مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

التفلت الإسرائيلي على غزة، هو السياق الذي يراه ثنائي نتنياهو ـ إيهود بارك ملائماً وسهلاً لرفع رصيدهما الانتخابي. والصحافة الإسرائيلية نفسها، تنبهت الى هذه الانتهازية في العمل، وقارنت بين ردود الفعل الهزيلة على التطور في الجولان، والقصف الذي تتعرض له غزة. ذلك علماً بأن المحسوم في مراكز الدراسات الصهيونية، أن نظام الأسد، هو الأنسب لإسرائيل، وأن «حماس» أفضل من غيرها لحكم القطاع، وهذا ما كتبه أليكس فيشمان يوم الأحد الفائت، مع إشارة الكاتب نفسه، الى أن «حماس» تحاول بمناورة التراخي مع الفصائل «الجهادية» إظهار عجز القيادة الإسرائيلية قبل الانتخابات، بينما هي تعرف أن معضلة هذه القيادة «تكمن في التزامها المصلحي، بالحفاظ على محدودية العمل العسكري، لكي لا تعرّض حماس الى وضع تشعر فيه بأنها تفقد الحكم. فليس لإسرائيل مصلحة في استبدال حماس بجهة أخرى أكثر تطرفاً»!

هذا ما قاله بالحرف، أليكس فيشمان في «يديعوت أحرونوت». أما عمير ربابورت، فقد كتب في «معاريف» يلتمس العذر لحركة «حماس» التي تتعرض لضغوط منظمات وصفها بـ «العاقة» وقال إن استخبارات الجيش الاسرائيلي ترى أن كل الجهات في قطاع غزة تدير أجندات خاصة بها وهي أجندات لا تتطابق بالضرورة مع ارادة قيادة «حماس». ويقول إن «لجان المقاومة» في جنوب قطاع، كانت هي المجموعة « الوحيدة التي وصفها بـ «العاقة» في وقت معيّن «أما اليوم فيمتلئ القطاع بالمنظمات التي تستمد ايديولوجيتها (واحيانا تعليماتها) من محافل الجهاد العالمي. مقابل ذلك فإن مصلحة حماس في الأساس تكمن في الحفاظ على الهدوء، لا سيما من أجل السماح للإخوان المسلمين باستكمال سيطرتهم على مصر دون وجع رأس في الشمال، ولكن المنظمة تتعرض لضغط شديد، للسماح بالعمليات ضد الجيش الاسرائيلي على طول الحدود. وقد اشتد الضغط في ضوء ما بدا في غزة كقيود كبيرة على استخدام قوة الجيش الاسرائيلي عشية الانتخابات»!

* * *

مثلما نلاحظ، فإن تعليقات الصحافة الإسرائيلية، تتفهم ظروف الحكم في غزة، وترى أن التصعيد الإسرائيلي لا يُرجى منه خير، طالما أن «حماس» لا تنوي التصعيد. وهذه الإشارة الأخيرة، يوضحها مسار الأحداث، إذ تتجه اللغة الحمساوية الى التركيز على مقايضة التهدئة بمثلها، ويتم التوصل الى تفاهمات بينها وبين الفصائل، على هذا الأساس. وهنا، نحن لا نعيب على «حماس» نزوعها الى التهدئة، ولا نخالف منطق الصحافة الإسرائيلية التي ترى في الاعتداء على غزة حماقة ومزاودة انتخابية. لكننا في المقابل نُذكّر بأن سعي السلطة الفلسطينية الى التهدئة، في ظروف كان يمكن الاستفادة منها سياسياً؛ قوبل من «حماس» بالإدانة والتخوين. اليوم نحن بصدد تهدئات مجانية مرتجاة، وغير ذات فحوى سياسي، وبمنطق لا ضرر ولا ضرار. الآن، إن كانت «حماس» عاجزة، عن الاستفادة سياسياً من تهدئتها، فإن موقفها نفسه، يسوّغ ذهابها الى وضع آخر، تتحد فيه الورقة السياسية الفلسطينية، وتُستعاد وحدة الكيانية وتُستبعد المخاطر المتربصة بها. كان الخلاف في الذريعة المعلنة، أن السلطة تعارض المقاومة المسلحة، وها هي «حماس» تنال من الإعلام الإسرائيلي إقراراً مزدوجاً، وهي أن لا مصلحة لإسرائيل في زوال حكمها، وأن هذه الحركة لا تنوي شراً بإسرائيل، وإنما هي تتعرض لضغوط. فما الذي تبقّى لـ «حماس» من ذرائع، لرفض عملية المصالحة الوطنية، سوى مباهج الحكم لها ولجماعة «الإخوان» في المنطقة؟!

* * *

بخلاف ذلك، بدا أن النظام السوري و»حماس» يقرأان عن شيخ واحد، في مسألة احتكاكات الحدود. فغرفة العمليات المشتركة، بين «حماس» والفصائل على يسارها، غرضها تطيير رسالة الى الاحتلال، قوامها أن غاراتكم على غزة تحرجنا، وربما تتسبب في خسارتكم لحكمنا، وعندئذٍ ستجدون أنفسكم في مواجهة بدائل من هذا الطراز. كذلك فإن القذائف السورية في الجولان، عندما تزامنت مع وجود معارضة مسلحة في المنطقة، غرضها إبلاغ الإسرائيليين أن المنطقة ستتحول الى قندهار جديدة. فالأفضل لكم هو الحكم الأسدي. لكن دقة الرصد الإسرائيلي حددت مصدر النيران، وتأكدت أنها من الجيش النظامي.

المحتلون بدورهم، يريدون من خلال قصف الناشطين من الفصائل، ومن خلال الغارات في مواضع خالية، توفير السبب الذي يساعد «حماس» على قيادة عملية التهدئة من جديد، وهكذا كان!

ما ينبغي الإشارة إليه في خاتمة هذه السطور، أن النضال الفلسطيني، لم يكن في أي يوم، بهدف المناورة، ولا هو لخدمة أجندات آخرين، ممولين أو حلفاء. واجبنا الأخلاقي والوطني ـ والشرعي ، إن شئتم ـ هو أن نتذكر الدماء التي تسفك، والشباب الذين يسقطون شهداء وتفقدهم عوائلهم، بينما بقاؤهم بيننا، بأرواحهم الثائرة الطاهرة، هو نفسه الحفاظ على القوة وعلى الرباط!

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required