مفتاح
2024 . الثلاثاء 23 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


المسيرات والمظاهرات التي جرت مؤخراً في جميع أنحاء الوطن، إحياء لذكرى مرور عامين على اندلاع الانتفاضة، انطوت على رسالة شديدة الوضوح مفادها أن الانتفاضة والمقاومة ستظل مستمرة، بشكل أو بآخر، ما استمر الاحتلال والاستيطان والقهر.

وكانت الانتفاضة اندلعت بعد أن أيقن الفلسطينيون عجز أسلوب المفاوضات عن تحقيق الحد الأدنى من حقوقهم الوطنية.

فقد شهدوا الاستيطان وقد تضاعف، خلال المفاوضات ، ثلاث مرات فوق أراضيهم التي كان من المفترض أن يقيمون عليها دولتهم المستقلة في نهاية هذه المفاوضات.

وجاءت قمة كامب ديفد التي عقدت للبحث في الحل النهائي في تموز من العام 2000 لتمثل نهاية حلم الفلسطينيين بالحصول على حقوقهم عبر بوابة المفاوضات وحدها.

فقد خرج الفلسطينيون من تلك المفاوضات بنتيجة أن ما يعرض عليهم من قبل الإسرائيليين ليس تسوية سياسية بقدر ما هو هزيمة تاريخية يتنازلون فيها عن أراضيهم وحقوقهم الوطنية في العودة دونما مقابل.

ويقول الدكتور باسم الزبيدي أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الذي أعد دراسة عن مفاوضات كامبد ديفد بأن : مجمل ما عرضه الجانب الإسرائيلي على الفلسطينيين في تلك المفاوضات يشكل فقط 45.6% فقط من مساحة الضفة".

وأضاف يقول: لقد تهرب الوفد الإسرائيلي في تلك المفاوضات من تقديم أية خرائط تظهر الحجم الفعلي للأراضي التي سينسحب منها، لكن حساب المساحات التي عرضت تبين أنها تقل عن نصف مساحة الضفة".

وكان الجانب الإسرائيلي أعلن عقب المفاوضات أنه عرض انسحاباً من ما قال أنه يشكل بين 95-98% من مساحة الضفة.

لكن الباحثين يقولون بأن النسبة المذكورة وهمية وليست حقيقية ، مشيرين إلى أنها لم تشمل القدس الكبرى ومساحتها 13% من مساحة الضفة ولا مساحات استيطانية ومناطق عسكرية أخرى واسعة.

وسرعان ما جاءت لحظة الانفجار بزيارة شارون إلى الحرم الشريف، الذي كان أحد أبرز محاور الخلاف التفاوضي بين الجانبين خلال قمة كامب ديفد،حينما أبدى الوفد الإسرائيلي تشدداً بمطلبه السيادة عليه باعتباره يمثل لليهود جبل الهيكل.

فقد انطوت تلك الزيارة على مضامين ومغاز سياسية ودينية شديدة الحساسية، ليس للفلسطينيين فحسب وإنما للعالمين العربي والإسلامي عامة، نظراً لما يمثله الحرم الشريف في عمق الوعي والإيمان الديني باعتباره: أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين".

وجاء الرد الإسرائيلي الرسمي الدموي على الاحتجاجات الفلسطينية السلمية عقب تلك الزيارة ليشكل نهاية عهد التحاور عبر المفاوضات وحلول عهد التحاور على الأرض عبر العنف والسلاح.

ورغم التضحيات والخسائر البشرية والمادية الجسيمة التي لحقت بالفلسطينيين خلال العامين الماضيين إلا أن الغالبية العظمى -وفق ما تظهره استطلاعات الرأي العام- ما زالوا يبدون تمسكهم بهذا الخيار الذي يرون فيه وسيلة دفاع عن أنفسهم أمام هجمة عسكرية وسياسية تبدو غير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.

وقال محمود العالول عضو المجلس الثوري لحركة فتح محافظ نابلس: إذا لم تكن المقاومة فماذا تكون، إن شارون لا يطرح على الفلسطينيين سوى الاستسلام التام والإذعان لشروطه مثل استبدال قيادتهم.. إلى آخر القائمة".

لكن الثغرات التي اعترت مسيرة الانتفاضة خلال العامين الماضيين، وما ألحقته من خسائر سياسية بالفلسطينيين تدفع بالكثيرين للمطالبة بإعادة تصحيح مسارها.

وقال العالول: نحن ندرك أن الكثير من أشكال النضال الفلسطيني لم تكن مفهومة لدى الكثيرين في العالم، لذلك ثمة دعوات وحوارات من أجل إعادة النظر في تلك الأشكال والأساليب".

وأضاف يقول: إننا في حاجة إلى مساندة العالم، لذا علينا العمل على كسب دعمه وتأييده".

والمأخذ الأبرز على الانتفاضة هو أنها لم تنتج بعد قيادة موحدة تحدد برامجها وآلياتها وآفاقها وأدواتها"

وقال ناصر جمعة عضو لجنة إقليم نابلس في حركة فتح: الانتفاضة كانت خياراً شعبياً، لكن القوى الفلسطينية أخفقت حتى اليوم في صياغة استراتيجية أو حتى خطة عمل موحدة لها".

وأضاف يقول: وهذا انعكس بصورة سلبية على مسيرتها، فأحياناً كثيرة جاءت العمليات العسكرية غير متناغمة مع الحركة السياسية وأدت إلى نتائج عكسية".

وقد شهدت الساحة السياسية الفلسطينية على الدوام جدلاً واسعاً بشأن مسيرة الانتفاضة، لكنه كان سرعان ما يجهض من قبل آلة البطش الإسرائيلية.

فقد دأب رئيس الوزراء الإسرائيلي على هدم كل مبادرة في هذا الشأن مستخدماً أقصر الطرق وهي طريق الاغتيال والقصف.

ففي مطلع العام الجاري أنهى شارون مبادرة للرئيس عرفات بوقف إطلاق النار من خلال قيامه بتدبير عملية اغتيال لقائد كتائب شهداء الأقصى في طولكرم رائد الكرمي.

وقبل شهرين أبطل مبادرة فلسطينية عربية أوروبية لوقف الهجمات الاستشهادية في إسرائيل عندما قام باغتيال قائد الجناح العسكري لحركة حماس الشيخ صلاح شحادة وذلك بقصف البناية التي كان يقيم بها بقنبلة زنتها طن، أدت لمقتل 16 مواطنا آخر أكثر من نصفهم من الأطفال.

ويقول المراقبون بأن شارون سعى على الدوام إلى جر الفلسطينيين إلى الميدان الذي يتفوق فيه عليهم وهو ميدان العنف والقتل.

وكانت حرب شارون قد اتخذت منحى آخر في نيسان الماضي عندما وجد المناخ الدولي مواتياً له لاجتياح المدن الفلسطينية وهدم مقار السلطة وسجن الرئيس عرفات في حدود مدينة رام الله أحياناً وداخل مبنى المقاطعة أحياناً أخرى.

وإزاء صمت العالم وسلبية المحيط العربي تجاه ما يتعرض له الفلسطينيون فإنهم يشعرون أنهم وحيدين في مواجهة آلة البطش الإسرائيلية، ما ولد لديهم شعوراً بالعزلة والأزمة.

ويقول العالول بأن الأزمة التي يعيشها الفلسطينيون في الوقت الراهن تعود إلى الوضعين الدولي والإقليمي.

وأضاف يقول: فعلي الصعيد الدولي فإن الإدارة الأمريكية انتقلت من طور الحليف إلى طور الشريك في العدوان الإسرائيلي، أما الوضع الإقليمي فإن العالم العربي يقف عاجزاً عن تقديم عون جدي لنا".

ورغم وطأة الشعور بالوحدة وأحياناً بالعزلة إلا أن الشارع الفلسطيني يظهر شبه إجماع -كما تبين نتائج استطلاعات الرأي العام- على مواصلة مقاومة الاحتلال.

وقال محمود العالول: الانتفاضة والمقاومة ستستمر طالما أن الاحتلال موجود والقمع قائم".

وأستدرك يقول: قد يكون شارون حقق أهدافه في المزيد من القتل والقمع والتدمير ، لكنه لن يحقق هدفه السياسي بهزيمتنا وإجبارنا على التنازل عن حقوقنا الوطنية"

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required