، وعدم السير على نسق واحد، والحالة الفلسطينية ليست بخارجه عن هذا السياق، وبالتالي فأن يكون الشعب الفلسطيني لا يوجد فيه غير لون واحد فهذا أمر يعتبر مخالف لطبيعة الأشياء.

في الإطار العام التنافس عبر صناديق الاقتراع وبحرية تامة، يسجل لمن ساهم فيه، ويقود للأفضل ويبرز الأجدر بالقيادة لفترة معينة خاضعة للتبدل؛ ومن هنا فان الطارئ المؤقت يذهب سريعا ويبقى ما تناغم مع السنن الكونية وحقق طموحات الجماهير. وكون التنافس يكون بشكل سلمي حضاري هو حالة متقدمة من الوعي – كحال جامعة بير زيت- ويصب في صالح القضية الفلسطينية؛ بعيدا عن التشنجات والتقوقع وعدم الانفتاح.

ما أجمل ذلك اليوم الذي يتعانق فيه الإخوة، ويعملون تحت سقف واحد ضمن برنامج مشترك يقوم على أسس علمية نضالية، ويقود لاحقا لكنس الاحتلال، عندها يتوقف تشفي "نتنياهو" فينا، وتشفى صدور أبناء الشعب الفلسطيني، وتقترب ساعة الخلاص من الاحتلال، فالقضية واحدة، وكل أبناء القوى هم أبناء شعب واحد، ويا ليت ذلك اليوم يكون قريبا..!

* إعلامي فلسطيني يقيم في بلدة سلفيت بالضفة الغربية. - maalipress@gmail.com

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required