مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 
اعتاد المسافر عبر 'استراحة أريحا' شراء تذكرة، قيمتها 150 شيقلا فور وصوله الاستراحة، البعض يسميها ضريبة العبور، وآخرون يقولون إنها رسم للعبور، وصار متعارفا عليه أن تلك المئة وخمسين شيقلا تدفع لغرض استخدام 'الجسر' أو 'معبر الكرامة'، للانتقال من الضفة الغربية إلى المملكة الأردنية الهاشمية، كما أنه بات معروفا أن جزءا من هذا المبلغ يذهب للجانب الإسرائيلي بينما يذهب الجزء المتبقي للجانب الفلسطيني.

وحسب الحملة الدولية لحرية حركة الفلسطينيين 'كرامة'، فإنه لا يوجد نص قانوني يفرض على المسافر عبر 'معبر الكرامة' دفع تلك الرسوم أو الضريبة.

وكان رئيس الحملة طلعت علوي، تقدم بطلب لوزير المالية باستعادة المبلغ، رسوم المغادرة، بسبب عدم وجود النص القانوني الذي يجبر المسافرين على دفع الـ(150 شيقلا)، وقال إنه راجع كافة النصوص المتعلقة بالرسوم والضرائب في القانون الفلسطيني، ولم يجد فيها ما يوجب دفع تلك الرسوم، إلى جانب أن المادة (88) من القانون الأساسي الفلسطيني تنص على أن 'فرض الضرائب العامة والرسوم، وتعديلها وإلغاءها، لا يكون إلا بقانون، ولا يعفى أحـد من أدائها كلها أو بعضها، في غير الأحوال المبينة في القانون'.

وشدد علوي على أنه لا يوجد من يمانع دفع أي رسوم للمغادرة، بشرط أن يكون المقابل المادي عادلا، مشيرا إلى أنه لا يزال في انتظار الرد من قبل وزير المالية على كتابه.

ورغم ما يشاع عن أن الـ(150) شيقلا التي يدفعها المسافر، جاءت بموافقة وتنسيق فلسطيني، وأن الجانب الفلسطيني يتقاسم نصف هذا المبلغ مع الجانب الإسرائيلي، وسواء بوجود النص القانوني أو عدمه إلا أن هذا المبلغ يدفع، ويحصل كاملا للخزينة الإسرائيلية، دون أن يحول منه شيء لصالح خزينة السلطة الوطنية، منذ قرابة الأربع سنوات، هذا ما أكده مدير عام الإدارة العامة للمنح والأرباح والرسوم والإيرادات الأخرى في وزارة المالية محمد حمدان.

وأوضح حمدان أن اتفاقية باريس الاقتصادية، الموقعة 29/4/1994 مع الجانب الإسرائيلي، تشير بوضوح إلى جباية (26 دولارا أميركيا) فقط، من كل مسافر يستخدم 'معبر الكرامة' أو كما يعرف بـ'الجسر'، مبينا أن الاتفاقات الدولية تلغي ما يتعارض معها من نصوص القوانين المحلية.

ويمضي حمدان بالقول إن الاتفاقية نصت على تقاسم الـ(26 دولارا) مناصفة، بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مع اقتطاع دولار واحد من الحصة الفلسطينية، لصالح الحصة الإسرائيلية مقابل صيانة وتطوير المعبر، بمعنى أن حصة الجانب الفلسطيني ستصبح (12 دولارا أميركيا)، مقابل (14 دولار أميركيا) للجانب الإسرائيلي.

وربطت الاتفاقية التقسيم السابق بعدد المسافرين، حيث يتم احتساب الحصة الفلسطينية والإسرائيلية وفق التوضيح السابق لغاية (750 ألف) مسافر عبر المعبر سنويا، وفي حال تجاوز عدد المسافرين لهذا الرقم، يصبح تقسيم مبلغ (26 دولارا) بواقع (16 دولار) للجانب الفلسطيني، و(10 دولارات) للجانب الإسرائيلي.

وبين أن إسرائيل، قامت وبشكل أحادي الجانب باقتطاع مبلغ (15.5 دولار) من الرسم المقرر وهو (26 دولارا) كحصة لها من جباية الرسم، واقتصرت الحصة الفلسطينية على (10.5 دولار أميركي) في خرق لاتفاق باريس الاقتصادي.

وأضاف أن إسرائيل خرقت الاتفاقية مرة أخرى، حيث قامت برفع سعر الرسم عدة مرات عن المبلغ المقرر في الاتفاقية (26 دولارا) من جانب واحد، ودون التنسيق أو مراجعة الجانب الفلسطيني.

هذا إلى جانب خرقها الاتفاقية مجددا عندما لم تلتزم بتحويل المبلغ المقرر لخزينة السلطة، منذ عام 2008، حيث يبلغ مجموع مستحقات السلطة عن رسوم 'معبر الكرامة'، والتي لم تدفعها إسرائيل منذ عام 2008 وحتى شهر آذار من العام 2012، أكثر من 150 مليون شيقل.

وأشار إلى أن هناك مخاطبات تجريها وزارة المالية مع الجانب الإسرائيلي لإلزامه بدفع المستحقات الفلسطينية، وباتفاق باريس الاقتصادي، والمبالغ المقررة فيها.

وبعد أن صارت فلسطين دولة، وبدأت إسرائيل تنفذ تهديداتها بعدم تحويل أموال الضرائب التي تجنيها لصالح فلسطين، هل يمكن أن تنظر إسرائيل إلى هذه المستحقات الفلسطينية في ظل تجاوزها لدفع تحصيلات شهرية؟.

سمير عبد الله الوزير السابق، ومدير عام معهد الأبحاث والسياسات الاقتصادية 'ماس' اعتبر أن صفة دولة فلسطين الجديدة تعطي نافذة للجوء للآليات الدولية لمحاسبة وملاحقة إسرائيل كدولة احتلال تنتهك حقوق الدولة التي تحتلها ومن ضمنها الحقوق المالية، الأمر الذي يدعم فرصة المطالبة بتلك الحقوق ويجعل منها قابلة للتحقق بشكل أكبر.

وبين عبد الله أن هناك تفاهمات على بعض التعديلات على اتفاق باريس الاقتصادي، من المفترض أن يبدأ العمل بها مطلع العام المقبل (2013)، مستدركا أنه ربما يوقف العمل بها ضمن العقوبات التي تفرضها إسرائيل على فلسطين، في إشارة إلى صعوبة المطالبة بالحقوق الفلسطينية الموجودة أصلا من جهة، وإلى وقف خروقات إسرائيل لبنود اتفاق باريس من جهة أخرى.

وطالب عبد الله اللجنة الرباعية الدولية بصفتها الجهة الراعية لهذه الاتفاقية الآن بأن تضغط على إسرائيل لوقف خروقاتها للاتفاقات الموقعة مع فلسطين ومن ضمنها اتفاق باريس الاقتصادي الموقع عام 1996، وإجبارها على تطبيق بنود الاتفاق، وعدم التلاعب في تلك البنود والالتزام بتنفيذ التعديلات التي اتفق عليها.

كما دعا لسرعة الانخراط في المؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة والانضمام إليها لما يساهم في إمكانية تحصيل الحقوق بشكل أكبر ويعزز من فرص ملاحقة إسرائيل على انتهاكاتها بحق الملكية الفلسطينية الخاصة والعامة، ولتقييد حريتها المطلقة في التصرف بشكل أحادي الجانب.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required