مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
انتهى قناصل الدول الأوروبية قبل يومين من إعداد التقرير الدوري السنوي الذي يتناول الأوضاع في الأراضي الفلسطينية. وقد حثّ التقرير دول الاتحاد الاوروبي، كما في الأعوام الماضية، على بذل المزيد من الجهود لتطبيق القيود على التوسع الاستيطاني في المناطق الفلسطينية، بما فيها القدس، وأوصى بعدم منح منتجات المستوطنات الامتيازات التجارية التي تتمتع بها إسرائيل وبالابتعاد عن دعم مشاريع تعاون علمية وبحثية وتكنولوجية أو الاستثمار بمشاريع اقتصادية في المستوطنات المُقامة فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.

في هذا السياق وعلى خلفية إصدار التقرير، لا بد من العودة إلى التذكير بمجموعة من الحقائق التوضيحية ذات العلاقة والتي قد تحتاج المتابعة تراكمياً..

أولا: إن التقرير (الوثيقة) الصادر ليس إلا عبارة عن مجموعة من التوصيات غير الملزمة التي تستند إلى مشاهدات قناصل الدول الأوروبية، يرفعونها بدورهم الى الجهات الرسمية التي يمثلونها. أي أن المهام المنوطة بقناصل الدول الأوروبية لا تتجاوز نقل صورة ما يجري في الأراضي الفلسطينية ومن ثمّ يتم رفعها كتوصيات لصناع القرار.

ثانيا: نلاحظ في كل عام كيف تتكرر المفردات والتوصيات الواردة في التقرير، الأمر الذي يعكس حجم التخاذل المتورط به الاتحاد الأوروبي وتقاعسه إزاء اتخاذ إجراءات عقابية فعلية ملزمة بحق الجانب الاسرائيلي، رداّ على انتهاكاته اليومية المستمرة بدون توقف. (الحديث هنا عن "الاتحاد" كموقف تمثيلي جماعي وليس عن دول أعضاء تتباين مواقفها السياسية إزاء الفلسطينيين).

ثالثا: لا يمكن إغفال حقيقة محاولات الاتحاد الأوروبي المتكررة في الماضي إخفاء التقرير السنوي الذي يصدره عن وسائل الإعلام، وذلك بناء على طلب من الجانب الاسرائيلي كي لا يتسبب ذلك بأزمة في العلاقات "الدبلوماسية" بين الطرفين. فقد كان "الاتحاد الأوروبي" يكتفي بتوزيع بيان صحفي مقتضب يجري التشاور حول مضمونه مع الجانب الاسرائيلي قبل النشر.

رابعا: في 7 آذار 2009، نشر مراسل صحيفة "الجارديان" البريطانية "روري مكارثي" مقالاّ بعنوان "اسرائيل تضم القدس الشرقية"، تناول فيه ما جاء في تقرير الاتحاد الأوروبي عام 2008، حيث أشار "مكارثي" في مقاله أن الجارديان تمكنت من الحصول على نسخة منه في 15 كانون أول عام 2008، أي بعد مضي ستة شهور على صدوره. وكان الاتحاد الأوروبي، قد اتهم الحكومة الإسرائيلية، في حينه، "باستخدام توسيع نطاق المستوطنات وهدم المنازل وسياسات التمييز ضد للعرب والجدار كوسائل لتنفيذ خطة الضم غير القانوني للقدس الشرقية".

خامسا: في 16 كانون الاول من العام 2005، نشرت صحيفة «الشرق الأوسط» خبرا بعنوان: «تقرير الاتحاد الأوروبي المحظور: ممارسات اسرائيل في القدس الشرقية انتهاك للقانون»، ورد أعلاه عبارة "سري للغاية" وأدناه عنواناّ فرعياّ يقول: «الشرق الأوسط تنشر التقرير الذي قرر الأوروبيون عدم تبنيه أو نشر تفاصيله بسبب ضغوط خارجية». وقد تناول الخبر ملخصا للتقرير من ابرز ما جاء فيه أن «بعثات دول الاتحاد الاوروبي الـ25 في القدس المحتلة وتل ابيب ورام الله قد أعدت مسودة تقرير حول ممارسات سلطات الاحتلال الاسرائيلي في القدس ومحيطها. واتسمت المسودة بمجملها بتوجيه الانتقاد الشديد للجانب الإسرائيلي وممارساته في القدس الشرقية، معتبراّ أحياء "التلة الفرنسية" و"راموت" و"بسغات زئييف" و"هار حوما", مستوطنات غير شرعية" (جميعها مستوطنات تحيط بالقدس). كما جاء أيضا بأن الاتحاد الأوروبي قد امتنع في ذاك العام (2005) وبعد مشاورات مع الجانب الاسرائيلي، عن نشر التقرير حتى ولو كمسودة غير رسمية.

خلاصة القول: لم يحرص الاتحاد الأوروبي على تجنب أي حرج للإسرائيليين أو تأزيم العلاقات بين الطرفين، الأوروبي والاسرائيلي من خلال إخفاء تقاريره على مدار أعوام متتالية مضت فقط، وإنما وفّر أيضا للجانب الاسرائيلي غطاءّ مجانياّ ليستمر بإجراءات التهويد في القدس.

فهل سيستمر الاتحاد الأوروبي بتواطؤه هذا؟! الاسرائيليون يحاسبونه ويتحكمون بقراراته، فهل نقف نحن متفرجين؟!

* كاتبة وناشطة مجتمعية- القدس. - rbishara2006@yahoo.com

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required