مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
رام الله- لم يتمكن الاقتصاد الفلسطيني من العودة للنقطة التي كان عندها في العام 1999، على الرغم من الضخ المالي للمانحين سواء لصالح المشاريع التطويرية أو الموازنة العامة للسلطة الوطنية.

والتأثير الفعلي للانتفاضة لا يمكن قراءاته فقط على مدار سنوات الانتفاضة، وإنما بالتأثيرات البعيدة المدى سواء السياسية أو الأمنية، والتي رتبت أعباء مالية كبيرة على السلطة التي تحولت إلى مصدر أساسي للتوظيف وحل مشكلة البطالة، وتحولت أموال المانحين لصالح المشاريع الاغاثية على حساب التنموية، بعدما كانت قبل سنوات الانتفاضة تذهب للتطوير فقط.

وعلى الرغم من كل محاولات الحكومة القيام بإجراءات واتخاذ سياسات لتشجيع النمو والاستثمار، إلا أنها لم تتمكن من تحقيق اختراقات كبيرة على هذا الصعيد بسبب سياسات الاحتلال، وهي الحقيقية التي أكدتها تقارير المؤسسات والهيئات الدولية، والتي قدرت أن النمو في الاقتصاد الفلسطيني ليست بالحقيقية وإنما هي بسبب أموال المانحين، وأنه من دون انتهاء الاحتلال لن يتمكن الاقتصاد من تحقيق قفزات تمكنه من تحقيق فائض في الموازنات العامة للدولة.

تراجع في الناتج المحلي الإجماليوتشير الأرقام الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء إلى تراجع الناتج المحلي الإجمالي في العام 2001 إلى ما قيمته 4,236.3 مليون دولار أمريكي، بنسبة 13.3%عن عام 1999 وما نسبته 8.3% عن العام 2000، أما على صعيد نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي، فقد تراجع في عام 2001 بنسبة 25.7% و16.6% عن الأعوام 1999 و2000 على التوالي. وبلغ الناتج القومي العام في الأرض الفلسطينية في العام 1999 وفقا لمعطيات الجهاز المركزي للإحصاء حوالي (5.5) مليار دولار أميركي، ومتوسط دخل الفرد في السنة (1.890) دولار أميركي، أما الناتج القومي الفلسطيني للعام 2010 فبلغ حوالي 5.7 مليار دولار، في حين بلغت حصة الفرد منه حوالي 1502 دولار، على الرغم من التآكل في القيمة الشرائية للعملة.

أما الناتج القومي الفلسطيني في العام 2000 فقد بلغ بحدود 4.8 مليار دولار ودخل الفرد بلغ 1850 دولار، وفي العام 2001 بلغ 4.1 مليار دولار ومتوسط دخل الفرد كان بحدود 1600 دولار، وفي العام 2002 بلغ الناتج القومي الفلسطيني حدود 3 مليار دولار وكان دخل الفرد بحدود 900 دولار، وفي العام 2003 كان الدخل القومي الفلسطيني بحدود 3.6 مليار دولار ودخل الفرد الفلسطيني 1400 دولار.

وتأثرت مساهمة مختلف القطاعات الاقتصادية بالإجراءات الإسرائيلية خلال سنوات الانتفاضة، فتراجعت مساهمة نشاط الصناعة من 15.7% عام 2000 إلى 14.1% عام 2002، وهذا التراجع ظهر جليا في نشاط الصناعة التحويلية، بينما وصلت في العام 2010 لحوالي 12.3%.

كذلك انخفضت مساهمة الزراعة من 9.5% عام 2000 إلى 8.3% عام 2001 قبل أن تعاود الارتفاع إلى 9.2% عام 2002، ووصلت في العام 2010 إلى 6.3%.

وواصل نشاط الإنشاءات انخفاض مساهمته لتصل إلى أدنى مستوى له في عام 2002، حيث سجل نسبة مساهمة قدارها 3.8% بعد أن كانت قد وصلت إلى أعلى نسبة مساهمة في عام 1999 مقدارها 11%، ووصلت إلى 9.2% في العام 2010.

وفيما يتعلق بأنشطة الوساطة المالية فقد تراجعت إلى 3.7% عام 2002 بعد أن سجلت نسبة مساهمة وصلت إلى 4.1% عام 200، ووصلت في العام 2010 إلى 5.2%.

ومن جانب آخر سجل نشاط النقل مساهمة وصلت إلى 7.9% عام 2002، وكذلك الأمر بالنسبة لنشاط الخدمات حيث ارتفعت مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي لتصل إلى 26.1% عام 2002، ووصلت في العام 2010 فقط إلى 20.9%.

ارتفاع في معدلات الفقر والبطالة

وأدت الانتفاضة إلى ارتفاع في معدلات الفقر وارتفاع في معدلات البطالة بسبب منع إسرائيل وصول 150 ألف عامل للعمل فيها، ولم تتمكن السلطة من العودة بهذه الأرقام لما كانت عليه عشية الانتفاضة، حيث وصلت نسب الفقر للعام 2010 حوالي 25.7%، في حين وصلت نسب البطالة لذات العام إلى 23.7%.وذكر الجهاز المركزي أن نحو 35.5% من الأسر الفلسطينية عانت من الفقر خلال عام 2003، في حين أظهر مؤشر الفقر النسبي أن 67.6% من الأسر عانت من الفقر، وأن 73.3 % من الأسر في الأرض الفلسطينية اعتمدت على دخلها المتاح لتغطية نفقاتها خلال الشهر الأخير من العام الماضي ونحو 24.9% من الأسر لجأت للحصول على مساعدة من العائلة أو الأصدقاء وأن 21.5% منها لجأت استخدام المدخرات المتوفرة لديها و 41.9% لجأت للاستدانة.

وقضت الإجراءات الإسرائيلية على جهود السلطة الوطنية بتخفيض نسب البطالة من حوالي (23.8%)، (20.1% )،(14.4%) في الأعوام 96، 97، 1998 على التوالي، أما في عام 1999 وصل إلى أدنى درجات الانخفاض ليصل إلى (11.8%)، وبقي معدل البطالة القياسي في الضفة الغربية (9.5%) أقل بكثير من نظيره في قطاع غزة (17.8%)، وهي من النسب الطبيعية جدا.

وبدأت نسب البطالة بالتزايد منذ نهاية عام 2000، ووصلت عام 2002 إلى (31.3%) في الضفة الغربية و(38.0%) في قطاع غزة، ثم عادت وانخفضت عام2003 لتصل إلى (25.6%)، لتعاود الارتفاع قليلا عام 2004 لتصل إلى (26.8%)، أما عام 2006 فقد ارتفع معدل البطالة إلى أعلى مستوى ليصل إلى (47%) .

وتراجعت تعويضات العاملين في إسرائيل والمستوطنات خلال عام 2002 وبلغت الخسـائر الناجمة عن إغلاق سوق العمل الإسرائيلية أمام العمال الفلسطينيين ما يقارب 1,263 مليون دولار خلال الـ 27 شهرا الأولى من الانتفاضة، وذلك عند المقارنة بإجمالي تعويضات العاملين في إسرائيل للعام 1999، منها 584 مليون دولار خلال عام 2002.

الموازنة الفلسطينية نموذجا

وتشكل الموازنة الفلسطينية نموذجا واضحا لما طال الاقتصاد الفلسطيني من تأثير في ظل الانتفاضة.

وتبين الأرقام التي تنشرها وزارة المالية أن تمويل الإنفاق الجاري كان يتم أساسا من الإيرادات المحلية، وأن عجز الموازنة كان في انخفاض مستمر، بل إن الموازنة كانت فائضة في العام 1998، وأن نسبة الإنفاق الجاري إلى التطويري كانت مرتفعة بنسبة 22% تقريبا.

تشير أرقام الوزارة إلى أن التوظيف العام بلغ 98 ألف شخص في العام 1999، بنسبة 44% للأمن مع فاتورة أجور ورواتب بلغت 524 مليون دولار أي نحو 55% من الإنفاق الجاري. وانقلبت هذه الصورة رأسا على عقب خلال فترة الانتفاضة الثانية، وهبطت الإيرادات المحلية بشكل حاد خاصة بعد وقف إسرائيل تحويل أموال المقاصة، ولم تحول منها سوى 16% خلال العامين 2000-2002. ومع نهاية العام 2002 وصلت قروض السلطة للمصارف المحلية 135 مليون دولار أي ما يوازي 4% من الناتج المحلي، ووصل مجموع الديون الداخلية والخارجية المتراكمة نحو 1.2 مليار دولار أي 43% من الناتج المحلي الإجمالي.

هذا الواقع القائم أدى إلى بروز سياسة جديدة في الإنفاق العام، من خلال اعتماد الإنفاق العام على المساعدة الدولية، وبلغت مساهمة المساعدات الخارجية في تمويل إيرادات الموازنة العامة الجارية 44% ثم 46% في 2001 و2002.هذا الواقع القائم والجديد لم تتمكن السلطة الوطنية من التخلص من آثاره حتى اليوم على الرغم من بدء عمليات إصلاح مالي فيها في العام 2003 و2005، وهدفت هذه العملية لسداد الديون ودفع القروض باهظة التكلفة.

وتعرضت الموازنة مرة أخرى لهزة، على ضوء القرار السياسي ضبط الوضع الأمني ومنع الفلتان الأمني، وهو الأمر الذي رتب تعيينات جديدة في جهاز الأمن والجهاز المدني، حيث وصل عدد الموظفين إلى 146 ألف موظف، إضافة إلى زيادة الرواتب نهاية العام 2003 بسبب تطبيق قانون الخدمة المدنية بنسبة 20% ما أدى إلى رفع فاتورة الرواتب من 665 مليون دولار في العام 2002 إلى 1001 مليون دولار في العام 2005، وذلك بالرغم من كل إجراءات الحد من التوظيف والتقاعد المبكر.

وازدادت فاتورة صافي الإقراض منذ العام 2003 لتصل إلى 334 مليون دولار في العام 2005. وأدت هذه الزيادة المستمرة في الإنفاق إلى ارتفاع نسبة الإنفاق العام إلى الناتج المحلي الإجمالي في العام 2005 إلى 49%.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required