مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

نبدو جميعاً مشوشين، نسير بوعي أو دون وعي في متاهة لا نعرف كيف نخرج منها أو حتى الوقوف داخلها.

كلنا ـ صغاراً وكباراً، فقراء وأغنياء، قادةً وأفراداً، نساءً ورجالاً ـ لدينا قدرة كبيرة على تحليل الأوضاع التي نمر بها وتشخيصها، ولكننا جميعاً لا نستطيع أن نضع حلولاً خلاّقة لمآزقنا؛ ببساطة لأن جزءاً من الحلّ ليس كلّه في أيدينا.

السؤال: ماذا نريد؟ قد يبدو ذلك غريباً نوعاً ما، ولكن الإجابة ستكون أكثر غرابةً من السؤال.

لننظر إلى ما يقوله الناس في الشارع، وهم فئات متعددة كثيرة، كل فئة تحاول أن "تغني على ليلاها". وبعيداً عن بعض جماعات "الفيسبوك" خاصةً التي تخلق معارك وهمية وتشكّل مجموعات ثورية على صفحات الإنترنت وتنطبق عليها مقولة "فاقد الشيء لا يُعطيه"، ذلك أنها تدعو إلى الاحتجاج ولا تشارك فيه، تتحدث عن الفقر فيما كثير من أفرادها من علية الطبقة الوسطى أو "البرجوازية"، أو من أبناء النخب المستفيدة بشكل أساسي من هذا الواقع.

ولكن هناك فئة أصبحت تطالب بوضوح بأنها تريد "الخبز" وليس "نيويورك" على قاعدة "لنبتعد عن وجع الرأس".. إذا كان ذهابنا إلى الأمم المتحدة سيخنقنا اقتصادياً، فلماذا نذهب؟! إذن لنركع سياسياً مقابل الرفاهية؟!.

هناك فئة أخرى عادت لتطرح موّال "ما أحلى زمن الاحتلال".. وهذا فيه معنى مبطّن.. هذه الفئة تمثل خطراً داهماً، وتساهم في ترسيخ صياغة إسرائيلية للحلّ. ولعلّ ما طرحه وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان خلال اليومين الماضيين تأكيد لرؤية هذه الفئة.

وهناك فئة تحارب طواحين الهواء، هي فئة "دونكوشوتية" تحارب ولا تعرف لماذا؟! بعض الذين شاركوا في أعمال الفوضى والتخريب جزء منهم من هذه الفئة. عندما سألت مجموعة كانت تغلق طريق بيرزيت بالحجارة والإطارات المشتعلة وتمنع حتى المتوجهين إلى المستشفيات من المرور، كيف سيحلّون المشكلة الاقتصادية وغلاء الأسعار بالفوضى، لم يجيبوا. وقال أحدهم: "نعمل ذلك ضد السلطة"..؟!

فئة أخرى تبحث عن مصالح شخصية استغلالاً لحالة فوضوية وصعبة، وهي تطرح بعض الحلول التي يمكن وصفها بأنها غير واقعية، وربما أكثر من ذلك، فهي جاهلة تضم محلّلين اقتصاديين وسياسيين... .

فئة أخرى صامتة غير قادرة على التعاطي مع شيء، وكأن الأمر يدور في أرض "الواق واق" وبعض أفرادها من قيادات الصف الأول.. هذه الفئة لم تعد فيها حياة منذ زمن!.

وفئة تنظر بجدية إلى مصالح البلد والقضية الوطنية، ليست من النخبة، ولكنها فعلاً من مكوّنات الطبقة الوسطى القادرة على إحداث تغيير واقعي في الإطار السياسي أو الاقتصادي... تحاول ولكنها غير قادرة؛ لعدم وجود التفاف جماهيري حولها، على الرغم من أنها واعية بخطورة الوضع، لديها القدرة على التفكير وتصور حلول ناضجة ومقبولة، ولكنها بحاجة إلى من يسمعها ويدعمها... وهي أيضاً مطالبة اليوم بالاتصال بالجماهير لتشكيل رأي عام حقيقي وواقعي للخروج من الأزمة، إذن هي بحاجة إلى مساعدة، وفي الوقت نفسه هي، أيضاً، مطالبة بمساعدة نفسها.

في المجمل، أخطر ما في أحداث الفوضى هو ضرب هيبة السلطة واعتبارها وكأنها غير موجودة أو خيال مآتة؛ لأن هذا يؤسس ربّما لمرحلة يرغب فيها البعض، وهي الانهيار الكامل للسلطة بمكوّناتها الأساسية، وهي منظمة التحرير الفلسطينية، والقوى الوطنية شبه المشلولة. وبالتالي، ربما نجرّ أنفسنا إلى مربّع إنهاء قضيتنا الوطنية وقتلها بأيدينا؛ لأن البدائل عن المنظمة والسلطة ليس الاحتلال المباشر مطلقاً، فلن تعود "الإدارة المدنية" والعسكرية إلى قلب المدن والمقرات التي كانت تُسمّى مكاتب الحكم العسكري. سيأتي زمن مشابه لزمن روابط القرى والقيادات البديلة، الحاملة في أيديها ـ لفترة محدودة ـ حقائب المال. ولكننا سنعود كعمال سخرة في مزارع ومصانع ومشاغل الاحتلال داخل "الخط الأخضر" وخارجه. سنعود كمجموعة قومية لا كشعب فلسطيني.. فهل هذا ما نريده؟ إذا كانت الإجابة بالنفي، فلنفكّر جميعاً في حلول خلاّقة وفي قرارات تتحمّلها الأطر القيادية لا شخص بعينه. في مشاركة حقيقية من الجميع. لنكون مسؤولين وقادرين على تحمّل مسؤوليتنا الوطنية والنضالية، والأهم الخروج من أزمتنا الاقتصادية ؟!.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required