مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
الخليل-اتبع مواطنو البلدة القديمة من مدينة الخليل كل الأساليب المشروعة في الحفاظ على حقوقهم وممتلكاتهم، ضد المستوطنين، وضد أعلى سلطة تمثل الاحتلال، من خلال شكاوي ودعاوي قانونية في قلب المحاكم الإسرائيلية.

واستطاعوا من خلال محامي لجنة إعمار الخليل، استصدار قرارات بإخلاء محلات تجارية من المستوطنين الذين سيطروا عليها بالقوة، مستغلين الأوامر العسكرية بإغلاق هذه المحلات منذ بداية انتفاضة الأقصى عام 2000، كون أصحاب هذه المحلات لا يستطيعون الوصول إليها ولا يعرفون ماذا جرى لها.

محلات الـعويوي، الواقعة في سوق الخضار القديم 'الحسبة'، بالقرب من البؤرة الاستيطانية 'أبراهام أفينو'، وكذلك مباني ومحلات عائلة طهبوب الواقعة بجانب مستوطنة 'الدبويا'، حصلتا على قرارات إخلاء المستوطنين من المحلات والمباني، من المحكمة العليا الإسرائيلية، بعد مماطلة وتسويف لقضيتهم العادلة استمرت منذ عام 2006 .

وقال الحاج عبد الجواد أبو عيشة (66 عاما)، إن اعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال على سكان البلدة القديمة والمحلات التجارية زادت بشكل كبير بعد تقسيم مدينة الخليل إلي منطقتين (H2 ) و(H1 )، وأرادوا تهويد البلدة القديمة التي ما زالت تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية، بالقوة عن طريق مضايقة الناس وفرض نظام حظر التجوال الطويل على البلدة، وإغلاق الأسواق التي كانت شريان الحياة لها ولمدينة الخليل بشكل عام.

وأضاف: وكعادتها قوات الاحتلال استغلت كل مناسبة حدثت في البلدة القديمة لإغلاق المحلات التجارية ونقل السوق إلى خارجها، وجعل البلدة القديمة كمدينة أشباح خالية من سكانها ومتسوقيها، وهذا ما حدث حقيقة بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف عام 1994، حيث أغلقت قوات الاحتلال سوق الخضار المركزي، وشارع الشهداء، وقسمت الحرم الإبراهيمي إلى قسمين، وفيها ما يقارب 512 محلا تجاريا، مغلقا بأوامر عسكرية.

من جانبه، عبر عطية العويوي (50عاما) عن فرحته بقرار إخلاء المستوطنين من محلاتهم في سوق الحسبة، حيث سيطر عليه المستوطنون ونهبوا بضاعته وحولوه إلي مسكن لهم.

وقال: 'تقدمنا بشكوى ضد هذا العمل أمام الشرطة الإسرائيلية، وتابعنا القضية من خلال لجنة اعمار الخليل، التي نجحت في استصدار قرار اعتبره انتصارا لمصلحة الوطن ولكافة القضايا المشابهة.

وأضاف: على السلطة الوطنية والجهات المعنية أن تستغل نجاح هذه القضية، وهذا القرار بالمحافل الدولية للتأكيد على حقوق المواطنين الفلسطينيين في حماية ممتلكاتهم الواقعة في المناطق المغلقة بأوامر عسكرية، مبينا أن هنالك الكثير من المحلات المجاورة لمحلاته بعضها مستأجرة من الأوقاف، وأخرى ملك لعائلات فلسطينية تمتد من سوق الحسبة إلى الحرم الإبراهيمي وجميعها مغلقة بأوامر عسكرية، يحتاج أصحابها إلى الدعم القانوني والمعنوي لمواجهة الاحتلال والمستوطنين وحماية ممتلكاتهم من أطماع الاحتلال والمستوطنين.

من جانبه أكد محامي لجنة اعمار الخليل توفيق جحشن،أن هنالك المئات من المحال التجارية في البلدة القديمة من المدينة تقع ضمن منطقة عسكرية مغلقة وتشمل سوق الحسبة، وسوق الخضار والفواكه، وسوق العتق، وخزق الفار، مع عشرات المحلات الأخرى في سوق الذهب، وشارع الشهداء، وسوق الدجاج، وخان شاهين.

وأكد أن أصحاب هذه المحلات لا يعرفون ماذا يجري بمحلاتهم التجارية منذ أحد عشر عاما، حتى الآن، ويمنع الدخول لهذه المنطقة منذ تلك الفترة، وتابع: ولكن بالصدفة بلغنا في لجنة الاعمار في العام 2006م تقريبا، بان هنالك اقتحامات واستيلاءات على محلات من ضمنها محلات العويوي، وتم استدعاؤهم والذهاب إلى الشرطة الإسرائيلية لتقديم شكوى، وتبين بالكشف بأن المستوطنين يستولون عليها بالفعل، الأمر الذي أدى إلي بداية صراع قانوني أمام لجنة الاعتراضات العسكرية في محكمة 'عوفر' في عام 2007- 2008، وقال جحشن 'استطعنا الحصول على أمر إخلاء في منتصف عام 20008م'.

وأضاف: أصدر قاضي لجنة الاعتراضات العسكرية قرارا يقضي بإخلاء المستوطنين من هذه المحلات خلال 60 يوما، وبعد انتهاء المدة القانونية تم مراسلة الجهات القضائية المختصة لإلزام السلطة التنفيذية بتنفيذ القرار، ولكنهم استمروا في التسويف لغاية عام 2010م، مما دفعنا إلي تقديم التماس لدى المحكمة العليا الإسرائيلية صاحبة الاختصاص لإلزام تنفيذ القرار، وتم رفع الدعوى ضد وزير الحرب الإسرائيلي، والقائد العسكري، والإدارة المدنية، وجمعية مجددي الحي الاستيطاني اليهودي في مدينة الخليل، وكل من يأتمر بأمرهم.

ونوه إلي أنه كانت هنالك سياسة مماطلة أخرى، ودخلنا في دهاليز الإجراءات المعقدة، مما تعين علينا الضغط على المحكمة من خلال الالتماس، وتم ذلك خلال منتصف شهر كانون ثاني 2012م، وصدر بتاريخ 1/2/2012 قرار يقضي بإخلاء المستوطنين من المحلات، معتمدا على قرار لجنة الاعتراضات، وجاء في نص القرار:'عليكم الإخلاء..وعليكم تطبيق جميع الأوامر والقرارات الصادرة في 2008، والقاضية بالإخلاء، وإذا لم تلتزموا بقرار المحكمة.. عليكم تقديم أسباب هامة لماذا لم تقوموا بتنفيذ الإخلاء خلال ستين يوما'.

وعلق محامي لجنة الاعمار توفيق جحشن، على ذلك القرار قائلا: 'إن تنفيذ القرار لا محالة نافذ، ولكن آلية التنفيذ سوف تنفذ من السلطة التنفيذية بعيدا عن الضجيج ووسائل الإعلام لعدم الظهور بان شوكتهم كسرت، أوانهم خسروا المعركة القانونية'، وأعرب عن قناعته وإيمانه بكسب هذه القضية ما دام يوجد لدينا استنادات وبيانات ومعطيات قانونية تؤيد دفاعنا.

وأكد أن هنالك العشرات من القضايا المماثلة التي لا تزال منظورة أمام القضاء الاحتلالي، وأشار إلى أن الالتزامات المادية وتكاليفها ومصاريف وأتعاب القضية تغطى من قبل لجنة الاعمار بتمويل من الحكومة النرويجية مشكورة، مبينا أن المواطن غير مكلف بدفع أي تكاليف مالية في تلك القضايا، وفي هذا الإطار، دعا المواطنين المتضررين في البلدة القديمة، والذين تعرضوا إلي أي انتهاك من قبل سلطات الاحتلال أو المستوطنين، بالتوجه إلي المحكمة القانونية التابع للجنة الاعمار، لمساعدتهم في المحافظة على حقوقهم وتوفير الحماية القانونية لهم.

وأشار جحشن، إلى أن هنالك قضايا إدارية أمام المحكمة العليا الإسرائيلية ضد أوامر عسكرية مقدمة ضد رئيس الحرب الإسرائيلي، والقائد العسكري، والقاضية بالاستيلاء على أسطح المنازل، والأراضي لأغراض أمنية، أو إغلاق بيوت، أو إغلاق منطقة لأغراض عسكرية، أو لدوافع أمنية.

وأشار إلى أن هنالك أوامر عسكرية لشق طرق تحمل في طياتها أهدافا استيطانية، منها تقليع أشجار، وهدم بيوت، ومصادرة أراضي، وأوامر عسكرية أخرى تقضي بإغلاق منافذ أو شوارع تؤدي لأحياء سكنية ومحلات تجارية. مبينا أن هنالك أكثر من 512 محلا تجاريا، مغلقا بأوامر عسكرية في البلدة القديمة من مدينة الخليل.

وأضاف هناك أيضا أوامر عسكرية تقضي بتقسيم البلدة القديمة لثلاثة أقسام: منطقة الخط الأخضر، حيث يسمح سير المواطنين على الأقدام وفتح المحلات التجارية دون دخول المركبات الفلسطينية، والخط الأزرق، يسمح بالسير على الأقدام ويمنع فتح المحلات التجارية، ودخول المركبات الفلسطينية، أما الخط البنفسجي، فيمنع كل ما ذكر سابقا أمام الفلسطينيين، مبينا أن هذا الخط يمنع الفلسطينيين المجاورين للبؤر الاستيطانية الخمس الجاثمة على أراضي الفلسطينيين داخل البلدة القديمة من مدينة الخليل وهي: 'افراهام ابينو' منطقة الحسبة، و'بيت رومانو' مدرسة أسامة بن المنقذ، و'بيت هداسا' الدبوية، و'بيت اشاي' تل الرميدة، و'جوتنيك سنتر، استراحة الحرم.

وقال جحشن الأخطر من ذلك هو تغيير أسماء الشوارع بأسماء 'عبرية' مثل حارة جابر 'تلة ايرز' وشارع المصلين، شرق الحرم تجاه كريات أربع، وشارع الشهداء بشارع الملك داوود، وغيرها من الأسماء بهدف تهويد المكان والتاريخ.

وأوضح أن لجنة اعمار الخليل تتخذ إجراءات عملية ضد هذا التهويد للبلدة القديمة، وتقدم الاعتراض كإجراء أولي أمام لجنة الاعتراضات العسكرية أو المستشار القانوني لدولة الاحتلال. وفي حال الرفض ...وهذا غالبا ما يرفض، نتقدم بالتماس أمام المحكمة العليا الإسرائيلية باسم المتضررين الفلسطينيين، ضد مصدر القرار العسكري وهو قائد المنطقة، والإدارة المدنية، والمستشار القانوني لدولة الاحتلال. وأوضح جحشن أن هنالك الكثير من القضايا يكون المواطن الفلسطيني ضحية الاحتيال والتزوير، وجميع هذه القضايا تكون منظورة أمام المحاكم المركزية أو الصلحية في القدس.

وأضاف: نبذل جهودا كبيرة في توعية المواطنين المتضررين والمجتمع المحلي حول حقوق الإنسان، وتعليمهم كيفية التوجه للمؤسسات التي تحفظ حقوقهم من خلال تطبيق آليات الحماية الدولية، وتقديم الشكوى لديها، وبهذا تمت متابعة عشرات القضايا والشكاوي بالاعتراضات ضد الانتهاكات الإسرائيلية.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required