مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
جملة القضايا المطروحة على طاولة الحوار هذه الأيام في القاهرة كبيرة وهي من النوع الثقيل على كاهل كل طرف من الأطراف التي حضرت بقلب منفتح إن صدقت نواياهم وقد التقت بابتسامة عريضة على شاشات التلفزة ووسائل الإعلام رغم ثقل تلك الملفات المطروحة على طاولة الحوار خاصة فيما يتعلق بملف منظمة التحرير الفلسطينية ، الأمر الذي يجعل من عجلة المصالحة تسير ببطيء شديد إن لم تكن تراوح مكانها مع بعض عمليات التعثر أحياناً خاصة في تلك الملفات التي يقال عنها جوهر الخلاف والمتعلقة بالمحاصصة الحزبية داخل أطر منظمة التحرير الفلسطينية التي وضعت على الطاولة لإعادة صياغة هياكلها المختلفة ، وبحجم هذه الملفات يكون الخلاف وتكون الصعوبة في التوصل إلى حالة وفاق كامل خاصة وأن الكل يبحث عن حصة هو قررها لنفسه ولحزبه ، بالإضافة إلى جملة من الملفات الأخرى والمتعلقة بالحكومة القادمة التي ستتشكل كحكومة انتقالية تقوم بالتحضير إلى الانتخابات التشريعية والرئاسية في فترة زمنية يتم الاتفاق عليها فيما بينهم .

وكما هو معروف فإن الانقسام الفلسطيني غير مرتبط فقط بموقف الفصائل الفلسطينية وجديتها ومدى تأثرها بالعوامل الإقليمية والدولية والمحلية فحسب بل إن هناك عوامل أخرى تتحكم بهذا الانقسام منها الإرادة الوطنية الجماهيرية الجادة والحقيقية ومدى تفاعل مؤسسات المجتمع المدني والوعي العام لدى الجمهور الفلسطيني والذي تؤثر مواقفه على سياسات ومواقف الفصائل ، عوضاً عن سياسات الاحتلال التي لها تأثير مباشر وآخر غير مباشر على تحقيق المصالحة وعودة لحمة الوطن بين الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة وعليه فإن فرص تحقيق المصالحة تبدو قليلة وضعيفة رغم كل التفاؤل الذي يصل إلى حد الإفراط أحياناً من قبل قادة الفصائل والذين لا يقولون الحقيقة دائما خاصة هذه الأيام التي يشوبها الحذر من كل تصريح يخرج هنا أو هنا ، من هذا الطرف أو ذاك ، فالكل يحاول من جانبه أن لا يكون هو السبب في فشل جولات الحوار ويريد ان يأتي سبب الفشل من الآخر .

قد يقول البعض أن هذه نظرة متشائمة وغير واقعية وقد يراها الكثيرون أنها أحكام مسبقة وفي غير أوانها وعلينا أن نتروى حتى تنتهي جلسات الحوار المنعقدة في القاهرة هذه الأيام ، إلا أنني أرى أن تجربة الحوار في القاهرة عبر سنوات طويلة في السابق ولدت لدينا قراءة واحدة هي أن المصالحة غير ممكنة في ظل الظروف الراهنة وفي ظل ضعف الموقف الشعبي الفلسطيني الذي لا يقوم بما هو مطلوب منه للضغط على الفصائل الفلسطينية من اجل إتمام المصالحة وفي ذات السياق فإن المحاصصة الحزبية لا يمكن أن تفضي يوماً للوصول إلى تفاهمات قد تؤتي ثمارها على الأرض ، وبالتالي ستبقى المصالحة تراوح مكانها بالانتظار .

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required