مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
لا يمر أسبوع من حياتنا اليوم إلا ويحتل شريط الأخبار على تلفزيون فلسطين نبأ رحيل أحد المتقاعدين العسكريين أو المدنيين أو الدبلوماسيين من أبناء الرعيل المؤسس للثورة الفلسطينية المعاصرة وممن ملأوا الدنيا وشغلوا الناس ذات يوم.

هؤلاء الأبطال وعلى اختلاف مواقعهم كانوا ذات يوم محطة مهمة من محطات النضال ممن أفنوا حياتهم بإصرار وأنهوا عملهم باقتدار فاعتكفوا جانبا واعتلاهم الهم والمرض ونال منهم الموت وربما بعد أن قصر معهم البعض في الرعاية والاهتمام والتكريم.

ومع رحيل هؤلاء يرحل جزء أصيل ومهم من تاريخ الثورة الفلسطينية الذي لم يحظ من قبل الكثيرين منا بتسجيل شهادات الراحلين قبل وفاتهم والاستماع لرأيهم ومواقفهم وتجاربهم على اختلافها وتفاوتها من حيث المحتوى والموقع.

فهكذا وببساطة يندثر تاريخنا المقاوم بعد أن قصّرنا في تدوينه شفهيا وكتابيا وبعد أن بات الهم نزيل صدور الراحلين فاحتلهم اليأس آخر أيامهم وآثروا الصمت وعدم تدوين تجربتهم.

نعم يرحل هؤلاء اليوم في زمن يحاول البعض نكران تاريخنا واغتياله بل اعتبار الزمن وكأنه قد بدأ عنده. يرحلون أيضا بينما تحاول إسرائيل شطب الهوية الفلسطينية وموروثنا الثقافي من خلال السعي المحزن لمحو التاريخ والجغرافيا، وبينما ترتدي مضيفاتها على طائراتها الثوب الفلسطيني وتدرج أطباقنا الشعبية في أسواق العالم وكأنها إسرائيلية الأساس والمنشأ.

زمن سمحنا لأنفسنا بموت الذاكرة دونما أن نقاتل وبصورة جدية لتدوينها والاحتفاظ بها باعتبار أن وقتها قد فات وأن نجمها قد أفل وأن سير الحي أبقى وأجدى من سير المقتربين من الموت.. زمن لا يحق لنا فيه أن نعتب لعدم معرفة أبنائنا بعبد الفتاح حمود وأبو علي إياد وماجد أبو شرار وغسان كنفاني والقائمة طويلة وطويلة جدا تضم في ثناياها ملاحم عدة في غور الصافي والفاكهاني وحمام الشط وكل الوطن والقائمة أيضا تطول وتطول!

اليوم يأتينا من يحاول أن يغتال الجغرافيا بجرافاته وقراراته الجائرة بينما نحن ودون دراية أو تنّبه ربما نغتال التاريخ المعاصر في مشهد يحتاج وبصورة آنية للتدارك والتصويب، وإلا وكما قال أحد المتقاعدين بأن المتوّفى منهم لن يكون سوى خبر عابر على شريط الأخبار التلفزيوني.

نعم اليوم نحتاج لتدارك تاريخنا الذي يموت من خلال تدوين سير الأبطال والفرسان الذين ترجلوا، وأولئك العاملين في مواقعهم ليس لأننا نقارع محتلا فحسب بل أيضا لأننا لا نريد لأطفالنا أن يقتنعوا ذات يوم بأن تاريخ الثورة قد بدأ بالأمس القريب.

نعم نحن نحتاج لأبنائنا بألا يقعوا ضحية التضليل والافتراء الذي يمارسه البعض ضد مسيرتنا الوطنية وتاريخها الناصع فيصبح العطاء المشرف وكأنه طفرة بينما يكون السوء والفشل هما واقع الحال وسمته السائدة.

التاريخ لم يبدأ البارحة ونحن لسنا أمواتا اليوم، لذا فلنبدأ قبل أن يرحل الجميع بتدوين تاريخ ثورتنا المعاصرة وبصورة واسعة قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم!!

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required