مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
نشرت وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية اليوم الأحد، معطيات ديمغرافية جديدة حول الوجود الفلسطيني واليهودي في القدس المحتلة.

ويتضح من المعطيات استمرار الزيادة السكانية الفلسطينية بالرغم من إجراءات العزل والطرد والتطهير العرقي للمواطنين المقدسيين، وإخراج 125 ألف مقدسي من داخل الحدود البلدية المصطنعة للمدينة المقدسة بعد الانتهاء من استكمال بناء جدار الضم والفصل العنصري.

المقدسيون داخل البلدة القديمة:

يبلغ عدد المقدسيين داخل أسوار البلدة القديمة من القدس حتى نهاية العام 2010 36 ألفا، بعد أن كانت معطيات سابقة تحدث عن عدد يتراوح ما بين 33 ألفا إلى 34 ألفا.

وتفسر هذه الزيادة في عدد السكان المقدسيين في جانب منها بانتقال عشرات العائلات المقدسية للسكن في البلدة القديمة، بسبب الحواجز والجدار الذي فصل هذه العائلات عن مركز حياتها وتعرضها للتهديد المباشر بإسقاط حقها في الإقامة من قبل وزارة الداخلية.

في مقابل ذلك تشير معطيات مركز القدس إلى وجود ما يقرب من ثلاثة آلاف مستوطن يقطنون "حارة الشرف"، أو ما يسمى بالحي اليهودي الذي أقيم على أنقاض الحارة الفلسطينية بعيد سقوط المدينة المقدسة عام 1967، إضافة إلى نحو 1000 مستوطن آخر يقطنون في 70 بؤرة استيطانية موزعة على الحيين الإسلامي والمسيحي في البلدة القديمة، وتشمل هذه البؤر عقارات ومساكن حول بعضها إلى مدارس ومعاهد دينية يلتحق بها سنويا مئات الطلبة الجدد من سكان المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.

بيد أن الخطر الأكبر الذي يهدد الوجود الديمغرافي الفلسطيني في القدس القديمة هو استمرار تناقص الوجود المسيحي الفلسطيني العربي، حيث انتقل نشاط الجمعيات الاستيطانية اليهودية إلى الحي المسيحي، من خلال نقل قيادة المؤسسات الاستيطانية معظم مقارها إلى حارة النصارى.

وتفيد المعطيات المتوافرة لدى مركز القدس بأن عدد المسيحيين الفلسطينيين داخل أسوار المدينة المقدسة يصل الآن إلى نحو 5000 نسمة، يضاف إليهم نحو 7000 نسمة يقطنون خارج منطقة الأسوار، علما بأن إحصائيات فلسطينية صدرت عام 1997 تحدثت عن عدد إجمالي من المسيحيين في حدود القدس الكبرى كان وصل إلى 15000 نسمة، ما يشير إلى تقلص في أعداد هؤلاء بسبب انتقال أعداد منهم للسكن في رام الله وبيت لحم، أو داخل الخط الأخضر سعيا وراء الأمن والتخلص من الضغوط الاقتصادية، وبحثا عن فرص العمل التي لا تستطيع المؤسسة الفلسطينية في القدس تأمينها لحملة الشهادات الجامعية من هؤلاء.

وكانت إحصائيات سابقة أشارت إلى أن عدد المسيحيين الفلسطينيين في القدس في الفترة الواقعة ما بين عامي 1944 و 1945 وصل إلى 30 ألفا، وقد هاجر هؤلاء جميعا في العام 1948، ولم يتبق منهم داخل أسوار البلدة القديمة سوى ألف مسيحي، بينما تمسكت 5 عائلات ببيوتها في حي الطالبية ورفضت تركها، وبالتالي تقلصت أعداد المسيحيين الفلسطينيين إلى ما يقرب من ثلث عددهم.

المقدسيون خارج أسوار البلدة القديمة:

فيما يتعلق بأعداد المقدسيين القاطنين خارج أسوار البلدة القديمة وداخل الجدار الفاصل، فالمعطيات المتوافرة إسرائيليا وفلسطينيا تشير إلى تراوحها ما بين 240 ألفا إلى 260 إلفا، والعدد هذا مرشح للارتفاع في غضون العام 2011 إلى أكثر من 320 ألفا مع استمرار العودة العكسية إلى مركز القدس من قبل مئات العائلات الفلسطينية التي تقيم حاليا في مناطق عزلها الجدار، حماية لحقوقها في الإقامة والسكن في مركز القدس، كما أن الزيادة الطبيعية الناتجة عن الولادة تشكل سببا رئيسيا للزيادة المتصاعدة في أعداد المقدسيين بالرغم من إجراءات العزل الإسرائيلية للتجمعات السكانية ومحاولة قطع تواصلها مع المدينة المقدسة.

وحسب معدل النمو السكاني كما ورد في دراسات إسرائيلية، فإن عدد المقدسيين سيصل حتى العام 2020 إلى 376 ألفا داخل "الحدود البلدية" الإسرائيلية للقدس، في حين سيرتفع عدد الإسرائيليين في شطري القدس الشرقي والغربي القدس إلى 650 ألفا، منهم ما يقرب من 300 ألف مستوطن يقيمون في مستوطنات يهودية أقيمت على أراض فلسطينية مصادرة في القدس الشرقية المحتلة.

ولمواجهة هذه المعضلة الديمغرافية الفلسطينية – كما يقول الخبراء – ستحاول إسرائيل التخلص سياسيا من أكبر عدد ممكن من المقدسيين، من خلال طرح تصورات سياسية تقطع القدس إلى أجزاء، حيث تطرح حاليا التخلي عن أحياء وبلدات داخل "الحدود البلدية"، وتتمسك بسيطرتها على مركز المدينة، وبعض الأحياء فيها.

وكان "معهد أورشليم للأبحاث " الإسرائيلي نشر العام 2008 معطيات جديدة خلال مؤتمر هرتسليا أشارت إلى تراجع في ميزان الهجرة اليهودية إلى القدس بمعدل 6000 شخص منذ عام 1998 وحتى العام 2007، ما يعني تراجعا في الأغلبية اليهودية التي وصلت في العام 1967 إلى 75% بعد ضم القدس، وانخفضت إلى 66% فقط عام 2006، والمتوقع أن تنخفض في العام 2020 لتصل إلى 58% فقط ، ثم تنتهي إلى التعادل 50% مقابل 50% في العام 2030.

يشار إلى أن لجنة إسرائيلية شكلت بعد احتلال القدس عام 1967 أطلق عليها "لجنة جفني"، تقف وراء ما يسمى قانون التوازن السكاني الذي طبق في العام 1973، وكان الهدف من ورائه مراقبة التزايد السكاني الفلسطيني في القدس بحيث لا يزيد عن 22% - 24% من إجمالي عدد السكان.

وما يجدر تأكيده هنا هو أن المعضلة الديمغرافية ارتبطت بقضية البناء الفلسطيني في القدس، حيث تبنت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة سياسة خاصة فيما يتعلق بالتنظيم والبناء في القدس، أخضعت لاعتبارات سياسية تحددها التوجهات السياسية العليا للدولة العبرية القائمة على نهب أراضي المقدسيين وتقييد النمو السكاني الفلسطيني ومكافحته من خلال منع البناء الفلسطيني في المدينة المقدسة، وعلى هذا الأساس طبقت السياسة القائلة بمنع البناء على 70% من أراضي الضفة ، وعلى 86% من أراضي القدس.

كما ارتبطت هذه القضية بسياسة "الترانسفير" الصامت التي بدأت تطبقها سلطات الاحتلال في القدس منذ بداية التسعينيات ضد المقدسيين القاطنين في ضواحي القدس أي "خارج حدودها البلدية"، وكان ذلك من خلال سحب بطاقاتهم الشخصية وتجريدهم من حق الإقامة، وما نتج عن تطبيق هذه السياسة من فقدان ما لا يقل عن 10 آلاف عائلة مقدسية حقها في الإقامة.

ووفقا لمعطيات وزارة الداخلية الإسرائيلية فإن عدد فاقدي الإقامة في عام 2006 لوحده وصل إلى 1363 أي بزيادة مقدارها 500% عما كان عليه الوضع في العام الذي سبقه.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required