مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

الجدل الدائر داخل الكيان الصهيوني حول التقرير الذي نشرته صحيفة »يديعوت أحرونوت« منذ أيام حول مفاوضات سرية نادرة جرت بين كل من بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة »الإسرائيلية« ووزير دفاعه ايهود باراك، وبين الرئيس السوري بشار الأسد بشكل غير مباشر عبر وسيطين أمريكيين هما دنيس روس المستشار السابق لشؤون الشرق الأوسط وفريد هوف الدبلوماسي الأمريكي والممثل الأهم لإدارة الرئيس باراك أوباما لشؤون سوريا ولبنان، ليس إلا صدى للأزمة التي تفجرت بين كل من نتنياهو وباراك التي يرجع سببها المباشر إلى سفر باراك إلى الولايات المتحدة من دون علم نتنياهو، وفي وقت شديد الحساسية بالنسبة للتوتر المتصاعد بين نتنياهو والرئيس الأمريكي أوباما حول إدارة أزمة الملف النووي الإيراني، ولقاء باراك مع رام عمانوئيل رئيس بلدية شيكاغو، المقرب من الرئيس الأمريكي .

التقرير الذي نشرته »يديعوت أحرونوت« الذي جاء متزامناً مع إعلان نتنياهو قرار إجراء انتخابات مبكرة للكنيست يوم 22 يناير/ كانون الثاني المقبل ومع تصاعد الأزمة بين نتنياهو وباراك، كشف أن الأمريكيين الوسطاء فوجئوا باستعداد نتنياهو، عبر هذه المفاوضات غير المباشرة، مع الرئيس السوري، لأن يعرض على السوريين تنازلات أكثر من أسلافه، والمراهنة على كل الصندوق، وصولاً إلى الموافقة على الانسحاب الكامل من الجولان حتى خط الحدود المسمى ب»الرابع من يونيو/ حزيران 1967«، وهو ما كان باراك قد رفضه عندما كان يتولى رئاسة الحكومة عام ،2000 وكان الرفض هذا سبباً في فشل المفاوضات »الإسرائيلية« السورية، وكان الثمن المطلوب دفعه مقابل هذا الانسحاب هو ان يتعهد الرئيس السوري بقطع العلاقات الخاصة مع إيران . حرص الصحيفة على تضمين تقريرها رفض أيهود باراك الانسحاب »الإسرائيلي« من الجولان السوري عام 2000 يؤكد أن هذا التقرير ليس إلا ورقة من أوراق الصراع الانتخابي ظاهرياً والسياسي جوهرياً بين كل من نتنياهو وباراك، وأن باراك حريص على فضح نتنياهو والدخول معه في معركة كسر عظم سياسية كان أبرزها قرار نتنياهو التعجيل بإجراء انتخابات نيابية نفترض حتماً حل الحكومة، كقرار بديل لقرار آخر ظل نتنياهو متردداً في اتخاذه بإقالة باراك من الحكومة كوزير للدفاع .

فعلى أثر اتساع الشرخ بين نتنياهو وباراك في أعقاب زيارة الأخير للولايات المتحدة ولقائه الشخصي مع عمانوئيل وقناعته بأن باراك يتآمر عليه ويلحق ضرراً شديداً بمنظومة العلاقات مع الإدارة الأمريكية، فإنه فكر جدياً في إقالة باراك وتشاور مع وزراء مقربين له بهذا الخصوص، لكن يبدو أن هذا القرار لم يحظ بالتأييد خشية تداعياته، وأن الانظار اتجهت للبحث عن بدائل أخرى، يبدو أن حل الحكومة والبرلمان كانا الأقرب إلى التأييد .

وإذا كان نتنياهو في دوامة من الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية الراهنة التي ربما تكون قد حفزته للهروب منها إلى الأمام باللجوء إلى التعجيل بالانتخابات، فإن ايهود باراك هو الآخر في أزمة وكذلك معظم الزعماء وخاصة تسيبي ليفني والأحزاب السياسية المتنافسة . مشكلة باراك هو أنه ومنذ خروجه من حزب العمل وتحالفه مع الليكود فقد أرضيته الانتخابية ووزنه السياسي لدرجة أن نتنياهو لم يؤمّن له مقعداً بين المقاعد العشرة الأولى في قائمته الحزبية الانتخابية، ويرجع البعض تمرد باراك على نتنياهو لهذا السبب بشكل أساسي، أما ليفني التي فقدت زعامتها لحزب المعارضة فإنها باتت مضطرة لتشكيل كتلة انتخابية جديدة تتزعمها، أقرب إلى أن تكون كتلة تمثل يسار الوسط، وربما تلجأ إلى باراك للمشاركة في هذه الكتلة على أمل تقديم بديل لحكم نتنياهو .

هذا الطموح المأزوم لكل من باراك وليفني لا يقارن بأزمات نتنياهو الذي فشل في علاقته مع الرئيس الأمريكي أوباما بسبب إصراره على إجبار الرئيس أوباما على تحديد وإعلان خط أحمر لبرنامج إيران النووي تكون الحرب الأمريكية على إيران هي الرد المباشر إذا ما تم تجاوز هذا الخط . توقيت إصرار نتنياهو على إجبار الرئيس الأمريكي على إعلان هذا الخط الأحمر أساء للعلاقات بينهما وحرم نتنياهو من لقاء الرئيس الأمريكي في نيويورك لأن الأخير أدرك مدى تجاوز نتنياهو في احراجه في وقت غير مناسب انتخابياً . خطأ نتنياهو مع أوباما، وضعه في موقف من يتعمد الإساءة للرئيس الأمريكي انتخابياً، وبعد تمسك أوباما بموقفه الرافض لإعلان خط أحمر لإيران اضطر نتنياهو للتراجع، وكان هذا فشلاً ذريعاً أساء له كثيراً داخل »إسرائيل« .

كما أن حادث الطائرة من دون طيار التي اخترقت الأمن »الإسرائيلي« شكّل أزمة إضافية لنتنياهو، لذا تعمدت »إسرائيل« الصمت والتعتيم على تداعيات هذه الحادثة في محاولة لطمس هذه التداعيات وتحجيمها في أضيق نطاق، والإسراع بنشر بطاريات »صواريخ باتريوت« الأمريكية قرب حيفا شمال فلسطين المحتلة، كل ذلك لم ينجح في تبديد جدية القلق والشعور بالخطر الذي فرض نفسه، ما أدى إلى تفاقم أزمات نتنياهو وحكومته، وكان اللجوء إلى الانتخابات المبكرة كمحاولة للهروب من استحقاقات هذه الأزمات، وانشغال الرأي العام داخل الكيان بالانتخابات، قبل أن تندلع تظاهرات واحتجاجات اجتماعية باتت مؤكدة، لكن الهروب إلى الأمام ليس مأموناً دائماً خصوصاً وأن الأزمات الراهنة، سواء كانت سياسية أو أمنية أو اقتصادية، ليست من الأزمات التي يصعب الهروب منها بل ستبقى تلاحق من سيحكم »تل أبيب« .

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required