مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
انتهت لقاءات القاهرة، واختلفت رؤى وتقييمات كل المشاركين بها بعضهم عن الآخر، وتعاملت أطراف مع نتائجها ليست بما حققته فعلا، بل لمنع وصفها بأنها عجزت عن تقديم ما كان ينتظره الشعب الفلسطيني، لذا برزت أصوات تعمل بكل ما لها من "قدرة لغوية ونبرة صوتية" لتقنع أن هناك "تقدم ملموس وأفضل مما كان" قد حدث في اللقاءات، وكالعادة بشرونا بمزيد من "النجاحات" ما زالت تنتظرهم في أحد فنادق القاهرة التي اصابها الدفْ بحضور فلسطيني واسع من قيادات ومرافقيهم، وشخصيات وصحافيين، لقاءات سننتظرها كما هو التقليد ايضا، وسنرى أين ستقود شعب لا خلاف ابدا أنه يستحق أفضل كثيرا مما لديه..

وبعيدا عن البحث فيما يمكن وصف نتائج تلك اللقاءات، نجاحا أم فشلا، تقدما أم تأخرا، صدقا أم خداعا، فما يمكن قوله أن هناك كثير من النقاط والمسائل الجوهرية التي لم نر منها موقفا، ولقد تحدث بعض من قادة "الفصائل عنها" بعد اللقاءات لتكشف أن القضايا الجوهرية لم يتم التعرض لها من حيث المبدأ، بل ولا يزال نقاشها "حائرا" تبحث عن من يضعها في مكانها الصواب..وأبرز تلك الأسئلة ما يتعلق بالمؤسسات الوطنية، وارتباط العملية السياسية المقبلة بها..

وتبدأ بتحديد طبيعة الانتخابات القادمة، هل ستكون انتخابات لرئيس "السلطة الوطنية" أم لرئيس "دولة فلسطين" وهل ستكون انتخابات لـ"المجلس الشتريعي" للسلطة الوطنية كما حدث في تجربتي 1996 و2006 ووفقا للنظام الأساسي القائم اليوم، أم هي انتخابات لبرلمان "دولة فلسطين"، سواء كانت انتخابات "مجلس تأسيسي" أم "برلمان" مباشر، هذه الأسئلة التي هي بالأساس عناوين المرحلة المقبلة لم يتم التوقف أمام اي منها، رغم أنها جوهر العملية، وحاولت كل الأطراف "التواطئ الموضوعي" لعدم البحث في تلك الأسئلة، كي لا يعتقد كل طرف أنه سببا في "فتح الاتفاقات الموقعة" بين الأطراف..وكأن "الاتفاقات مقدسة" عن النصر التاريخي!

ومن جملة الغرائب التي تهل بين حين وآخر على المشهد الفلسطيني هي كيفية التعامل مع تطور الأحداث السياسية، فأن تهرب الفصائل أو قياداتها المجتمعة في القاهرة، من تناول نتائج المتغير الجوهري على القضية الفلسطينية المتمثل في الاعتراف بدولة فلسطين كعضو مراقب بالامم المتحدة ضمن حدود واضحة ومعلومة، وتعاملوا معها وكانها "خبر عاجل" تم الاستماع عليه وانتهى الأمر، واعلن بعضهم عن ترحيبهم به، ليعودوا الى تناول "جدول الأعمال" المتفق عليه!..

أي غرابة تقف خلف ذلك التعامل مع الحدث الأبرز لفلسطين بعد إنطلاقة ثورتها المعاصرة، فالاعتراف بفلسطين دولة في الامم المتحدة هو المنجز الأبرز للشعب الفلسطيني سياسيا خلال مسار الثورة الفلسطينية المعاصرة، فلأول مرة في تاريخ نضال الشعب الفلسطيني يصبح له "دولة وطنية" معترف بها رسميا، وعلمها يرفرف بين سواري أعلام الدول الأعضاء، حقيقة سياسية هي الأهم، لا تزال مواقف "فصائل" حائرة نحوها، بل لم تتكرم حتى بمناقشة ما سيكون اثرها، وأن كل الخطوات السياسية القادمة سترتبط ارتباطا وثيقا بـ"دولة فلسطين" لا سواها..

على القيادة الفلسطينية أن تعلن رسميا، وقبل اي جولة حوار قادمة الأجوبة على الأسئلة الحائرة التي تتناولها من حين لآخر، وأن تنهي حالة "الشك والريبة السياسية" التي أنتجتها "لقاءات القاهرة" الأخيرة بخصوص الموقف من "دولة فلسطين"، وعليها أن تقرر وبشكل حاسم أن الأساس الذي يحدد مسار الخطوات القادمة للمصالحة الوطنية يجب أن ينطلق من حقيقة "دولة فلسطين" مؤسسات ورئاسة وتمثيلا.. وعليه ستكون الانتخابات لرئاسة الدولة وليس لغيرها، وأن الانتخابات المقبلة ستكون لبرلمان الدولة ولا سواه، وأن القانون الاساسي للسلطة الوطنية لن يعود قائما بمجرد الانتهاء من صياغة "الدستور المؤقت" للدولة الفلسطينية، والحكومة القادمة هي حكومة لـ"دولة فلسطين"، كما أن القانون الفلسطيني العام للدولة والمنظمة يجب أن يتكاملا ولا يتناقضا ارضاءا لنزعة هذا الفصيل أو ذاك، وهو ما يتطلب الاقرار مسبقا أن برلمان "دولة فلسطين" هو جزء لتجسيد المجلس الوطني في الداخل الفلسطيني ولذا انتخاباته لا تحتاج انتخابات أخرى، ولا يمكن أن نجعل من رغبة ما أو قانون ما أن يكسر وحدة المؤسسة الوطنية والقضية الفلسطينية..

وبدلا من التيه بين أي قانون سيكون لكل من المجلس والبرلمان، يجب الانخراط بنقاش كيف يمكن ادارة المرحلة الانتقالية لدولة فلسطين، وتشكيل مؤسساتها الضرورية وفي المقدمة منها تشكيل المجلس التأسيسي والمفترض أن يكون من أعضاء المجلس التشريعي والمركزي وشخصيات وطنية محدودة العدد تكون اضافة نوعية وليس اضافة فصائلية.. يبدأ فورا بتشكيل حكومة للدولة ليس بالضرورة أن تكون برئاسة الرئيس عباس وتستمر الى حين ترتيب الانتخابات المقبلة ضمن مهام وسياسة يحددها المجلس، ويتولى المجلس التأسيسي اقرار صيغة "الدستور المؤقت" وقانون الانتخابات المقبلة.. ورسم خطوط السياسة المقبلة للشعب الفلسطيني ومراجعة الاتفاقيات المبرمة مع دولة الاحتلال، وسبل استكمال مرحلة التحرر والاستقلال..الى جانب تحديد شكل العلاقة القادمة بين منظمة االتحرير ودولة فلسطين بكل مؤسساتها..

تلك هي القضايا التي تنتظر المناقشة ولا غيرها، وما يفترض الاعلان عنه قبل اي جولة جديدة، وكفانا عبثا بما حدث..وكل ذلك يتطلب الانطلاق من وحدة الرؤية لترسيخ هذه الحقيقة، ولن يسمح لأي كان القفز عنها أو تجاهلها، ومن لا يقبل بذلك عليه الاعلان الصريح عن موقفه، وليواجه الشعب الفلسطيني بذلك عندها!

ملاحظة: الحديث عن "تزوير الانتخابات" من قبل قادة حمساويين ليس سوى رسالة شؤم ..وهل مظاهرات غزة ايضا كانت "تزويرا" لرغبة اهله في التحرر من حالة خطف طال أمدها!

تنويه خاص: بدأت الاصوات تنطلق من صفوف المعارضة السورية المتحدثة عن سرقة ثورتهم لصالح مخططات وجهات لم تكن جزءا أصيلا.. ما أخطر "لصوص الثورات"..القبض المبكر عليهم طريق النصر!

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required