مفتاح
2024 . الخميس 4 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
والله عيب ان يرد اوكامبو ومحكمته العليا النظر في جرائم اسرائيل خلال العدوان على غزة عام 2008 بدعوى أن فلسطين ليست دولة, ومصدر العيب و جهته ان هذا الرجل- و لأسباب نعلمها و يعلمها و يعلمها كل من اراد العلم- اسقط كل ما فعلته اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.

لسبب بسيط يتمثل في أننا لا نحمل اسماً أو عنواناً, و لأن هذا القرار يثير الفكاهة,فإن من الممكن تبرئة قاتل لمجرد أننا لا نعرف اسم القتبل,و من الممكن أيضاً أن تقرر المحكمة القتل لجماعات غير معرفة أو ملتبسة الهوية, و من الممكن أيضاً لكل محكمة أن تلغي القرائن و الاثباتات لمجرد أن رئيسها يحكم أو يقرر بما يعتقد لا بما يقدم إليه من بينات.أوكامبو يقدم نموذجاً للقاضي الذي يرتضي لنفسه أن يكون موظفاً لا ضميراً. وما فعله هذا الرجل يقدم دليلاً اضافياً على النفاق والكيل بمكيالين والدجل الحقيقي في عالم يخترع الأكاذيب و يحولها إلى حقائق,وما كان لقرار هذا الرجل أن يكون كما كان لو أن هناك جبهة عربية واسلامية فاعلة و قوية تستطيع فرض ارادتها على كل المؤسسات الدولية.مرة أخرى, ندفع-نحن الفلسطينين- ثمن الضعف العربي والاسلامي.

والله عيب ان يطالب نائب وزير الخارجية الاسرائيلية داني ايالون الجامعة العربية ان تتحمل مسئولياتها عن ما سماه تشريد اليهود.هذا خبر صغير نشرته بعض صحفنا المحلية الأسبوع الماضي.الخبر على صغره يعكس المرحلة التي بلغناها جميعاً.الجلاد يستعير لغة الضحية,حتى ان الضحية لا تجد ما تدافع به عن نفسها.ماذا يبقى لنا ان نقون اذا تحولنا نحن الى سبب آخر من اسباب "تشريد اليهود". داني ايالون يعرف بالتأكيد ان "المسألة اليهودية" كانت قضية أروربية بالاساس, و بغض النظر عن كون هذه المسألة مفتعلة أو حقيقية,الا انها ادت فيما أدت اليه الى اقامة اسرائيل في نهاية الأمر.ايالون يعكس المراحل و يدخلها في نفق عميق من التعمية و التضليل و الديماغوجيا. و بعيداً عن كل هذه الفذلكة..ماذا نفعل ازاء هذه السريالية المضحكة و المبكية و المفزعة و التي تدعو الى الصراخ على كل تلة في هذا الوطن الغامض.

والله عيب ان يطالب الامين العام للجامعة العربية بتطبيق الفصل السابع على سوريا ثم يسكت هذا الرجل و تسكت جامعته على ما يحصل في فلسطين. و عيب ان لا تصل المساعدات و الدعوات التي اطلقتها هذه الجامعة في كل جلساتها من أجل فلسطين و شعبها.عيب ان تتحول الجامعة الى اداة في ايادي الآخرين, و عيب ان نشرعن السياسات الدولية التي تحمي الديموقراطيات و الحريات في بلاد و تمنعها في بلاد اخرى.عيب ان لا نتعلم مبدأ المقايضة في السياسة, و عيب ان لا نتعلم مبدأ المساواة في الاخلاق.فما ينفع الناس ينفعهم كلهم,و ما يضر الناس يضرهم كلهم.عيب ان يصمت الامين و تصمت الجامعة على حصار غزة و تهويد القدس و تعميق الاستيطان و غطرسة الاحتلال و دعم الغرب الذي تحول الى باروميتر كل شيء:الاخلاق و المصالح و المرجعية.

والله عيب ان تبقى مبادرة السلام العربية على الطاولة مدة عشر سنوات كاملة دون تبديل أو تغيير أو تهديد,و على الرغم من أن هذه المبادرة ظلت تعكس موقفاً معتدلاً و رخواً للمنطقة ككل. العيب في بقائها ان اسرائيل لم تقرأها و لم ترد عليها و لم تناقشها و لم تتعامل معها الا باحتقار و استخفاف شديد,و قد تجاوزتها اسرائيل بشكل فظ لا مثيل له, فقد اجتاحت اراضي السلطة الوطنية عام 2002 و اجتاحت الجنوب اللبناني عام 2006 و ضربت سوريا عام 2007, واجتاحت غزة عام 2008, و استفزت الاطراف جميعاً برفض التقدم ولو انملة واحدة باتجاه تسوية مقبولة، و هي الآن تهدد بضرب ايران لتشعل العالم كله,و ما تزال المبادرة العربية على الطاولة كما هي.عيب هذا عيب كبير و كثير و لا يطاق.

والله عيب ان نبقى منقسمين, منقسمين على انفسنا و على و طننا و على قضيتنا و على مستقبلنا,و على دمائنا و على مرجعيتنا, فيما يستثمر العالم هذا الانقسام في مزيد من التفكك و التراجع.عيب ان نعتقد ان انقسامنا هو خطوة باتجاه استعادة الحقوق.لا ايها السادة, الانقسام خطوة باتجاه ضياعنا و ضياعها .

والله عيب ان تقوم الممثلة الامريكية الشهيرة انجلينا جولي بالتبرع لمنكوبي العراق و الصومال و افغانستان مقابل غياب شخصيات عربية واسلامية تفعل ذلك تجاه منكوبي فلسطين من اقصاها الى اقصاها,و بعيداً عن الاستثمار الاعلامي السياسي و الاخلاقي لما تفعله الممثلة الشهيرة، فإن الفحش الذي نراه و نقرأ عنه في تبرع بعض الاثرياء العرب يدفع بنا الى السؤال عن الفقر المستشري في المغرب والسودان ومصر وفلسطين..ألسنا أمة الزكاة و الصدقات و التكافل.

والله عيب أن نستمع الى بعض القيادات والنخب التي وصلت الى سدة الحكم في بلادها, خلال ما يعرف بالربيع العربي, و هم يتحدثون بنعومة فاقت نعومة من خلعوهم عندما يتعلق الأمر باسرائيل و الغرب و لاتفاقات.سبحان الله!! اين الشعارات المطلقة النهائية؟! اين الحزم والحسم؟! اين فلسطين والقضية المركزية!!

و الله عيب ان لا يجد الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون كلمات واضحة لا لبس فيها لإدانة سياسية اسرائيل في الاعتقال الاداري,فبدلاً من ادانتها والدعوة الى التخلي عنها,فقد طالب مون اسرائيل حصر هذه السياسة في حدود ضيقة.

و الله عيب ان يجمع صناع القرار الغربي على الاصرار الغبي على اعطاء الصحيح الدواء,فيما يظل المريض مريضاً, فالفلسطينيون هم المعتدون وهم المحتلون وهم الرافضون, ولهذا عليهم التنازل و التراجع و الرضوخ. وفي هذه الايام.هناك زيارات و ضغوطات و اغراءات,و لا مطلب سوى تنازل فلسطيني جديد, يتمثل في العودة الى المفاوضات والقبول بشروط الاحتلال المسبقة.الاحتلال هو ظرف مسبق و شرط مسبق و نتيجة مسبقة, ورغم ذلك,تصر السياسات الغربية على تنازل الفلسطينيين. والسؤال هو: ماذا بقي بالضبط لنا لتنازل عنه.عيب... والله العظيم عيب.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required