مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

صادف أمس حلول رأس السنة العبرية، وهو العيد، الذي يطلق عليه اليهود "روش هاشانا"، وسنويا يصادف الـ 17 و18 من سبتمبر/ ايلول من كل عام، اليومين اللذين يصادفان الاول والثاني من شهر "تشري"، احد شهور السنة العبرية. فلا يملك المرء سوى تهنئة اتباع الديانة اليهودية من انصار السلام والتعايش بهذه المناسبة.

كما يأمل المرء ان ترتقي القيادات اليهودية المتاجرة بدماء يهود العالم عموما وإسرائيل خصوصا الى مستوى المسؤولية السياسية والاخلاقية ودفع عربة السلام للامام. والتوقف عن بث وتعميم لغة الكراهية والحقد وتأجيج العنصرية البغيضة في اوساط اليهود المضللين من الاحزاب الصهيونية باجنحتها وتياراتها المختلفة.

الفرصة المتاحة امام القيادات الصهيونية، المدعية "الرغبة" بالسلام، قد تتكرر ولكن بعد فوات الاوان. لذا عليها اغتنام فرصة حلول رأس السنة العبرية، والمبادرة الى انتهاج سياسة مغايرة كليا لما هو قائم منذ احتلت إسرائيل الاراضي الفلسطينية في العام 1967، وتعمل على : الكف عن تزوير الحقائق التاريخية والسياسية، والعودة للحظة الى المصالحة مع الحقيقة، والتقدم خطوة شجاعة للامام باتجاه بناء جسور السلام المقبول والممكن، والقائم على خيار حل الدولتين للشعبين، والتوقف عن الاستيطان الاستعماري، والغاء منطق وسياسة ومخططات التهويد ومصادرة الاراضي الفلسطينية، واعادة الاعتبار للقدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية، من خلال اعادة فتح المؤسسات الوطنية الفلسطينية، والتوقف عن مشاريع تغيير معالمها الجغرافية والديمغرافية والتراثية ? الدينية والسياحية. والتخلي كليا عن لغة الحرب والبارود والدم، لانها سياسة لا تنتج إلا الموت والدمار للذات والآخر.

اتباع الديانة اليهودية، مطالبون باليقظة من سبات تزوير التاريخ، الذي فبركته الحركة الصهيونية وتجار الرأسمالية العالمية، اولئك الذين تاجروا ويتاجرون بمذبحة اليهود على يد الفاشية والنازية زمن الحرب العالمية الثانية، لأن ما يفعلونه في فلسطين وضد الشعب العربي الفلسطيني أخطر وأبشع مما انتجته المحرقة الهتلرية على اليهود وشعوب العالم آنذاك في اربعينيات القرن الماضي.

من عانى من المذابح وويلات الحروب، أياً كانت قوميته او ديانته لا يقبل على نفسه، ان يكون جلادا وقاتلا لأي إنسان في الارض. لأن تجربته وتجربة آبائه واجداده من المفترض ان تكون علمته العبر والدروس. وهذا ما يجب على يهود الارض من مختلف القوميات والامم وخاصة الذين ارغمتهم الحركة الصهيونية ودول الغرب الاستعماري والانظمة العربية المتواطئة معها في اربعينيات وخمسينيات القرن الماضي على القدوم لاحتلال الارض الفلسطينية واقامة ما سماه بلفور، وزير خارجية بريطانيا في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني 1917 بـ "الوطن القومي اليهودي" على انقاض الحق التاريخي للشعب العربي الفلسطيني تحت يافطة الشعار الصهيوني الكاذب "ارض بلا شعب لشعب بلا ارض!"، على اليهود التحرر من عقدة النقص، التي زرعتها في وعيهم الحركة الصهيونية والغرب الاستعماري، والانتفاض على الافكار الرجعية والبائدة والكاذبة، التي عممها الصهاينة الاوائل، وما زال الابناء والاحفاد يشربونها للاجيال اليهودية الجديدة دون إدراك للابعاد الخطيرة لتلك الافكار على مستقبل اليهود في إسرائيل والفلسطينيين حيثما كانوا ومعهم اشقاؤهم العرب. على يهود إسرائيل التمرد على الافكار العنصرية، التي يزرعها حاخامات الموت والكراهية في صفد وكريات اربع وغيرها من المستوطنات المنتشرة كالفطر على الاراضي الفلسطينية المحتلة. وعلى اليهود بناء الثقة مع ابناء الشعب العربي الفلسطيني داخل الخط الاخضر، وبناء دولة المواطنة الواحدة دون تمييز او احقاد او تطهير عرقي، وتعميم لغة التعايش والسلم الاهلي، وتعميق خيار الديمقراطية الحقيقية لكل مواطني الدولة، وبذات القدر الدعوة والزام الدولة الاسرائيلية على الانسحاب من الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، والسماح ببناء الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان حق العودة للاجئين على اساس القرار الدولي 194.

انها فرصة ذهبية، ان اغتنمها يهود دولة اسرائيل، فإنهم ينقذون انفسهم والفلسطينيين من ويلات السياسات الطائشة والخطيرة، التي ما زالت تنتهجها القيادات الاسرائيلية منذ نكبة الشعب الفلسطيني في العام 1948، عام تأسيس دولة اسرائيل على انقاض الفلسطينيين ووطنهم الأم. وإن لم يفعلوا فإنهم، يكونون ارتكبوا حماقة كبيرة بحق أنفسهم وبحق الفلسطينيين والعرب، لأن معنى ذلك بقاء المنطقة في فوهة بركان الحرب والعنف. والمستفيد من ذلك هو فقط الغرب الرأسمالي وخاصة الاميركي.

مرة اخرى كل عام وانصار السلام والتسوية والتعايش والديمقراطية الحقيقية من اتباع الديانة اليهودية بخير.. وكل وشعوب الأرض بخير..

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required