مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
لقد شكل قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤرخ في 29/11/2012 تتويجا لنضال الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وانتصارا للقرارات الدولية التي أسس لها القرار 181 بحق الفلسطينيين بأن يكون لهم دولة كباقي شعوب المعمورة, ولكن تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بحصولنا على هذه الدولة لا يمثل نهاية المطاف وإنما يعتبر بمثابة إصدار شهادة ميلاد لهذه الدولة يتطلب تكريسه على أرض الواقع لعمل وجهد دؤوب بتبني إستراتيجية وطنية تعتمد على عمل داخلي وخارجي من أجل تحقيق متطلبات الدولة المستقلة, لأن هذا الانتصار لا يمكن له أن يطبق فعليا إلا من خلال توفر متطلبات تنفيذه على أرض الواقع في ظل الاحتلال وسياسته الرافضة لهذا القرار والمقابلة له بإجراءات استيطانية من أجل إفشاله وإبقائه حبرا على ورق.

فعلى الصعيد الخارجي يجب على القيادة الفلسطينية تكثيف جهودها سياسيا بتوظيف دبلوماسيتها من أجل خدمة قضيتها الوطنية وحشد الدعم الدولي من أجل تنفيذ هذا القرار وفضح إجراءات الاحتلال الإسرائيلي ومشاريعه الاستيطانية الهادفة للإبقاء على الاعتراف الأممي بدولة فلسطين حبرا على ورق بشكل يجعل من الاستحالة إقامة دولة متواصلة جغرافيا من خلال تنفيذ خطة(E1) الاستيطانية من جهة والقيام بإجراءات عقابية بحق الحكومة الفلسطينية من شأنها أن تقوض وجودها مما جعلها على حافة الانهيار نتيجة سياستها تجاه حجز أموال العائدات الضريبية مما أثر على مكانتها وقدرتها بالوفاء بالتزاماتها وعدم قدرتها بالوفاء بفاتورتها الشهرية التشغيلية, والذي يتطلب من القيادة الفلسطينية اتخاذ إجراءات لمواجهة خطوات الاحتلال التي تهدد بقاؤها والقيام بتنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة على الأرض بالشراكة مع المجتمع الدولي والدول التي أيدت قرار قيام دولة فلسطين على حدود السابع من آذار عام 1967 بالبدء بتنفيذ الاتفاقيات الدولية التي تكرس واقع دولة مقابل دولة في العلاقات الثنائية وتطبيق ما جاء في اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة وملحقاتها وتأصيل التعاون الدبلوماسي بين الدولة الوليدة والدول التي اعترفت بها وصوتت لصالحها في الجمعية العامة للأمم المتحدة بتنفيذ بنود القانون الدولي الدبلوماسي والقنصلي على دولة فلسطين وانضمامها لاتفاقيتي فينا عامي 1961و1963 المنظمة للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية وما يترتب عليها من التزامات تجاه هذه البعثات ومواطنيها في تلك الدول واستبدال جواز السفر الحالي بجواز سفر يحمل اسم دولة فلسطين مع حفظ كافة الحقوق لحامله كمواطن دولة مستقلة.

وقانونيا يجب الانضمام لمنظمات الأمم المتحدة وفي مقدمتها محكمة الجنايات الدولية من أجل ملاحقة الاحتلال ومعاقبته على جرائمه ضد الشعب الفلسطيني والعمل على تطبيق قرار محكمة لاهاي فيما يتعلق بالجدار وكافة القرارات الدولية المدينة للاحتلال والاستيطان والتي تحرم على الاحتلال استغلال مكونات وثروات أرض الدولة التي يحتلها وإلزامه بالحفاظ على تماسكها الجغرافي وتأدية كافة الحقوق تجاه الشعب الذي يقع تحت احتلالها كونها تقوم باحتلال دولة لها ارض يعيش عليه شعبها, وهذا من شأنه أن يضع حدا لسياسة التهويد والاستيطان التي يمارسها الاحتلال على الأرض بعد أن أخذت صيغة دولة تقع تحت الاحتلال وليس كما يدعي بأنها أرض متنازع عليها.ومن أجل تكريس واقع جديد على الأرض يجب العمل على تنفيذ الاتفاقيات والقرارات الدولية على هذه الدولة الوليدة التي تكفل لها حقها القانوني وحمايتها في حال تعرضت لها أي من الدول الأخرى من خلال العمل على تطبيق بنود اتفاقية الأمم المتحدة المقرة عام:1982 المتعلقة بقانون البحار والحدود الذي يمكنها من فرض سيادتها على كامل حدودها, وحق استخدام الموارد الطبيعية المتوفرة داخل أراضيها التي كان الاحتلال يهيمن عليها, والذي سينعكس إيجابا على الوضع القانوني لأسرانا في سجون الاحتلال وسيزيل عنهم صبغة الإرهاب التي يدعيها الاحتلال لأسرى حرب تنطبق عليهم كافة الأعراف والقوانين الدولية المختصة بمعاملة أسرى الحرب.

وعلى الصعيد الداخلي فنحن الآن بحاجة أكثر من أي وقت مضى لتبني إستراتيجية وطنية تعمل على ترتيب البيت الداخلي نابعة من الذات الفلسطينية الواحدة بعيدا عن الإملاءات والأجندات الخارجية التي تسعى لبقاء الحال الفلسطيني على ما هو عليه لتبقى أرض فلسطين ساحة لتصدير أزماته الداخلية, والاستفادة من الأجواء الإيجابية بعد الانتصارين العسكري الذي حققته المقاومة في قطاع غزة والسياسي الذي حققته الدبلوماسية الفلسطينية بالجمعية العامة للأمم المتحدة بالحصول على اعتراف أممي بدولة فلسطين, والذي يترتب عليه إنهاء الانقسام والبدء بتطبيق بنود اتفاق القاهرة لكي يتسنى لنا العمل موحدين على وضع لبنات هذه الدولة على الأرض ومواجهة سياسة الاحتلال المالية والاستيطانية التي تعمل للحيلولة دون تنفيذ هذا القرار مما يتطلب رص الصف الفلسطيني والتعالي على الجراح والخلافات الداخلية في سبيل قضيتنا الأسمى التي دفعنا الغالي والنفيس من أجل وضع اسم دولة فلسطين على خارطة العالم وإنهاء آخر احتلال عسكري معاصر على الأرض.والقيام بإجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية وإعادة ترتيب منظمة التحرير تمهيدا لإقرار دستور منظم للحياة العامة بالدولة والذي لا يمكن له أن يتحقق إلا من خلال المضي قدما بتحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام, فلا يعقل أن يبقى الوضع الفلسطيني الداخلي يعاني من التداعيات السلبية للانقسام التي أثرت بشكل واضح على مكانة السلطة الفلسطينية مهددة بها بالانهيار في ظل الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها وإجراءات استيطانية للحيلولة دون إقامة دولة فلسطينية متماسكة جغرافيا بين شطري الوطن لكي نصل في نهاية المطاف لواقع يفرض نفسه على الأرض كتطبيق عملي لخطط تهويدية تحاك في الظلام من أجل تصفية القضية الفلسطينية وتقزيمها لتصبح قضيتنا هي دولة فلسطينية في قطاع غزة مع إمكانية اقتطاع شمال سيناء من الأراضي المصرية لصالحها والعمل على تهويد أرض الضفة الغربية واحتلالها بالكامل ضمن نهائيات إعادة ترتيب المنطقة العربية برؤية صهيو أمريكية طرحت ضمن بنود مشروع الشرق الأوسط الجديد.

وفي ظل التغيرات الإقليمية والدولية يبقى تنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بالاعتراف بدولة فلسطين على الأرض رهن قدرة هذه الدول على إلزام الاحتلال الإسرائيلي بالرضوخ لقرارات جمعيته العامة ومدى قدرتها على نسج علاقات متبادلة مع هذه الدولة الوليدة كباقي الدول الأخرى من جهة, وداخليا يبقى مرهون بقدرة القيادة الفلسطينية على إجراء تغييرات جذرية برفع مكانتها لدولة بعلاقتها مع المجتمع الدولي في ظل سيطرة الاحتلال على الأرض والانقسام بين شطري الوطن الذي سيتم التوصل في نهاية المطاف لإدارته وليس إنهائه الذي زاد من تعقيدات الوضع الداخلي الذي لا يبشر بقرب إحداث اختراق للوضع القائم والبقاء رسميا دولة حبر على ورق وفعليا دولة تحت احتلال.

مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات والأبحاث faresdhaher@hotmail.com

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required