مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

الربط الخبيث وغير المعقول ولا المقبول الذي يسعى رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو إلى إقامته بين المهجّرين قسراً من أبناء الشعب الفلسطيني الذين أرغموا على الرحيل من قراهم ومدنهم تحت وقع القتل والتفجير والهجمات الإرهابية والمجازر، في أكثر من مناسبة، وفي مئات المواقع، و”المُستَهجَرين” اليهود من الدول العربية إلى الكيان، والمتمثل بالمطالبة بتعويض هؤلاء “المُستَهجَرين” عن تركهم بلدانهم الأصلية، مقابل تعويض اللاجئين الفلسطينيين، وربط هذه المسألة بأي مفاوضات محتملة، وتعزيز هذه الدعاية الجديدة في العالم، لا يمكن إلا أن يُرى من منظور السعي “الإسرائيلي” الحثيث إلى إلغاء حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، ذلك الحق الأصيل الذي يتجاوز أية شرعية أو اتفاق، والمقر في العرف والقانون والقرارات الدولية المتعاقبة، والعنصر الأساسي في شرعة حقوق الإنسان . عم يبحث نتنياهو؟ وإلامَ يرمي من تفجير هذه القنبلة الجديدة في هذا الوقت بالتحديد؟ ولماذا لم تبرز هذه الدعاية الصهيونية من قبل؟ لا شك في أن الكيان وكبار قادته يدركون جملة حقائق محلية وإقليمية ودولية، طفت على سطح الأحداث خلال الفترة الماضية، فعلى المستوى الرسمي الفلسطيني، تبدو خطوة التوجه إلى الأمم المتحدة للحصول على عضوية منقوصة في المنظمة الدولية، وما يلف ذلك من إمكانات التحقق، عنصراً ضاغطاً على الحكومة “الإسرائيلية” التي أثبتت منذ زمن أنها مفلسة على الصعيد السياسي، وناشطة في السلب والنهب وتثبيت الأمر الواقع، وما يقابل ذلك من عجز فلسطيني رسمي عن المجابهة ورفع سقف التحدي درجة جديدة عبر تشجيع النضال السلمي ضد الاحتلال، وزيادة الضغط الدبلوماسي على المستوى الدولي . على مستوى إقليمي، لا يبدو الوضع “الإسرائيلي” أفضل حالاً، فالكيان يبالغ في لغة التهديد والوعيد بإشعال حرب إقليمية، عنوانها المشروع النووي الإيراني، يضغط هنا، ويبتز هناك، يحاول اللعب على وتر الانتخابات المحتدمة في الولايات المتحدة، لجر المرشحين الديمقراطي والجمهوري إلى تبنٍ كامل للسياسة “الإسرائيلية”، لكنه في المقابل لا يجد من واشنطن ولا من الغرب أذناً تصغي أو عقلاً يتقبل، إدخال المنطقة الأكثر شحناً وتجييشاً في أتون حرب جديدة .

وفي المستوى الثالث الأعم والأشمل، بدأت رحلة بحث “إسرائيلية” جديدة من خلال تلك الوثيقة التي أعدتها دوائر الاحتلال عن “المُستَهجَرين” من اليهود العرب إلى الكيان، وما تضمنته من توصية ومطالبة بربط مطلب الكيان “تعويضهم”، والاعتراف الدولي بحقوقهم، وانطباق مفهوم اللجوء عليهم، في أي عملية تفاوضية مع اللاجئين الفلسطينيين، وما يعنيه ذلك من محاولة للقضاء على حق العودة المكفول في المواثيق والقرارات الدولية، والثابت الفلسطيني الذي لا يسقط بالتقادم، ولا يقبل المساومة، ولا القسمة، ولا الانتقاص . إنها خطة جديدة لضرب واحد من أهم الثوابت الفلسطينية، ومحاولة مكشوفة للعبث بمصائر ملايين الفلسطينيين الذين اقتلعوا من أرضهم، وحلقة جديدة في سلسلة الدعاية الصهيونية الموجهة أساساً للقضاء على الحق الفلسطيني بشكل عام، وحق العودة الذي طالما أرّق دوائر صناعة القرار “الإسرائيلية”، والحركة الصهيونية العالمية . نتنياهو الغارق في محاولات تحقيق المكاسب، وجني أرباح عمليات الابتزاز، والساعي إلى ضرب القضية الفلسطينية في أكثر من مقتل، سواء على صعيد التهويد المتصاعد للمقدسات في القدس المحتلة، أو استهدافه الحالي لحق العودة، أو إطلاقه أيدي رعاع المستوطنين لتعيث فساداً في الأرض الفلسطينية المحتلة، واختراعه وحكومته بشكل يومي لممارسات وسياسات جديدة ضد الشعب الفلسطيني، سيجد في نهاية المطاف ما يردعه، فالفلسطينيون متمسكون بحقوقهم، سواء كانوا مرابطين في أرضهم، أو لاجئين في الشتات أو الداخل، ومفاتيح العودة مازالت تورّث من جيل إلى جيل، ومعها وثائق ملكية بيوت وأراض سلبها الاحتلال، وادعى حقاً مكذوباً فيها .

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required