مفتاح
2024 . الأربعاء 3 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
حادثان بارزان اثارا الجدل، بطلهما الرئيس ابو مازن، الذي يتعرض الى حملة تحريض وتشويه، تهدف الى التغطية على عجز المنتقدين اكثر مما هي ممارسة النقد والتصحيح، ويستغل البعض حركة الرئيس السياسية الهادفة، التي تعبر عن جدارة الاداء السياسي الناضج، ليطلق تصريحاته على قاعدة خالف تعرف،من جهة، ولتغطية عجزه وقصر نظره من جهة اخرى.

الحدث الاول هو رسالته الى رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، والتي اعلن عنها بفترة زمنية قبل ارسالها، وكانت مضمونها في شكلها، وشكلها في المضمون. ولكن البعض اما لا يعرف القراءة السياسية، او يتاجهلها لغاية في نفس يعقوب.

الرسالة لم تكن الى المتعجرف نتنياهو فقط، هي هكذا في الشكل، لكنها في المضمون الى كل من يعنيه الامر، العدو الاسرائيلي، الامة العربية، المجتمع الدولي، والشعب الفلسطيني. ولكل طرف له واجباته تجاه القضية الفلسطينية. ومجرد الاعلان عنها كان لفسح المجال امام نقاش معمق ومستفيض، يصل الى استنتاج، ماذا بعد؟ والى اين؟ وما الرؤية المستقبلية لادارة الصراع؟.

كان بامكان الرئيس ارسال الرسالة بطريقة سرية، وهذا المفترض وفق قنوات التفاوض الخلفية، دون ان يعلم بها احد. ولكن الرئيس اصر على الاعلان عنها، وعن مضمونها، ليقول للعالم ان الفلسطيني اتم ما عليه من استحقاقات، وان المطالب الفلسطينية ليست تهديدا او اشتراطا، بل هي حقوق ثابتة، والتزامات اسرائيلية شهدت عليها كل المراجع الدولية والوسطاء عربا، واتفاقيات موقعة وبرعاية دولية وعربية من اوسلو وما تبعها من اتفاقيات وملاحق.

اراد ان يقول ان السلطة التي هي نتاج اتفاق بين فريقين ورعاية دولية، تفتقد كل يوم جزءا من صلاحيتها ووجودها وقيمتها، وان كل الحلول التي طرحت بما فيها حل الدولتين التي رضينا بها رغم كل الضيم الذي يمنح الفلسطيني 22% من ارضه التاريخية افساحا بالمجال امام السلام والاستقرار والامن، مهددة بالخطر، بفعل التعسف والتعنت الاسرائيلي، واستمرار الاستيطان، والتهويد، واستباحة الارض الفلسطينية بما فيها ما يعرف بمناطق(أ).

وجه الرسالة للجميع، انه ايضا باستطاعة الفلسطيني، اذا كان خارج الحساب، ان يفتح حسابا خاصا به في اطار الشرعية والمرجعية الدولية، بالتوجه مجددا الى الامم المتحدة ومجلس الامن والمنظمات الدولية.

البعض بدل ان يكرس جهوده لدعم الفكرة، وجد الوقت الكافي لمناقشة تركيبة الوفد، ومحاولة اظهار الانقسام والخلاف، والتركيز على هذه النقطة، وكأنها هي محور اهتمامنا وعملنا. رغم ان تشكيلة الوفد كانت موفقة حيث رمز صائب عريقات الى استعداد الفلسطيني لاستكمال المفاوضات وفق التزمات العملية السلمية، ورمز وجود اللواء ماجد فرج الى ان الاستمرار في التعنت الاسرائيلي هو فقدان الامن. ورغم ذلك لم يسلما من سهام الحاقدين والكيديين.

الحدث الاخر هو زيارة القدس التي طالب بها الرئيس ابو مازن، القدس التي تفقد يوميا شيئا من كينونتها بفعل الاستيطان والتهويد والمصادرة والابعاد. نعم على جميع العرب مسلمين ومسيحيين ان يتوافدوا الى عاصمة السلام، وزهرة المدائن، ليروا بأم العين ماذا حل بها؟ وماذا يفعل الاسرائيليون؟ وهي تحتاج الى تكاتف وتوحد الجميع لاجل حمايتها وصيانتها، ومنع الغاء الهوية والوجود الفلسطيني فيها.

القدس اليوم في خطر، وتحتاج لكم، من قريب لتلمسوا بايديكم حجم المعاناة، ولتكتشفوا الفعل الاجرامي الاسرائيلي، ولتساهموا في افشال مخططه. كفى استغلال الدين في غير محله وموضعه، وكما قال الرئيس (لا نصا قرأنيا يحرم زيارتها)، ووجود النص يبطل الاجتهاد، واذا اجتهدتم فليكن بالايجاب. كرمى لاولى القبلتين وثالث الحرمين.

من يقل ان الزيارة هي تطبيع مع الاحتلال، عليه هو ومن خلفه بعدم اقامة علاقات مع الاحتلال تحت اي مسمى، وان لا يضغط بالسياسة على القيادة الفلسطينية لقبول ما لا يمكن قبوله. لان فتاويكم توصلنا الى معادلة ان نهجر شعبنا من ارضنا المحتلة خوفا من ان يتطبع مع الاحتلال، ولنقل له اخرج، وعندما نحررها تعود.

التحرير والاستقلال يحتاج الى ثبات المواطن في وطنه، والى دعم الاشقاء، وتلبية احتياجاته ورغباته، لقد تخليتم عن الشعب الفلسطيني بقولكم نحن مع ما يختاره الشعب الفلسطيني، هذه هي خياراتنا، وما عليكم الا دعمنا، لا تكفيرنا وتخويننا، فلم نعد نقبل هذه الدعوات منكم، وسأردد ما قاله الرئيس( اذا عجزتم اعطونا زيتكم نسرج به ظلامنا). لان الوطن دون اهله وقومه يصبح صامتا، وحين يصمت يعني ان عشاقه كاذبين....

احسان الجمل

مدير المكتب الصحفي الفلسطيني – لبنان

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required