مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

بدا في نظر كثيرين أن القضية الفلسطينية غابت عن الحضور حتى في أروقة الجامعة العربية التي تعد أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى، كما غابت أيضاً حتى في الإعلام العربي الذي انشغل بأحداث الربيع العربي، وخصوصاً في المشهد السوري الذي طال أمده وتفاقمت أزمته . وربما يرى البعض أن موسم الربيع العربي كان موسم جدب للقضية الفلسطينية . ذلك أن الحدث على الساحة الفلسطينية لم يعد يجد له صدى واسعاً في أروقة الجامعة العربية، أو على صعيد الإعلام العربي . حتى موضوع الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية الذين مثّل إضرابهم عن الطعام صفعة قوية للكيان الصهيوني، واستقطب بعض الأضواء الإعلامية خارج الإطار العربي، لم ينل ما يستحقه من اهتمام إعلامي على صعيد الإعلام العربي . وبعدما نال هذا الموضوع قدراً من اهتمام الإعلام العالمي ومثّل حرجاً كبيراً للكيان الصهيوني اضطرت الجامعة العربية إلى عقد اجتماع على مستوى المندوبين لمناقشة الموضوع، وكأنه لا يستحق اجتماعاً على مستوى أرفع لاعطاء دلالة ولو شكلية على أهميته، بل إن الإعلام العربي ظل إلى حد كبير بعيداً عن تناول الموضوع باهتمام، وإيلائه ما يستحقه من متابعة . كما أن الخروق الصهيونية والاعتداءات على غزة ومواصلة الاستيطان وتهويد القدس لم تنل حظاً من الاهتمام .

ربما كان انغماس الإعلام العربي في متابعة الأحداث الجارية في سوريا، على وجه الخصوص، سبباً في غياب القضية الفلسطينية أو الأحداث الجارية على الساحة الفلسطينية . حتى الجامعة العربية انغمست أيضاً في الأحداث الجارية في سوريا إلى الدرجة التي أصبح ملفها هو الملف الأول الذي تتولاه لجنة وزارية، كان إنشاؤها أصلاً مرتبطاً بالقضية الفلسطينية، ومتمحوراً حول تفعيل مبادرة السلام العربية ثم أصبحت محطة رئيسة في أي تحرك فلسطيني تزمع السلطة الفلسطينية القيام به، أو ربما أصبحت اللجنة لجنتين إحداهما خاصة بمبادرة السلام العربية، والأخرى خاصة بالشأن السوري، وقد طغت الأخيرة على الأولى .

ربما يرى البعض أن القضية الفلسطينية على مدى عقود هي قضية غائبة في مسرح العمل العربي، وأن حضورها كان في أكثر الأحيان بروتوكولياً، أو ربما إعلامياً لكي يبرهن النظام الرسمي العربي أن فلسطين هي قضيته الأولى، وأنها حاضرة دائماً في جدول أعماله ومداولاته . ولكن هذا الحضور السياسي والإعلامي لم يفض إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع . قد يكون ذلك بسبب الانقسام العربي، أو الانكفاء القطري، أو انسداد الأفق أمام حل للقضية الفلسطينية منذ أن علّق النظام الرسمي العربي كل أوراقه على مبادرة السلام وألغى خيار المواجهة بعد نكبات خلفت دماراً واسعاً ومزيداً من الاحتلال للأرض الفلسطينية والعربية . وقد أصبح الكيان الصهيوني هو القوة المهيمنة القادرة على فرض إرادتها على الأرض والقادرة أيضاً على المناورة السياسية والمراوغة، وقد أدخل الطرف الفلسطيني في مفاوضات عبثية لم تفض إلى أي محصلة ملموسة على مدى سنوات طويلة، في وقت يستبيح فيه الأرض الفلسطينية ويزيد من وتيرة بنائه للمستعمرات لترسيخ مشروعه الاستعماري العنصري . وفي الوقت الذي يلوّح فيه بالسلام فإنه لم يعر مبادرة السلام العربية أي اهتمام، وهو أصلاً ليس حريصاً على السلام . فالواقع الراهن هو الأفضل بالنسبة له، حيث يمارس ما يشاء من عبث على الأرض الفلسطينية وانتهاك للحق الفلسطيني والاستمرار في التهام المزيد من الأرض من خلال مواصلة بناء المستعمرات .

ربما يرى كثيرون أنه حتى عندما كانت القضية الفلسطينية حاضرة فإن هذا الحضور كان سياسياً وإعلامياً لا يتجاوز عادة إطار البيانات المنددة أو الشاجبة أو المستنكرة، وتظل القدرة على الفعل غائبة . ولذلك لم تكن هناك أيّ محصلة ملموسة على صعيد الواقع من وراء تلك اللقاءات أو البيانات .

وإذا غابت القضية الفلسطينية مؤقتاً بعد حضور كان إعلامياً وبروتوكولياً من دون قدرة على الفعل، فإن الربيع العربي رغم قتامة بعض مشاهده سيفرز وضعاً يتمثل فيه حضور حقيقي للقضية الفلسطينية في دائرة الفعل، وليس في دائرة البيانات الشكلية والإعلامية ذات الأنماط الجامدة المتكررة المتمثلة في الشجب والتنديد والاستنكار، طالما كانت الإرادة الشعبية هي المرتكز وهي الداعمة للحراك الفاعل . والحضور الفاعل .

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required