مفتاح
2024 . الأربعاء 3 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
فيما يستمر الأسرى في سجون الاحتلال بإضرابهم عن الطعام منذ أربعة أسابيع، تتزايد حركة التضامن المحلية والعربية والدولية- عدا أميركا- مع حقهم في المطالب التي هي وبحسب كل المواثيق والشرائع، مطالب مشروعة، ولا بد لدولة الاحتلال أن تستجيب لها، خاصة وان الممارسات الإسرائيلية ضد الأسرى الفلسطينيين كانت ومنذ عشرات السنين تتسم ببلطجة الدولة، كما وتنم عن عقلية عنصرية لا تحسب أي حساب للقوانين التي تضبط الكيفية التي لا بد منها في التعامل مع الأسرى خلال النزاعات.

دولة العدوان تتعامل مع الأسرى الفلسطينيين وكأنهم مجرمون وليسوا أسرى حرب، علما بان هؤلاء وبحسب التعريفات القانونية الدولية يخضعون لكل الشروط التي يجب أن يخضع لها الأسرى في النزاعات الدولية، وحيث إن الأسرى الفلسطينيين ليسوا سوى مقاتلين من اجل الحرية فان ما يسري عليهم يسري على الأسرى زمن الحرب.

لقد أثبتت سنوات الاحتلال الطويلة أن دولة الكيان لم تستجب أبدا لمطالب الأسرى الفلسطينيين إلا من خلال معارك طويلة خاضها هؤلاء على مدار سنوات الاحتلال، وظل كل حق من حقوقهم يتحقق فقط من خلال مقاومة باسلة خاضها الأسرى جيلا بعد جيل، وسقط خلالها العديد من الشهداء حتى وصلت الأمور في السجون إلى ما وصلت إليه من تحسن على بعض الجوانب الحياتية.

إلا أن من الواضح أن إدارة السجون الصهيونية تحاول بين فترة وأخرى أن تستلب هذه الانجازات التي استطاع الأسرى بصمودهم ومقاومتهم من تحقيقها، وتحاول هذه الإدارة العنصرية أن تبتدع من طرق التعامل معهم ما لا يمكن تصوره، إلى الدرجة التي وصل فيها الأمر أن يتم عزل السجناء لسنوات طويلة، كما انها تمنع عن هؤلاء الزيارات التي وصلت إلى سنوات طويلة يحرم فيها الابن من زيارة والده والزوجة من زيارة زوجها والأم من رؤية ابنهاوهكذا.

ما يتسرب من الأخبار يشير إلى أن الإدارة الصهيونية تتراجع أمام صمود أبطال معركة الأمعاء الخاوية التي تستمر منذ أسابيع، والتي تستمر منذ ما يزيد على شهرين ونصف، لاثنين من الأسرى الذين صمموا على عدم التراجع عن الإضراب إلا بعد أن تتحقق مطالبهم، وكان لهم في تجربة خضر عدنان عبرة جيدة، حيث استطاع أن يفرض على إدارة السجون إرادته وتحقيق الإفراج عنه في واحدة من المعارك الباسلة والنادرة التي يخوضها مجرد سجين واحد وحيد، أمام عنجهية الكيان الغاصب.

التراجع الذي يتحقق من قبل إدارة السجون، يتمثل وبحسب المصادر الصحفية التي نقلت عن وزير الأسرى في السماح للأهالي من قطاع غزة بزيارة الأسرى وإنهاء سياسة العزل الانفرادي، إلا أن هنالك تمترس من قبل تلك الإدارة على الإبقاء على بعض الأسرى ضمن العزل الانفرادي.

الساعات والأيام التي تمر على الأسرى خلال الإضراب تعتبر ساعات مفصلية وهامة لأنها قد تودي بحياة بعض الأسرى، ومن هنا تأتي أهمية التأكد من التعهدات الصهيونية فيما يتعلق بالاستجابة لمطالب الأسرى بحيث تكون هنالك جهات دولية أو عربية ترعى أي اتفاق يتحقق خاصة في ظل تجارب عديدة لم تلتزم إسرائيل بأي من التزاماتها وتعهداتها كما هو حال إسرائيل دائما.

حالة التحدي والصمود والمقاومة أمام عنجهية الاحتلال ما زالت وستبقى مستمرة، ليس فقط بين الأسرى في معسكرات الفاشيين الجدد، لا بل بين الشعب الفلسطيني ودولة الاغتصاب، وقد أثبتت التجارب التاريخية ان لا احتلال أبدي أو مخلد، وان الشعوب هي التي تنتصر في نهاية المطاف، وبالتالي ليس أمام الأسرى وأبناء الشعب الفلسطيني سوى الاستمرار في المقاومة حتى تحرير الأسرى كخطوة في اتجاه زوال الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القس.

في خطوة غير مستغربة أو صادمة، أعلنت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية أن لا علم لديها بقضية الأسرى الفلسطينيين – هذه لمحبي أميركا-.

* كاتب فلسطيني يقيم في مدينة بيت لحم. - sadapril2003@hotmail.com

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required