مفتاح
2024 . الأربعاء 3 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
ليس هناك سببا منطقيا واحدا يقنع الناس ان ما تم الاتفاق عليه امس في الدوحة بين حركتي فتح وحماس سيكون مختلفا عما سبقه من اتفاقات أبتداء من مكة مرورا بالقاهره و صنعاء و باقي المحطات الاخرى.

لو اجري الان استطلاعا للرأي حول فرصة تطبيق ما تم الاتفاق عليه امس ستكون النتيجه ان الغالبية العظمى من الفلسطينيين ليس لديها الثقة، وبغض النظر عن الرؤيا التي قد تكون مختلفه بين شخص وآخر حول الجهة التي قد تكون مسؤوله على عدم التنفيذ او حجم كل طرف في عملية التعطيل او حتى الاسباب التي قد تؤدي لعدم التنفيذ. النتيجه ان الغالبية العظمى طالما لم ترى تغييرا حقيقيا في سلوك و نوايا الاطراف و كذلك تغييرا في اللغة المستخدمة من قبل الاطراف المعنية لن يتبقى لهم سوى الانتظار لمعرفة الحجة او الذريعة او العقبة الكيداء التي ستكون السبب هذه المره في عدم التنفيذ.

من حق الناس ان لا تثق بما تسمعه وتقراءه وتشاهده على الفضائيات من كلام معسول عن المصالحه و اهميتها و ضرورة انهاء الانقسام البغيض الذي طال امده، وضرورة استعادة اللحمة لهذا الشعب . على مدار الستة سنوات الاخيرة الاسطوانه اصبحت محفوظة عن ظهر قلب و يستطيع كل مواطن بسيط ان يعرف ما الذي سيقوله اي مسؤول بمجرد ظهوره على شاشة التلفاز قبل ان ينطق باي حرف.

على اية حال، الامل كبير رغم كل المحاولات السابقة الفاشله ان تنجح الجهود هذه المره و تكون مختلفه من حيث النتائج عن سابقاتها، خاصة في ظل الانسداد او ربما الافلاس السياسي الذي من المفترض ان يكون حافزا للتخلص من هذا الورم الخبيث الذي اسمه انقسام.

الاتفاق ينص على ان تبداء لجنة الانتخابات المركزية عملها في غزة يوم الاحد المقبل، وهذا الامر يفترض ان لا تكون حوله اي مشكلة على الرغم انه كان الذريعة المباشرة في عدم تشكيل الحكومة و تحديد موعد الانتخابات.

ايضا، من المفترض ان لا تكون هناك مشكلة في تحديد موعد للانتخابات في المدة المحددة التي لا تتجاوز الستة الشهور كما نص عليه الاتفاق. هناك شكوك كبيره و لا اريد ان اقول ان لدي يقين ان هذا الامر من الناحية العملية لن يتم لان الذريعة موجودة، وهي ان لا انتخابات بدون القدس و من شاهد و سمع السلوك الاسرائيلي بشان القدس يصل الى استنتاج سريع ان اسرائيل لن توافق على اجراء الانتخابات هناك، و بالتالي السبب الخارج عن ارادة الاطراف كما يشير له الاتفاق موجود. و جيد انه تم الاتفاق على بديل و هو تشكيل حكومة جديدة في حال تعذر اجراء الانتخابات بعد الاتفاق على شخصية و طنية لترأسها.

تفعيل عمل لجنة الانتخابات في غزة، و تشكيل حكومة برئاسة الرئيس عباس و اصدار مرسوم بتحديد موعد للانتخابات هي خطوات مهمة على طريق انهاء الانقسام، لكنها ليست اساسية. هناك خطوات اكثر اهمية طالما لم يحدث بشأنها تغيير حقيقي سيبقى الحديث عن المصالحة و تطبيق ما يتم الاتفاق عليه هو مجرد كلام فارغ و ممل و بلا معنى. على سبيل المثال:

اولا: هل بعد اليوم ستصبح حركة فتح تنظيم غير محظور في قطاع غزة؟ ام ان حماس ستواصل التعامل مع ابناء حركة فتح على انهم الخطر الحقيقي لاستمرار سيطرتهم على القطاع؟ هل سيعاد فتح مقرات الحركة و اعادة ما تم مصادرته من ممتلكات و السماح بالقيام بنشاطات تنظيمية و سياسية، ام سيبقى الوضع كما هو عليه الان؟ حرية مشروطه و محدوده؟

ثانيا: هل سيتم تغيير المعادلة في الضفة في كل ما يتعلق بالتعامل مع حركة حماس و مؤسساتها؟ ام ستبقى النظرة التي تحكمت في التعامل مع حركة حماس خلال الستة سنوات الاخيره؟ هل ستبقى حماس تنظيم محظور في الضفة من الناحية العملية ام سيسمح بمزاولة النشاط التنظيمي دون ملاحقة من احد؟

ثالثا: هل هناك مصالحة ، او تنفيذ للاتفاق دون الافراج عن كافة المعتقلين سواء كان في غزة او الضفة دون خلق المبررات التي يحفظها الناس عن ظهر قلب؟ و عندما يتم الحديث عن معتقلين هذا يعني ان الحديث يدور عن شباب فلسطينيين لهم اهل ولهم ابناء و زوجات و امهات و احلام، ليس الحديث هنا عن كراسي و مناصب و امتيازات و صلاحيات. لذلك هذا الامر هو المقياس الحقيقي لانتقال الشعب الفلسطيني من مرحلة الانقسام الى مرحلة ما بعد الانقسام.

رابعا: كيف ستتم عملية اعادة الموظفين الى اماكن عملهم في وزارات السلطة المختلفة التي ستصبح بعد تشكيل الحكومة موحدة؟ و كيف سيتم التعامل مع عشرات الالاف مما تم توظيفهم في هذه الوزارات؟، كيف ستتم عملية الدمج و توفير الرواتب و حفظ الحقوق؟ من حق المواطن الفلسطيني ان يسمع من قياداته كيف سيتم التعاطي مع ما خلفه الانقسام.

خامسا و اخيرا: نجاح هذا الاتفاق سيكون الانجاز الوحيد الذي يمكن ان يحققه الشعب الفلسطيني على مدار السنوات المظلمة الماضية، و لكن في حال الفشل لا سمح الله، هل هناك احدا سيقف و يقول انا اتحمل المسؤولية، لقد فشلت و لم اعد قادرا على قيادة السفينة الفلسطينية الى بر الامان، ام سيتم تسلية الشعب الفلسطيني بلعبة جديدة تصلح لعدة اشهر او ربما سنوات الى ان يأتي الفرج من رب العالمين؟

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required