مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
انتهت زيارة اقوي دولة في العالم عسكريا، إلى أكثر مناطق العالم خطورة وحساسية؛ إلا أن تداعيات وانعكاسات الزيارة على الوضع المحلي ما زالت قيد البحث والدراسة لمعرفة إسرارها والأهداف الحقيقة منها والغير معلنة إعلاميا، والتي حتما لن تصب في صالح الطرف الضعيف؛ وهو ما أكده اوباما متغطرسا، بقوله :إن "(إسرائيل) هي الدولة الأقوى في المنطقة ولديها دعم أقوى دولة في العالم، ويجب الاعتراف بها كدولة يهودية على الأرض التاريخية لليهود".

جرت العادة في العلاقات الدولية أن تبحث الدول عن مصالحها قبل أي شيء آخر؛ دون الالتفات للغة الدموع والعواطف أو الحقوق المشروعة. لغة القوة هي التي لها الكلمة الفصل في نهاية الأمر.

تاريخيا لا توجد ولو حالة واحدة تحرر فيها شعب من محتليه عبر طرف خارجي أو دولة أخرى عطفت عليه وقررت أن تحرره. اوباما تحركة علاقات القوة والمصالح فقط، ولا يوجد مصلحة له عند الضعفاء.

سياسيا، لا يوجد مصالح متبادلة ما بين علاقة القوي بالضيف؛ بل علاقة الإجبار والإكراه، وأمريكا ليست بخارجة عن هذه المعادلة؛ ومن هنا جاء اوباما ليحقق مصلحة أمريكا أولا وأخيرا ضمن رؤيا إستراتيجيه، وهذا قد يتطلب الدفع بخطوات أو إملاء خطوات على الجانب الأضعف لأنه الأسهل والأسرع في الاستجابة لطلبات القوي، عدا عن إمكانية حسم ملفات عالقة، أو تعليق ملفات أخرى بحسب المصلحة الامريكية.

فلسطينيا، لم يلمس المواطن الفلسطيني المحتل والمقهور والمذل يوميا على الحواجز وفي السجون؛ أي تحسن على حياته اليومية نتيجة لزيارة اوباما؛ فلا الاستيطان سيتوقف، ولا الحواجز رفعت، ولا الاعتقالات خفضت، ولا التعذيب اليومي للأسرى انتهى، ولن يطرأ أي تحسن يذكر على حياة الشعب الفلسطيني؛ بل عملت زيارته على تدهور الأمور للأسوأ، بتصريحاته المؤيدة والداعمة لدولة الاحتلال الظالمة، وهو ما قاله بصراحة بان امن دولة الاحتلال هو من امن أمريكا.

قلب اوباما الحقائق بشكل فج وتعمد لي عنق الحقيقة بشكل فاضح؛ بقوله أن حماس ترفض التخلي عن (العنف) أي مقاومة المحتل، الذي تقره القوانين الدولية وهو دفاع عن النفس أمام عنف وإجرام الاحتلال والتوسع الاستيطاني، وتناسى الاستيطان الذي هو مطلب دولي لوقفه؛ هنا نرى أن أمريكا ما زالت على دقتها القديمة.

في العادة ما يقال في وسائل الإعلام وما يشاهد وما يلقى من خطابات كلها تكون للعلاقات العامة وللاستهلاك المحلي، ولا تمت لواقع وأهداف الزيارة بصلة؛ وما يقال خارج الاجتماعات المغلقة غير ما يقال داخلها؛ والذي يعتبر هو محور الحدث والخطوات المستقبلية التي سيتم اتخاذها عبر الإملاء والضغوط.

يمكن قراءة ما جاء لأجله اوباما للمنطقة، فهذا ليس لغزا للمتابعين بعمق لتطور الصراعات، فهو أكد على يهودية الدولة وان فلسطين هي ارض اليهود تاريخيا. هنا تكمن مغالطة تاريخية لا يمكن تحملها أو السكوت عنها؛ فكل من سكن في منطقة لفترة زمنية معينة صار حق تاريخي له فيها؛ فهذا يعني أن العرب لهم الحق في أجزاء كبيرة من فرنسا واسبانيا والبرتغال، بحكم تواجدهم لفترة طويلة هناك ، فهل تقبل أمريكا والغرب بهذا المنطق المعوج ؟ أم أنهم جميعا لا يكيلون بمكيالين فقط؛ بل بعدة مكاييل؟!

غدا، قد يخرج علينا اوباما ومعه الغرب عموما بان يطالبوا بعودة اليهود لخيبر، والجاهلية عبدت الأصنام والأوثان إلى الجزيرة العربية لاحقا؛ بحكم أنهم كانوا قبل بعثة رسولنا الكريم، وهم أحق بحضارتهم وثقافتهم التي كانت تقتل وتوأد الأطفال وتصنع أصناما من التمر لأكلها لاحقا بعد الانتهاء من الصلاة لها ؟!

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required