مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
القدس- منذ فترة تشكو مستشفى 'المقاصد' الخيرية من أزمات مالية خانقة تُهدّد استمرارية عملها وتنعكس سلبا على الخدمات التي تقدمها لمواطنين في كافة محافظات الوطن.

ومستشفى 'المقاصد' جمعية خيرية إسلامية تقع على سفوح جبل الزيتون المُطل على القدس القديمة أكبر مؤسسة فلسطينية تشغيلية في مدينة القدس المحتلة، يضم كادرا مكونا من 750 موظفا من بينهم 49 طبيبا اختصاصيا ومستشارا، و74 طبيبا مقيما ضمن برنامج التدريب الذي يرعاه المستشفى، و344 ممرضا وممرضة، بالإضافة إلى الإداريين والفنيين.

مدير المستشفى الدكتور بسام أبو لبدة لخص لوكالة 'وفا' ما تمر به مستشفى المقاصد، وقال: 'تعاني المستشفى أزمة مالية تراكمية خانقة عبر سنوات، أهمها الطابع الخيري لهذه المؤسسة والرسالة الإنسانية التي تقدمها لأهلنا في الوطن. وقد تفاقمت الأزمة في الآونة الأخيرة بسبب عجز وزارة الصحة عن سداد التزاماتها المالية للمستشفى مقابل شراء الخدمة للمرضى المُحولين من الوزارة'.

وأضاف: حاولنا مع المسؤولين على كافة المستويات حل هذه الأزمة وسداد المستحقات المالية، وقامت وزارة الصحة بسداد بعض هذه المستحقات مؤخرا، ولكن المبلغ المدفوع لم يكن كافيا لسداد الالتزامات المترتبة على المستشفى من ديون للموردين ورواتب للموظفين وأخرى للضرائب المختلفة.

ولفت أبو لبدة إلى قطع شركة كهرباء القدس التيار الكهربائي عن كلية التمريض التابعة للمستشفى بسبب تراكم الديون، كما يهدد الموردون بالتوقف عن تزويد المستشفى بالأدوية والمستلزمات الطبية والمحروقات والأغذية وغيرها. وقال: هذا يدفعنا إلى استجداء المُوردين لإحضار كميات قليلة من المواد اللازمة تكفي لعدة أيام فقط مقابل دفع نقدي مما يؤدي أحيانا إلى نقص خطير في بعض الأدوية الهامة في المستشفى.

وقال: 'تم الاتصال مع عدة دول عربية وغربية لتقديم المساعدة للمستشفى، خاصة حكومة النرويج الصديقة، التي استجابت مشكورة بتقديم دعم مالي قد يمكننا من دفع راتب شهر للموظفين قبل عطلة عيد الأضحى المبارك، ولكن ما زلنا بانتظار الموافقة النهائية من وزارة التعاون الخارجي النرويجية، وقد يسددون أيضا بعضا من الالتزامات نحو الموردين'.

وأوضح مدير المستشفى أنه تم تشكيل لجنة بالاتفاق مع وزارة المالية والاتحاد الأوروبي وحكومة النرويج مهمتها توفير الدعم للمستشفى، والإشراف على سبل إنفاقه ومتابعة الخطط الإستراتيجية للنهوض بالمستشفى من أزمته الحالية مع التزام وزارة الصحة بدفع كافة المستحقات التراكمية والمستقبلية، مشيرا إلى أن الدعم الذي ستوفره حكومة النرويج والاتحاد الأوروبي سيستغرق شهرين على الأقل أي أن المستشفى بحاجة إلى رفده بالإمكانيات المالية العاجلة خلال هذه الفترة.

وحول الأزمة المالية، قال أبو لبدة: ناشدنا الرئيس محمود عباس التدخل لحل هذه الأزمة، وقد أوعز بذلك إلى رئيس الوزراء، آملا أن يتم تحويل الأموال قبل عطلة عيد الأضحى.

وأشار أبو لبدة إلى الخلل الإداري والمالي الذي عصف بالمستشفى، وقال إن المستشفى تجاوزت الأزمة وأجرى تغييرات كاملة منذ شهر آذار/ مارس الماضي، وتم وضع كافة الجهات في صورة هذه التغييرات والإجراءات لإصلاح الخلل.

من جهته، أكد رئيس ديوان الرئاسة حسين الأعرج أن وزارة الصحة حوّلت قبل أيام مبالغ إلى المقاصد، موضحا أن وزارة المالية وكلما توفرت لديها أموال تقوم بدفع مستحقات لوزارة الصحة حسب الديون وحسب الموردين.

ولفت إلى أن حصة المقاصد كانت 8 مليون شيقل من أصل 30 مليونا تم تحويلها للصحة، وقال: تحدثنا مع المالية والصحة من أجل تحويل دفعة أخرى للمقاصد وسائر المؤسسات الصحية بعد العيد. وقال: وصلتنا رسالة من المستشفى وحولها الرئيس إلى رئيس الوزراء للمساعدة في تخفيف أزمة المقاصد.

وأكد الأعرج حرص الرئاسة والقيادة على مستشفى المقاصد وكافة المؤسسات الفلسطينية في المدينة المقدسة، لكنه أشار إلى الظروف المالية الصعبة التي تمر بها السلطة الوطنية. وأقرّ رئيس ديوان الرئاسة بوجود مشاكل وأزمة مالية حقيقية في المقاصد، لكنه أوضح أن التأخر في التحويلات المالية من وزارة الصحة والمالية ليست هي الأسباب الرئيسية، لافتا إلى أن المقاصد 'عصفت بها مشكلة إدارية ومالية تتعلق بإهدار المال العام، حيث تم تشكيل لجنة خاصة وجرى تغيير الإدارة، وبالتالي فالمقاصد في طور التعافي من الإدارات السيئة السابقة التي بدّدت الأموال'.

وأوضح الأعرج أن الرئيس وجه تعليماته لرئيس الوزراء لحل المشكلة، مؤكدا أن الموظفين على قمة اهتمامات الرئيس ووزارة الصحة ووزارة المالية. من جانبه، قال رئيس قسم التمريض بالمستشفى سليمان تركمان، إن الأمر يتعدى قضية الرواتب إلى أمكانية استمرار المستشفى من عدمه. وقال إن الأخطر يتمثل بالسؤال: هل المستشفى قادرة على أداء رسالتها الصحية أم لا في ظل ظروفها الحالية؟.

وقال: 'أصبحنا في ضائقة لا نستطيع توفير الأساسيات للمرضى بسبب النقص المالي'.

بدوره، قال رئيس نقابة العاملين بمستشفى المقاصد الدكتور علي الحسيني، إن الموظفين تلقوا نصف راتب شهر تموز الماضي، وها هو شهر أكتوبر انتهى لينضم إلى الأشهر المستحقة للموظفين. وعزا الحسيني أسباب الأزمة المالية في المستشفى إلى عدة عوامل في مقدمتها: تأخر وزارتي الصحة والمالية بتحويل المبالغ المستحقة للمستشفى مقابل الخدمة التي تقدمها عن طريق تحويلات المرضى التي تأتي بمعدل 6 مليون شيقل شهريا تقريبا، بالإضافة إلى فوائد المصارف، وفي أحيان كثيرة تضطر المستشفى إلى الدفع النقدي للموردين للحفاظ على استمرارية العلاقة معهم.

لكن الحسيني أكد أن السبب الرئيسي للمشكلة المالية في المقاصد تكمن في عدم تحويل السلطة الأموال بشكل منتظم لأسباب تتعلق بعدم وجود سيولة مالية، موضحا أن ذلك جزء من الوضع العام.

ولفت الحسيني إلى متابعة محافظ القدس لكافة الأوضاع في المستشفى وتفهمه لها. وأوضح أن وزارة الصحة تقول إنه لا يوجد لديها أموال، ووزارة المالية تقول إنها تُحول لكل وزارة مستحقاتها المالية الشهرية بالكامل، وإن ما يتعلق بأموال مستحقة لصالح مستشفى المقاصد يجب متابعتها في وزارة الصحة جهة الاختصاص.

وعن خطوات نقابة العاملين المستقبلية، أوضح الحسيني أن النقابة فكرت بعقد مؤتمر صحفي تشرح فيه الأوضاع الخطيرة التي يمر بها المستشفى، لكن تم العدول المؤقت عن هذه الفكرة، فيما تفكر النقابة باتخاذ خطوات احتجاجية مثل تعطيل مرافق معينة في المستشفى وتوقيفها عن العمل، لكنه أردف أن الإضراب عن العمل فيه الكثير من الحسابات التي تأخذها النقابة بعين الاعتبار، وأهمها أن احتجاجات العاملين ليست ضد إدارة المستشفى، بل للمطالبة بالتحويلات المالية من السلطة، ثم لا يعقل أن تُمنع الخدمة الطبية عن مرضى من مختلف محافظات الوطن تحملوا مشاق السفر ووصلوا بشق الأنفس للقدس وللمستشفى. وناشد الحسيني الرئيس محمود عباس التدخل العاجل لإنقاذ المستشفى والاستماع للمشكلة التي يعاني منها.

وقال: 'نحن نتحدث عن القدس وعن المقاصد وهي أكبر مؤسسة مقدسية تشغيلية ومن المؤسسات المقدسية القلائل الباقية في المدينة.

تجدر الإشارة إلى أن وزير الصحة فتحي أبو مغلي امتنع عن الإدلاء بتصريحات لوكالة 'وفا' حول أزمة المقاصد والمديونية على وزارة الصحة.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required