مفتاح
2024 . الأربعاء 3 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
تتمثل الدلالات الحقيقية لتقرير القاضي الاسرائيلي ادموند ليفي بما يلي:

أولاً: ان القضاء الاسرائيلي كان و ما يزال مرتهناً للرؤية الامنية السياسية الحكومية، وهو بهذا يقدم مثالاً على القضاء الذي يحتاج دائماً الى تبرير اخلاقي وقانوني، والامثلة اكثر من ان تحصى، وهذا بعيداً عن تناقض هذا القضاء وتعارضاته واقتراحاته العجيبة.

ثانياً: ان المحتل وفي لحظة من لحظات الصراع يفقد الرؤية تماماً، اي يصل الى ذروة من ذروات الجنون والغطرسة تجعله يفقد الحكم والاتجاه والبوصلة، وهي مرحلة خطيرة جداً بالنسبة للمحتل وبالنسبة لمن يقع عليه الاحتلال، بكلمات اخرى، هناك من المنظرين من يعتقد ان تطرف المحتل وايغاله في التعصب والعمى هي بمثابة بداية النهاية لمشروعه الاحتلالي، وهو ما رأيناه في اعتبار الجزائر مثلاً 'قطعة من فرنسا'، ورأيناه في جنون المحتل البرتغالي والاسباني لبلدان في افريقيا واميركا اللاتينية.

ثالثاً: ان هذا التقرير ينفي ويعارض ويلغي كل ما تم الاتفاق بشأنه حول الصراع الفلسطيني الاسرائيلي منذ عام 1967 وحتى اليوم، فهو ينفي حادثة وقوع الاحتلال وينفي ملكية الفلسطينين لأرضهم، وينفي اي اتفاق معهم، كما ينفي كل ما تعلق بهذا الصراع دولياً وعربياً وفلسطينياً.

رابعاً:هذا التقرير يضع الاساس القانوني والاخلاقي ومن ثم السياسي لبدء مرحلة جديدة من الاحتلال الذي لا يعاني عقد اللاشرعية واللاخلاقية. اي انه يؤسس لاحتلال بلا حساسيات، وهو بهذا يوجه صفعة لكل القوى الاسرائيلية التي قد تساند اية تسوية اقليمية.

خامساً: ان هذا التقرير وجد السند والدعم الكبيرين من اوساط واسعة في الكنيسيت والنخب المثقفة والجمهور الاسرائيلي أيضاً، مما يعني ان هذا التقرير يعكس توجهاً عاماً لدى النخب والجمهور على حد سواء، وبالتالي فهو ترجمة واعية صيغت على شكل فتوى قانونية لتلبي الانزياح الخطير والمتزايد لليمين في اوساط الجمهور الاسرائيلي. الامر الذي يعني ان توصيات التقرير ستجد طريقاً للتطبيق حتى لو لم يصادق عليها من قبل الحكومة أو الكنيست خوفاً من ردود افعال دولية متوقعة.

سادساً: ان هذا التقرير يحقق ما قاله الكثيرون حول تزايد القوى الدينية الصهيونية في اسرائيل وتحكمها في القرار السياسي الاسرائيلي وان نفوذ هذه القوى لم يعد في الشارع او في تلال الضفة الغربية فقط وانما في مفاصل الحكم الاسرائيلي.

سابعا:ان هذا التقرير يشكل اهانة حقيقية لاصدقاء اسرائيل اولاً، الذين يحاولون تلطيف الاحتلال وتسويقه وتسويغه طيلة الوقت، من خلال المساعدات والمبادرات وشق الطرق الالتفافية وتكوين الاحلاف وتقديم الوعود وتأجيل القضايا وترحيلها، هذا التقرير يطرح الاحتلال بوجهه الاقبح والابشع على الوعي والضمير العالميين، بدون تجميل أو رتوش أو تلطيف، وبهذا يساهم هذا التقرير في بدء مواجهة ما مع الغرب الذي يريد ان يغطي ويحمي اسرائيل بحدٍ ادنى من الشرعية وبحدٍ ادنى من الوظيفة والدور. هذا التقرير-برأيي- يعجل في مواجهة ما مع الغرب، وما الردود الأولية من الاتحاد الاوروبي وحتى الولايات المتحدة سوى تعبير ديبلوماسي ملطف وخفيف حتى الآن، ولو كان هناك مواقف فلسطينية وعربية واسلامية اكثر حسماً وحزماً لكانت ردود الافعال الغربية اكثر وضوحاً وحسماً ايضاً.

ثامناً: ان هذا التقرير يضع الاشقاء العرب والمسلمين في دائرة المسئولية تماماً، فلم يعد لاحد بعد هذا التقرير اية حجة أو اية ذريعة للتهرب أو عدم المواجهة. هذا التقرير يقول للجميع ان ارض فلسطين كلها لي، يحق لي ان اتصرف فيها كما اشاء وكيفما اشاء، و كل ما تم الاتفاق عليه باطل و لاغٍ. وعليه، فإن من يراهن من الاخوة والاشقاء العرب على ضغوط غربية أو تغيير الحزب الحاكم في اسرائيل أو على انتفاضة ثالثة في فلسطين، عليه ان يراجع حساباته تماماً. هذا التقرير محرج جداً لاولئك الذين يستثمرون في جبهات اخرى، وينضمون الى احلاف ليست في صالح المنطقة، وينفذون اجندات خارجية، أو يرغبون في الانفلات من اسار القضية الفلسطينية وتبعاتها واثمانها الباهظة والثقيلة. ان اولئك الذين دعموا بالمال والتغطية السياسية كل الاجراءات والقرارات الدولية التي رأيناها تتوالى طيلة عام 2011 عليهم الآن الالتفات الى القضية الفلسطينية وتطوراتها الخطيرة. ان شرعنة الاحتلال بهذه الطريقة دون ان تلقى الموقف الحاسم والحازم يجعل من تقرير ليفي مقدمة لامور اخطر، ليس بالنسبة للشعب الفلسطيني وانما بالنسبة لشعوب المنطقة أيضاً.

تاسعاً: ان هذا التقرير موجه أصلاً الى الشعب الفلسطيني، صاحب المكان الشرعي، والتقرير يقول لهذا الشعب بكل وضوح، انتم محتلون اما أرضكم فمحررة، وبعيداً عن هذه الفانتازيا الغريبة التي يتميز بها القانون الاسرائيلي عادة، فإن هذا التقرير يدعونا جميعاً الى اعادة التفكير من جديد بكل شيء. بدءاً من اتفاق اسلوا وحتى تفاصيل الحياة اليومية المشتبكة مع المحتل.

هذا التقرير يريدنا حقاً ان نشرعن وجوده وان نعمل عنده بمثابة البوابة للعالم العربي والاسلامي، وان نقدم له مظلة كافية للقول ان الصراع انتهى وان نظل دائما سوقاً استهلاكية واسعة وان نقوم بكل العمل القذر الذي لا يرغب الاحتلال بالقيام به، وفوق كل ذلك وبعده، ان لا نمتلك الحق في ارضنا وفي ثرواتنا، وان تسلب حرياتنا وأن نشكر الاحتلال على نزاهته وتنوره وتقدمه، ثم بعد ذلك لا نعرف بالضبط، هل نبقى على أرضنا ام أننا سنجبر يوماً على مغادرتها. هذا اكثر من كابوس!!

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required