مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
لندن- المعركة الإعلامية الإلكترونية الأخيرة عبر مواقع التواصل الإجتماعي خاصة "الفيسبوك" كشفت عن الدور المؤثر لتلك المواقع في صناعة الثورات الحديثة وإذكائها وتوجيه التحركات وتحقيق التواصل بين الداخل والخارج بأقل جهد وتكلفة ممكنة.

وبدت مواقع التواصل الإجتماعي مصدر إزعاج وقلق واضحين لأجهزة الاستخبارات العالمية ومن بينها الإسرائيلية التي أضافت نشطاء تلك المواقع إلى قوائم المطلوبين لديها على اعتبار أنها نوع جديد من المقاومة يطلق عليه اسم "المقاومة الإلكترونية".

ورغم نجاح إسرائيل في الضغط على إدارة موقع "الفيسبوك" الشهير لإلغاء صفحة "الانتفاضة الفلسطينية الثالثة؛ إلا أن مخاوف جمة تدور في أروقة الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية إزاء تمكن النشطاء الفلسطينيون من الظهور مجددا بأسماء وعناوين وصفحات مختلفة.

وكان المحامي "لاري كليمن"، اليهودي والناشط في اليمين الأمريكي، دعا في دعوى قضائية، أقامها ضد موقع "فيس بوك"، إلى إغلاق كل الصفحات التي تدعو أو تحرض على "انتفاضة فلسطينية ثالثة" ، وبتسديد مليار دولار لتأخر الموقع في إغلاق صفحة "الانتفاضة الفلسطينية الثالثة".

وقال المحامي كليمن، "إنني كيهودي أشعر بأني مهدد بهذه الدعوة إلى قتل يهود عبر صفحات منشورة على موقع التواصل الاجتماعي".

تحركات "استخباراتية"

لكن الأحدث في الحرب الإعلامية الإلكترونية هو ما كشفت عنه مصادر صحفية عن تحركات لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» تهدف إلى رصد وتعقب الفلسطينيين في الداخل والخارج الداعمين للتحركات الشبابية ضد الاحتلال وحملات كسر الحصار على غزة.

ونقلت صحيفة "الوطن" السورية عن مصادر مطلعة في بيروت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلف قسم المعلومات في "الموساد" بإعداد تقرير مفصل عن الذين يدعمون تحركات الشباب الفلسطيني خاصة "بعد الدور الهام لعدد من فلسطينيي الخارج من بينهم رجل الأعمال ياسر قشلق ودوره في تنظيم مسيرة العودة في بلدة مارون الراس في ذكرى النكبة منتصف الشهر الجاري".

وكان محللون إسرائيليون أكدوا في تصريحات سابقة لهم أن قوات الاحتلال "فوجئت باقتحام عشرات الشبان للسياج الحدودي في الجولان في ذكرى النكبة، ولم يستعدوا لمثل هذه الفعاليات، بعد تركيزهم على المناطق الفلسطينية وداخل إسرائيل"، مرجحين أن ما جرى جاء بتشجيع السلطات السورية للفت الأنظار عما يحدث داخلها من احتجاجات.

وينتظر الإسرائيليون معركة أخرى في شهر أيلول سبتمبر القادم إذا صممت السلطة الفلسطينية على التوجه إلى الأمم المتحدة لإعلان الدولة، وهو ما يستوجب – حسب تقديراتهم- تفعيل دور المواقع الإلكترونية الاجتماعية في الحشد لتلك الخطوة.

وقال "حاييم شاحم"، رئيس قسم المعلومات والإنترنت في وزارة الخارجية الإسرائيلية: "نستعد بشكل مكثف لهذا الحدث" فيما تساءل غيره عبر تدويناتهم الإلكترونية: "عندما تجد التويتر والفيسبوك والمدونات ضد إسرائيل؛ ماذا يمكنك أن تفعل؟ لا بد من تحرك".

وكان قسم المعلومات في "الموساد" قد أعد تقريراً عن ياسر قشلق وعدد من رجال المال والأعمال العرب والأتراك وأوروبيين من أصول عربية في أيلول الماضي على خلفية تنظيم رحلات سفن كسر الحصار إلى غزة انطلاقاً من لبنان.

وقالت المصادر المطلعة للصحيفة: "بالنسبة لقشلق عاد "الموساد" للاهتمام به بعد مسيرة العودة التي انطلقت من بلدة مارون الراس الحدودية التي أعادت إلى أذهان الموساد كشْف ياسر قشلق في أيلول من العام الماضي عن تحرك قريب في لبنان لتنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 194 القاضي بحق الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم".

وكان قشلق قد أعلن في شهر أيلول من العام الماضي خلال مؤتمر صحفي في بيروت عن خطوات تحرّك تحت سقف الشرعية الدولية لتنفيذ القرار الدولي رقم 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة وعن مجلس الأمن منذ العام 1948 والذي يعطي الفلسطينيين الحق بالعودة إلى أراضيهم، ويرأس قشلق وهو رجل أعمال فلسطيني حركة "فلسطين حرة" التي تنادي باستعادة الحقوق الفلسطينية كاملة وعلى رأسها حق العودة، وترفض مبدأ التسوية والمفاوضات وتعتبرها "مضيعة للحقوق الفلسطينية".

من الإغلاق إلى التهديد..!

وتصدرت المواقع والشبكات الاجتماعية الإلكترونية التي يستخدمها الناشطون الفلسطينيون للتواصل بين الداخل والخارج اهتمام "الموساد" الذي بدأ يرصد تلك الصفحات ويبحث عن القائمين عليها ويسعى بكل الطرق إلى الضغط لإغلاقها.

وقال رامي عبده ناشط فلسطيني في اوروبا: "تهديداتهم ليست بالأمر الجديد لكنها اخذت طابعا اكثر وقاحة بما يعكس حالة من العجز لدى الاحتلال في مواجهة قاعدة تتسع يوما بعد يوم من مستخدمين وسائل الاعلام الحديث الذين نجحوا في كشف زيف الرواية الاسرائيلية للاحداث بعد أن انفرد بها على مدار السنين الماضية".

و فيما يتعلق بالملاحقات أضاف: "امر واقع والسلطات في بريطانيا أبلغت الكثير من رسائل التهديد التي تصل المتضامنين والتي تستخدم احيانا وسائل وقحة عبر استهداف حتى عائلاتهم" مؤكدا أن الاحتلال لا يخفي أنه "يعمل بشكل دؤوب على متابعة ورصد والرد عل كل ما ينشر عبر تشكيل طواقم تعمل على مدار الساعة للدفاع عن الرؤية الاسرائيلية خاصة في ضوء ما تتحدث عنه مصادر الاحتلال الفشل الطاحن لوسائل الاعلام الرقمية التقليدية عقب اسطول الحرية الاول" وفق الناشط عبده.

وذكرت "الوطن" أن "الموساد" بات يدرس بشكل جدي "آلية التنسيق بين فلسطينيي الداخل والخارج ولاسيما في لبنان والأردن وسورية والحوار الذي يتم على موقع الفيسبوك ومواقع التواصل المشابهة".

وفي إشارة إلى أهمية تلك الشبكات وخطورتها على إسرائيل استدلت المصادر بما صدر عن الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه الأخير حول استخدام التكنولوجيا في محيط إسرائيل لتنسيق التحركات إذ قال: "ستزيد التكنولوجيا من صعوبة دفاع إسرائيل عن نفسها" وهو ما اعتبره الأخير "رسالة تحذير لإسرائيل بضرورة مراقبة فلسطينيي لبنان والأردن وسورية ومن يدعمهم ويحفزهم من رجال أعمال فلسطينيين وعرب" وفق الصحيفة.

وكان "الموساد" أعد تقارير مشابهة عن رجال أعمال خليجيين يدعمون التحرك الفلسطيني بسرية تامة بعيداً عن أنظار حكامهم.

لكن تحركات "الموساد" تأتي وسط لاءات إسرائيلية عدة أطلقها نتانياهو أهمها "لا لعودة اللاجئين" إلى أراضيهم وهو ما يزيد من إصرار اللاجئين على التمسك بحقهم بالعودة والتعويض وفق القرارات الدولية.

* صحافي ومحاضر في الإعلام في الجامعة الإسلامية- غزة. - almajd_press@yahoo.com

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required