مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

“القلق” الذي أعربت عنه الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، تجاه حالة الموت البطيء التي يواجهها أسرى الحرب الفلسطينيون في معتقلات الاحتلال “الإسرائيلي”، لا يكفي ولن يحل أزمتهم أو يوقف مأساتهم أو موتهم بصمت وراء القضبان، وعلى الأغلب فإن هؤلاء المناضلين السلميين لن يحتاجوا إلى قلق الاتحاد الأوروبي والغرب عموماً على حالتهم .

كما هي عادة الغرب في التعاطي مع القضية والحقوق الفلسطينية، دعت المسؤولة الكبيرة في الاتحاد الأوروبي الكيان إلى احترام التزاماته المتعلقة بحقوق الإنسان، تجاه الأسرى، وأتت على ذكر أسماء عدد من المضربين عن الطعام منهم، في سياق إبداء القلق على وضعهم .

ومن ثم عرّجت على دعوة “إسرائيل” إلى التخلي عمّا يسمى “الاعتقال الإداري” الذي لا يخضع لشروط وقواعد جميع القوانين في ما يخص عمليات الاحتجاز، ويرثه الكيان من الاستعمار البريطاني الغابر، ودعت أيضاً إلى احترام حق أهالي الأسرى وتمكينهم من زيارة أبنائهم، ولم تكن المسؤولة الأوروبية لتغفل في كل فقرة من بيانها عن ذكر حقوق الإنسان، والقوانين الدولية، والالتزامات المترتبة على الكيان، وكأنها تحاضر أمام مجموعة من الطلبة الأوروبيين في مبادئ وأسس حقوق الإنسان التي يعرفها العالم الحديث بالاسم فقط لا غير .

أي إنسان وأي حقوق هذه التي تنادي بها؟ وأي حريات؟ وأي التزامات؟ حتى العاجز عن الرؤية يدرك أن هذه جميعاً مفقودة في الكيان، أو بالأحرى مقتولة عن سبق إصرار، لأن الاحتلال بشكل عام لا يفهم هذه اللغة، والاحتلال “الإسرائيلي” إضافة إلى أنه لا يفهمها، فهو يدرك ويصر ويخطط لمواصلة وأدها، وزيادة بث سموم العنصرية والكراهية داخل مجتمعه المستعد أصلاً لمثل هذه الأمور، والأشد تطرفاً من الساسة والعسكر .

في المعركة الحالية التي يخوضها الأسرى لا إمكان لحلول وسطى، وهؤلاء يدركون أنهم أمام أحد خيارين، إما أن ينتصر نضالهم السلمي المشروع ويعانقوا الحرية مجدداً، وإما أنهم سيرتقون كشهداء دافعوا عن الكرامة الإنسانية عامة، وكرامة شعبهم وكرامتهم الشخصية .

لعل هذا الأمر الذي لا تدركه أوروبا ولا الولايات المتحدة ولا الغرب، أو أنهم لا يرغبون في إدراكه، خوفاً من انكشاف عجزهم أكثر أمام غطرسة وتعنت الكيان المحتل، فهم موجودون لحمايته وخدمة أهدافه بالدرجة الأولى، والدليل أنهم، ككل، لا يستطيعون حتى انتقاد جرائمه الصريحة الموثقة، ولا يجرؤون على انتقاده علناً على الأقل، وليس هناك ما هو أكثر من الشواهد على هذه الحقيقة .

كلمات رددها الفلسطينيون ولايزالون، إنهم مستمرون في المعركة التي لا ميزان فيها، ومستمرون في صمودهم الذي لا تدعمه آلة عسكرية ولا موقف دولي أو حلف، لأنهم يدركون أنهم تركوا وحدهم، على أقل تقدير، أمام هذه القوة الغاشمة التي لا تقف عند حد ولا يردعها رادع .

القلق لا يكفي أيها العالم المتحضر الحريص على حقوق بني البشر، القلق سلاح الضعفاء المستسلمين، وقناع تختبئ خلفه وجوه المهزومين، لذلك لا ولم ولن يتوقّف عنده الأسرى الماضون في معركة الأمعاء الخاوية .

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required