مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
إن استمرار احتلال "إسرائيل" للأراضي الفلسطينية المحتلة في الرابع من حزيران سنة 1967م يدفع العديد من المسيحيين الفلسطينيين للهجرة، فالاحتلال هو من يقرر من يبقى في المنطقة، فالحياة تكون صعبة حيث يؤثر الصراع القائم على ممارسة الشعائر الدينية، وذلك لأن "إسرائيل" هي التي تتحكم في المناطق التي توجد بها الأماكن المقدسة للمسيحيين، وتتحكم أيضاً في الوصول اليها، ولكل هذه الأسباب فإن العديد من المسيحيين يفضل الهجرة من المنطقة، وبالتالي تهدف "إسرائيل" من وراء زيادة الهجرة المسيحية من فلسطين إلى تفريغها من المسيحيين عملاً بالمقولة الصهيونية "ارض بلا شعب لشعب بلا أرض".

فالهجرة هي حركة سكانية يتم فيها انتقال الفرد أو الجماعة من الوطن الأصلي إلى وطن جديد يختاره نتيجة أسباب عديدة، مثل العلم، البحث عن عمل أفضل، النجاة من الكوارث الطبيعية، أو بسبب الحروب والاعتقال والذي يعتبر من أبرز اسباب الهجرة المسيحية في فلسطين، ومن إيجابيات مثل هذه الهجرات، التعارف بين الشعوب، والحصول على التعليم الجيد، والحصول على خبرات عديدة، والاستفادة من خبرات الشعوب الأخرى.

أما سلبياتها فهي أخطر وأكبر وتتمثل بفقدان كل أو جزء من الهوية والعادات والتقاليد، ناهيك عن نسيان لغة الأم وخصوصا عند أبناء المهاجرين وأحفادهم والأجيال التي تليهم، وفقدان الدولة لعمالها وعلمائها، وترك الماضي والذكريات ونسيان الوطن إذا طالت مدة الهجرة. وعند الحديث عن الواقع المسيحي في فلسطين، فإن ما تمارسه "إسرائيل" هو تهجير المسيحيين مما يشكل خطراً داهماً مهدداً للكيان المسيحي في الأراضي الفلسطينية اليوم، فهي تقلص الأعداد وتغرب العربي عن بلده وأرضه بسبب اعتداءاتها المستمرة وظلام المستقبل والتوق إلى سلام ولو في الغربة.

إن اضطرار المسيحيين الفلسطينيين إلى الهجرة من فلسطين هو أمر مفهوم بسبب السياسة العنصرية الاستعلائية الاجلائية للاحتلال الاسرائيلي، أما فيما يتعلق بالبلدان العربية والمشرقية الأخرى فهو رسالة سلبية إلى العالم أجمع بأن مجتمعاتنا تضيق ذرعاً بالتنوع الديني والإختلاف الثقافي، لاسيما لغير المسلمين، وربما سيدفع المسلمون ثمنه باهظاً قبل غيرهم، فهو خسارة لطاقات ولعادات وسكان أصليين في بلداننا يشكلون جزءاً من حضارتنا وتاريخ مجتمعاتنا وشعوبنا، ولا يمكن تصور بلدان عربية ومشرقية دون وجود مسيحي مؤثر في المشهد العام.

إن المتتبع للوجود المسيحي في فلسطين يلاحظ تناقصاً تدريجياً في أعدادهم وذلك بسبب الهجرة المستمرة للمسيحيين من فلسطين إلى باقي دول العالم، فعدد المسيحيين الفلسطينيين في العام 1890 كانوا يشكلون 13% وفي العام 1917 9.6%, وفي العام 1931 تقلصت النسبة الى 8.8% وفي العام 1948 الى 8%، اما في الوقت الراهن فيبلغ عدد المسيحيين 40000 نسمة في الضفة الغربية، و5000 في القدس، و1250 في قطاع غزة، ولا يتجاوز إجمالي هذا العدد ما نسبته 1 % من مجموع الفلسطينيين المقيمين على أرض فلسطين المحتلة في سنة 1967، فيما كانت النسبة سنة 2000 2%. وبحسب احصاء 1922 فان عدد المسيحيين في مدينة القدس نحو 14700 نسمة، والمسلمون 13400، بينما بلغوا في احصاء 1/4/1945 نحو 29350 نسمة، والمسلمون 30600 نسمة، وهبط عدد المسيحيين في القدس عام 1947 الى 27 ألف نسمة بسبب الاوضاع الحربية التي نشأت في فلسطين عشية صدور قرار التقسيم في 29/11/1947. أما الوجود المسيحي في الاراضي العربية المحتلة عام 1948م فانه يبلغ 110000 نسمة و46250 نسمة في أراضي فلسطين المحتلة سنة 1967 بما فيها مدينة القدس الشريف.

يمكن القول بان الهجرة الأساسية للمسيحيين الفلسطينيين بدأت تأخذ طابعاً سياسياً منذ منتصف القرن الماضي، وكان هدفها أو هكذا تبدو وكأنها محاولة لتفريغ فلسطين من مكوناتها الحضارية وتنوعها وفق ما تسعى إليه السياسة الإسرائيلية التي سعت وتسعى لتخريب ثقافة الشعب الفلسطيني عن طريق اقتلاعه من موطنه الأصلي وبعثرته في العالم ليتسنى لها استعمار الوطن الفلسطيني.

v أسباب هجرة المسيحيين من الأراضي الفلسطينية المحتلة:

- أسباب سياسية.

- بحثاً عن العمل.

- طلباً للعلم.

- للالتحاق بالأسرة.

بالإضافة إلى:

- تقليص فرص العمل المتوفرة للمسيحيين التي تتلاءم مع مؤهلاتهم ومهاراتهم العلمية، خاصة لدى الأكاديميين .

- الأوضاع السكنية الصعبة وارتفاع أسعار الأراضي المقررة للبناء وبنسب غير معقولة خاصة في المدن حيث يتواجد معظم السكان المسيحيين.

- تواجد أكثرية المسيحيين في المدن دون ارتباط بالأرض والعمل الزراعي، مما يسهل عليه الهجرة والتنقل.

v تحديات البقاء للفلسطيني:

1- العمل على سبيل العدل والسلام والخروج من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بالحل العادل الدائم، بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

2- العمل على توفير القيم المجتمعية التي توثق العلاقات في هذه الأيام الصعبة، بين مختلف أبناء الوطن ولاسيما في المجال الديني.

3- مواجهة الأوضاع الاقتصادية الخانقة بدعم اقتصادي جاد، يولد الثقة في قلوب من يرون في الهجرة نجاة وخلاصا .

إن صنع السلام في فلسطين وفي المنطقة بأكملها هو العامل الأول لترسيخ العرب المسيحيين في أوطانهم.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required