مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

التقى مساء امس الرئيس محمود عباس وزير خارجية اميركا، جون كيري، وذلك في إطار السعي الاميركي لتحريك مسار المفاوضات الفلسطينية/ الاسرائيلية.

غير ان وزير الخارجية الاميركي المتحمس لإحداث خرق في جدار الاستعصاء الاسرائيلي، ودفع العملية السياسية خطوة جديدة للامام، فشل في جولته الثانية في إقناع نتنياهو وحكومته المتطرفة بتقديم اي شيء لصالح القيادة الفلسطينية. فلم يحمل موافقة إسرائيلية واضحة على خيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967، كما لم يحمل اي رؤية إسرائيلية للخارطة التي تريدها للدولتين، كما فشل في الحصول على الافراج عن الاسرى وخاصة المضربين عن الطعام وتحديدا المناضل سامر العيساوي، ولا عن الاسرى المعتقلين قبل اوسلو ولا النساء ولا الاطفال.

كيري جاء حاملا الموقف الاسرائيلي للرئيس عباس، المطالب بالعودة للمفاوضات دون اي إلتزام إسرائيلي باي إستحقاق من إستحقاقات التسوية السياسية. وهو يعلم علم اليقين، ان عودة الرئيس ابو مازن للمفاوضات من اجل المفاوضات ومجانا، يعني الحكم بإعدام العملية السياسية برمتها، لان هكذا عودة، لن تكون مقبولة من ابناء الشعب الفلسطيني وقطاعاته الحية. وهو ما يعني الاساءة لشرعية القيادة امام الشعب.

يعتقد بعض المراقبين ان ما يميز إدارة اوباما الجديدة تتفهم المصالح الفلسطينية، ولا تتطابق مع القيادة الاسرائيلية، لا بل انها تتنافر في الرؤى. وهو عامل قد يشكل مدخلا ايجابيا لاحداث إختراق لاحق، الامر الذي يفرض على القيادة الفلسطينية إعطاء كيري فرصة جديدة لعله يحدث الاختراق المراد.

لكن السؤال، كيف يمكن للادارة الاميركية إحداث أي إختراق في جدار حكومة ركيزتها الاساسية من قطعان المستوطنين الاستعماريين، هي اكثر تطرفا من الحكومة السابقة؟ وهل لدى الادارة النية لاستخدام الاسلحة المتوفرة باليد الاميركية ضد الحكومة الاسرائيلية؟ وهل لدى الفلسطينيون اوراق قوة ذاتية وعربية وعالمية تساعدها في الضغط على الولايات المتحدة الاميركية؟ وهل القيادات العربية الرسمية مؤهلة لاستخدام اوراق القوة العربية للضغط على الولايات المتحدة؟

باختصار شديد مجمل العوامل الداخلية والعربية والاسرائيلية والاسلامية والاممية تشي بعكس ما يعتقده البعض من إمكانية تحريك عملية التسوية. وما لم تملك القيادة الفلسطينية القدرة على التأثير في الرؤية الاميركية، من الصعب الافتراض بتحقيق تقدم ما.

بالتأكيد القضية الفلسطينية بحد ذاتها حلقة مركزية، وورقة قوية، ولكن هذه الورقة اضعفها الانقلاب الحمساوي، ومحاولة قيادات حماس الالتفاف على التمثيل السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب العربي الفلسطيني عبر البوابة القطرية. وبالتالي حدود الرهان يبقى قاصرا ما لم تتمكن القيادة من ردم هوة الانقلاب الحمساوي في المحافظات الجنوبية، وتعزيز وحدة الارض والشعب والقضية تحت راية الاهداف الوطنية، سيكون من الصعب الرهان على اي دور اميركي.

فضلا عن ذلك، ان زيارة وزير الخارجية الاميركي لها اهداف وغايات غير مسار المفاوضات الفلسطينية/ الاسرائيلية، اولا الملف الايراني، والاعداد لتوجيه ضربه للمفاعل النووي، وايضا تسريع عودة العلاقات التركية/ الاسرائيلية، وخلق مناخ إيجابي لتشكيل قطب سني بزعامة تركيا للمساهمة في ترتيبات المنطقة اللاحقة لسقوط النظام السوري وتقسيم سوريا، وترويض حركة "حماس" بما يتوافق مع الحلول الاقليمية، التي تصب في مصلحة إسرائيل..

كيري لم يأت بجديد. لكن على القيادة ان لا تفقد الامل بحدوث تطور لاحق، وعليها لاحداث نقلة مهمة ان تفعل دور الورقة الفلسطينية، والسعي لاستنهاض الاوراق العربية إن امكن. وكيري سيتابع مواصلة زياراته المكوكية خلال شهر ابريل الحالي وشهر ايار القادم، الامر الذي يتيح للقيادة إعادة ترتيب شؤون البيت الفلسطيني على الصعد المختلفة وخاصة بتطوير المقاومة الشعبية، والانظمام الى المنظمات الدولية، التي اتاح إرتقاء مكانة فلسطين لدولة مراقب في الامم المتحدة الدخول لها بما في ذلك محكمة الجنايات الدولية.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required