مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

الآن وقد توقفت الحرب على غزة بتوقيع أول اتفاق تهدئة بين “إسرائيل” والمقاومة الفلسطينية وحماس بدور مصري مباشر عبر عن موقف المقاومة الفلسطينية وحماس، ودور أمريكي عبر عن الموقف “الإسرائيلي” كالمعتاد، تثور العديد من التساؤلات التي فرضتها هذه الحرب ونتيجتها، وأول هذه التساؤلات عن احتمالات إنهاء الانقسام السياسي الفلسطيني في ظل المعطيات الجديدة، والسؤال الثاني عن دور حماس المستقبلي بعد اتفاق التهدئة، والسؤال الثالث عن مستقبل السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس . وهناك العديد من التساؤلات الأخرى التي تتعلق بمستقبل المقاومة، والدور العربي المتوقع، ودور مصر من غزة والسلطة الفلسطينية، ومستقبل السلام والمفاوضات .

في الإجابة عن التساؤلات الثلاثة الأولى، فهي حرب سياسية بامتياز . ولذا ستكون نتائجها أكبر بكثير من الحرب الأولى على غزة، فإذا كانت الحرب الأولى قد عززت الانقسام، فحركة حماس التي نجحت بشكل واضح في توظيف الحرب الأولى لتثبيت وجودها وخياراتها بفضل الدعم المالي والعسكري الذي تلقته من عدد من الدول وخصوصاً إيران، فإن ما يؤكد لنا صحة هذه الاستنتاجات، فشل كل محاولات المصالحة خلال السنوات الماضية، وقد تتحمل السلطة أيضاً مسؤولية في ذلك . الوضع سيختلف في هذه الحرب، فالحديث لا يدور الآن على الانقسام ، أو الحديث عن حكومة مقالة أم لا، ولكنه يدور الآن على الدور الذي يمكن أن تقوم به حركة حماس في العملية السياسية على مستوى التسوية السياسية، وهذا رهن بالإقرار بدور حركة حماس، وبالحصول على مزيد من الشرعية الإقليمية والدولية للحركة، وقد اتضحت معالم هذا التحول باعتراف وإقرار بقوة حركة حماس، وقدرتها على تحقيق أي تسوية، وذلك بحكم الشعبية التي جنتها من حربين متتاليتين لم تزدها إلا قوة .

وهذا التحول له دلالات سياسية ستنعكس على الحالة الفلسطينية، وحتى يكتمل هذا الدور قد يكون من الضروري إنهاء الانقسام ولكن مع الأخذ بهذا التحول في دور حركة حماس، وهو ما يستوجب تفكيك كل مؤسسات السلطة بما فيها منظمة التحرير أخذاً في الحسبان هذا الدور، وكأنه دور إحلالي لما قامت به حركة فتح منذ الثورة، ثم التحول إلى العمل السياسي التفاوضي، وهذا العمل التفاوضي يحتاج إلى من يكمله ويقوده، وهذا هو الاختبار الحقيقي لحركة حماس في مرحلة ما بعد الحرب . وما يعزز هذا الاستنتاج الدور الذي تقوم به مصر، ودور حركة الإخوان المسلمين وتثبيت حكمهم وسيطرتهم على كل مكونات الدولة المصرية، بل الذهاب بهذه الاستراتيجية إلى أبعد من الحدود المصرية أي على مستوى المنطقة كلها، وحتى يتحقق هذا الهدف فالخيار العسكري مع “إسرائيل” مستبعد، ويفرض التحول نحو التسوية السياسية والدور التفاوضي والسياسي للحركة، وهذا قد ينعكس على الحالة السياسة الفلسطينية .

وفي هذا السياق يتم تعزيز خيار الانقسام بإطار ومعطيات جديدة للمصالحة . وكما معروف في أدبيات الحرب، فإن السلاح له وظيفة سياسية، إذ إن أهم الدروس التي يمكن أن تستوعب من هذه الحرب، إن القوة المسلحة والعنف لن يحلا مشكلة غزة التي باتت تشكل قلقاً لجميع القوى الإقليمية والدولية، وخصوصاً مصر التي تربطها علاقة خاصة بغزة تحكمها اعتبارت أمنية وسياسية وإخوانية، فلا بد من البحث عن صيغة سياسية ما لحل هذه المشكلة، وهذا يفسر لنا الزيارات العربية التي تدفقت على غزة، والتي تحمل في مضامينها اعترافاً بحماس كفاعل ليس فقط رئيساً بل قد يكون بديلاً للسلطة الفلسطينية القائمة، وهذا الاعتراف حتى يكتمل لا بد من دور سياسي يعطى لحركة حماس يتعلق بموضوع التسوية السياسية . وهذا التصور قد تشجعه الولايات المتحدة و”إسرائيل” .

هذا هو السيناريو الذي تحمله مخاطر هذه الحرب الأخيرة على غزة، والتي ستركز فيها المقاومة على جني هذه الثمار السياسية بعيداً عن السلطة التي كانت بعيدة عن كل المحاولات والوساطات السياسية لوقف الحرب الأخيرة، وصياغة بنود التهدئة التي قد تكون بداية لخيار التفاوض . وفي مقابل هذا السيناريو يبقى السؤال: هل من مصلحة لبقاء السلطة الوطنية الفلسطينية ودعمها والحيلولة دون انهيارها باعتبارها البديل الوحيد والقادر على اكتمال خيار التسوية السياسية من خلال مفاوضات جديدة على أساس الدولة الفلسطينية؟

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required