مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
بالكاد يتذكر عادل زامل عدد أفراد عائلته '(9،10) لا (11). 11'، فالرجل فقد القدرة على العد، بعد ساعات من ترحيله قسرا عن مسكنه.

ولأول مرة تقوم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بعملية ترحيل مباشرة وبشكل قسري لعائلات من سكان الأغوار، بعد انتهجت خلال السنوات الماضية سياسية الهدم.

كانت عائلة زامل، انتقلت صباح اليوم الجمعة، من منطقة إلى أخرى قريبة منها، لقضاء فترة الصيف، ولأن الرعاة لا يعرفون أرضا ينتمون إليها طيلة فصول السنة، فقد لجأ عادل وأفراد عائلته إلى منطقة عين الحلوة شمال الغور لبناء مسكنهم الخيشي.

ما أن بدأ الرجل ببناء خيامه وحظائر الأغنام، حتى حضر الجيش الإسرائيلي وطلب منه مغادرة منطقة الغور. وقال الرجل الذي ظل هو وأفراد عائلته في العراء 'هذه أول مرة يطلبون منا الرحيل إلى خارج المنطقة'. وهذه المرة الأولى التي تطرد فيها عائلات تسكن المناطق الرعوية إلى ما بعد الحواجز العسكرية التي تفصل بين الشريط الغوري ومناطق الضفة الغربية.

وقد نقل زامل مسكنه وكل محتوياته عبر جرار زراعي برفقة الجيبات العسكرية الإسرائيلية إلى ما بعد حاجز تياسير، وهو أحد الحواجز العسكرية الرئيسة المحيطة بمنطقة الأغوار.

وظهر أفراد عائلة زامل منهكين تحت الشمس ولجأت الزوجة وثلاثة بنات إلى خيمة قريبة لقضاء النهار. وقال رئيس مجلس قروي المالح والمضارب الرعوية في المنطقة عارف دراغمة: إن الجيش الإسرائيلي أجبر العائلة على الرحيل بعد اعتقال ربها صباحا.

وظهرت الحظائر التي اضطرت العائلة إلى حلها بعد تهديد الجيش الإسرائيلي بهدمها خلال ساعات في ساحة جبلية قريبة من شارع رئيس يخترق منطقة الأغوار.

وقال كمال وهو احد أبناء عادل: إنهم سيضرون إلى البقاء في العراء حتى معرفة ما ستحمله الساعات القادمة. 'لا اعرف إذا كنا سنرجع إلى هنا. لا اعرف إذا سنبني الخيمة مرة أخرى. لقد أجبرونا على نقل كل شيء إلى قرية تياسير المجاورة'.

وجلس عدد من أفراد العائلة تحت شجرة سدر في سفح جبل. لكن عادل يقول إنه لن يستطيع الاستمرار في هذه الحياة القاسية.

'المر نقع في ريقي. فقدت التركيز. فقدت كل شيء'. قال عادل الذي كان يشير إلى أعمدة حديدية كان من المفروض أن يجمعها لبناء إحدى الخيم.

وتفرض سلطات الاحتلال قيود صارمة على سكان منطقة الأغوار وتمنع البناء في معظم المنطقة التي تصنف(ج). لكن كل ما يستطيع أن يفعله الرعاة هنا هو بناء مساكن من الخيش والقصدير يجمعونها بسرعة ويفكونها بسرعة.

وقد لا تتاح فرصه طويلة لهم لفك هذه المساكن إذا ما جاء الجيش وهدمها. وقالت خيرية أبو محسن زوجة عادل التي كانت تجمع هي وبناتها بضعة أكياس من صوف الضأن: إنه لم يتبق داخل المسكن شيئا فقد نقلوه كله إلى خارج المنطقة. 'حتى صحن واحد نضع فيه الطعام غير موجود. حتى العبوات التي نجمع فيها الحليب أيضا تم ترحيلها'.

وسكنت عائلة زامل مثلها مثل الكثير من العائلات الرعوية هذه المنطقة حتى قبل احتلال إسرائيل للضفة الغربية عام 1967. لكن التضييق مستمر هنا وبناء المستعمرات والمستوطنات أيضا مستمر في محيط المضارب.

على بعد عشرات الأمتار تظهر بنايات قيد التشييد في مستوطنة 'مسكيوت' التي تتوسع ووصلت حدودها إلى أطراف المضارب الرعوية.

وقال عارف دراغمة، وهو يشير إلى بناية من طابقين في المستوطنة، 'هذا ظلم' يبنون هناك ويهدمون هنا. 'لقد اخبرت الجيش اليوم صباحا لماذا لا تمنعون البناء في هذه المستوطنة. لماذا؟'.

وتشكل منطقة الغور مراحا رحبا للجيش الإسرائيلي للتدريبات العسكرية التي تستمر طوال السنة. وقال عادل 'لماذا يهدمون منازلنا. لماذا طردوني من هنا. بإمكانهم التدريب في أي مكان'.

وتسير سيارات عسكرية عبر طريق محاذ للمضارب. ويمكن مشاهدة لافتات تحذيرية في كل المنطقة تشير إلى أنها مناطق عسكرية مغلقة.

وقال عادل فيما كان يجمع بعض الشياه في محيط المنطقة التي طرد منها 'لا استطيع التحرك هنا. لا استطيع عبور الشارع'. وأشار الرجل إلى سفح جبل قريب من المستوطنة التي يجري توسعتها.

وفي المنطقة هناك العديد من إنذارات الهدم. وقال دراغمة 'هناك 50 إنذارا. هدموا السنة والعام الماضي منازل كثيرة'.

وتعيش على بعد عشرات الأمتار من المنطقة التي كان يسكن فيها زامل عدة عائلات رعوية هدمت منازلها أكثر من مرة.

وقال عادل الذي صمم على إعادة بناء مسكنه مرة أخرى 'ليس هناك مكان للذهاب إليه. لا استطيع الانتقال إلى المدن للحياة فيها. إن كل حياتنا هنا. هنا في هذه الجبال'.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required