مفتاح
2024 . الإثنين 22 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


- موقف المرصد الاسرائيلي
- الاهداف والغايات والوسائل
- توليفة الشكيك والتشويه والتضليل
         1- المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية
         2- حركة التضامن العالمية
         3- منظمة العفو الدولية
         4- منظمة مراقبة حقوق الانسان

* مقدمــة

في الوقت الذي تواصل فيه حكومة ائتلاف اليمين الاسرائيلية حربها الضروس على الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية، فيما يحلو لقوى اليمين بتلاوينه المختلفة، ان تطلق على الانقضاض على الوجود الفلسطيني بحرب اسرائيل على الجبهة الاولى، فان المرصد الاسرائيلي للمنظمات الأهلية المتفرع عن معهد الشؤون المعاصرة، أحد مكونات مركز القدس الاسرائيلي للشؤون العامة، يشكل رأس الحربة في الحرب الاسرائيلية على الجبهة الثانية، جبهة تمتد وتتسع ساحاتها لتطال العالم بأسره بدأً بالمنظمات الأهلية الاسرائيلية ومروراً بالمنظمات الأهلية الفلسطينية وحتى منظمة العفو الدولية ومراقبة حقوق الانسان والهيئات الانسانية المتخصصة المنبثقة عن منظمة الامم المتحدة .

هذه الحرب المتواصلة بمعاركها الصغيرة والكبيرة، تستهدف بالاساس احباط كافة الجهود المبذولة للتضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وفي ذات الوقت بهدف ثنائي مترابط، التأثير على الرأي العام الاسرائيلي وصناع القرار الحكومي بتحشيد وتجميع القوى لاتخاذ مواقف حيال القضايا المطروحة، وايضاً الدخول في سجال متواصل وتنظيم الحملات بهجوم مضاد لكسب المعركة مع المنظمات الاهلية في الساحة الدولية .

المرصد الاسرائيلي للمنظمات الأهلية، باطروحاته ومعاركة السجالية وما تثيره مواقفه من لغط ومنطلقات ضدية تناقضية لمباديء القانون الدولي وشرعة حقوق الانسان والمواثيق الدولية واجماع الشرعية الدولية، لا يختلف في شيء عن ذات المنطلقات والمرتكزات التي يتمترس خلفها مركز القدس الاسرائيلي للشؤون العامة، والاختلاف وان جاز التعبير من حيث الاختصاص، ولا يتجاوز العلاقة العضوية ما بين المؤسستين ويصف في نهاية المطاف في تدعيم تكاملية النهج اليميني العقائدي بكل ما يحوية، من اسقاطات جبرية ارادية بانعكاساتها على التطبيقات في المجال السياسي والميادين الاخرى .

وتنطلق توليفة المرصد الاسرائيلي للمنظمات الأهلية من دخيرة المواقف الاسرائيلية، المعبر عنها رسمياً وفي الاوساط الحزبية اليمينية، المعروفة باسطواناتها بكامل مجموعاتها حول العلاقة بالشعب الفلسطيني ووجوده على ارض وطنه وتطلعاته وامانيه الوطنية وقضايا السلام في المنطقة وفي العالم، لتؤسس عليها النهج السجالي المشاكس والمفاهيم المتناقضة والمتعاكسة، ضمن خليط من التشكيك بالمنظمات الأهلية والهيئات الانسانية المنبثقة عن الامم المتحدة، وتشويه المواقف باجترار الاتهامات بالعداء للسامية ومناهضة اسرائيل والشعب اليهودي والتضليل الممنهج بقلب الحقائق رأساً على عقب، وبتصوير ما يحدث على عكس ما هو قائم فعلاً على امتداد الاراضي الفلسطينية لتصبح الانتهاكات والخروقات المتواصلة والمتكررة وجرائم الحرب من دواعي الأمن للمجتمع الاسرائيلي وتحميل المسؤولية للنوازع العدوانية المزعومة للشعب الفلسطيني، وليس الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية والممارسات الاسرائيلية، التي درجت عليها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة من المراوغة والمماطلة والتهرب الدائم والمتواصل من تنفيذ الاستحقاقات، التي نصت عليها الاتفاقات المبرمة برعاية دولية والتي توجت بجدار العزل العنصري الجاري بنائه على الاراضي الفلسطينية شرقي خط الرابع من حزيران 1967 والذي يفصل ما بين التجمعات الفلسطينية بمجموعها وما بين البلدات والقرى والاراضي الزراعية الفلسطينية .

* موقف المرصد الاسرائيلي

يرتكز موقف المرصد الاسرائيلي من المنظمات الأهلية والهيئات الانسانية المنبثقة عن الامم المتحدة ونشاطاتها المختلفة، سواءً في ميدان حقوق الانسان او في مجال التطوير المجتمعي والاغاثة الانسانية او في معترك التضامن المباشر وتنظيم حملات الحماية الشعبية الدولية للشعب الفلسطيني، من الاقرار بدورها الفاعل في الساحة الدولية وتأثيرها على صناع القرار الحكومي، وقدرتها من خلال ممارسة مزيج من التأليب والضغوط على رسم سياسات العديد من البلدان . ولكن رؤية المرصد الاسرائيلي للسلطة الاخلاقية والقوة السياسية للمنظمات الأهلية والهيئات الانسانية المنبثقة عن الامم المتحدة، تقتصر على ملامسة الجانب العملي الوظائفي وتغفل الدور الأساس وحجر الارتكاز متمثلاً بمنظومة المبادىء والاسس الفلسفية، بمنظورها الانساني الذي يحكم سياساتها العامة ونشاطاتها ومواقفها تجاه القضايا المطروحة . فبالنسبة للمرصد الاسرائيلي فان الجانب الكبير من السلطة الاخلاقية للمنظمات الأهلية وكذلك قوتها السياسية تأتي من الدعم الذي تقدمه المنظمات المانحة، حيث ان الميزانيات الضخمة التي تحوز عليها المنظمات الأهلية تحولها الى قوى عظمى سياسية (1) .

تعمد هيئة المرصد الاسرائيلي والمكونة من مسؤولي النشر الدكتور دوري جولد والكاتب زفي ماروم والمحرر المسؤول جيرالد ستينبرغ والمحرر الاداري سيمون لاسمان والصحافي دافيد مادير، الى ادراج المنظمات الأهلية في تصنيفات ثلاثة:-

- هيئات دولية مثل منظمة العفو الدولية ومنظمة مراقبة حقوق الانسان .
- مجموعات اقليمية محددة مثل مفتاح والمركز الفلسطيني لحقوق الانسان والحق واطباء من اجل حقوق الانسان وتقتصر بنشاطاتها على الصراع العربي – الاسرائيلي .
- المنظمات المانحة والتي تقوم بجمع الاموال لمشاريع ومجالات معتددة وتقديم الدعم المادي والتقني لمنظمات أهلية صغيرة، ومثالها مؤسسة فورد والمفوضية الدولية للمحامين وصندوق اسرائيل الجديد والدعم المسيحي .

* الاهداف والغايات والوسائل

يلجأ المرصد الاسرائيلي للمنظمات الأهلية الى ممارسة عملية التشخيص الكلي المفصل والمسهب والشامل للمنظمات الأهلية والهيئات الانسانية المنبثقة عن منظمة الامم المتحدة، في سعي لتحديد اهداف وغايات تأسسيه كمرصد متفرع عن معهد الشؤون المعاصرة احد مكونات مركز القدس الاسرائيلي للشؤون العامة، ومن ثم ليفضي اجراء الشخيص الذي لا يخلو من نزعة تشريحية واضحة، بكل ما يدعيه من تطبيقات المنهج المتداخل للعلوم الانسانية، وتحديد الغايات والاهداف بالزعم بكونها قابلة للتحقيق رغم وضوح وجلاء تعاكسها وتناقضها مع المبادىء الانسانية السامية للمواثيق والاعراف الدولية، الى انتهاج انجع الوسائل الكفيلة بمقارعة المنظمات الاهلية والهيئات الانسانية المنبثقة عن منظمة الامم المتحدة .

يذهب المرصد الاسرائيلي في مخطوطة التشخيص الى حد اطلاق الحكم وليس مجرد الوصف التشخيصي حيث يقول "تتسم المنظمات الأهلية بكونها فضفاضة وعلى اتساع، ليس فقط بطبيعتها ونوعيتها، بل أيضاً بدوافعها واهدافها، حيث ان قدرتها على القيام باعمال الخير العام تتساوى مع قدرتها على التشوية، وعلى العكس من الحكومات المنتخبة ديمقراطياً أو الشركات المساهمة العامة، فانها لا تمتلك اطاراً منهجياً يمكنها من امتلاك المواصفات القياسية الصحيحة لكونها منظمات أهلية من خلال اخضاعها للمحاسبة على التقارير والبيانات والمواد الاعلامية الأخرى التي تقوم باصدارها (2) . لا يتوقف المرصد عند هذا الحد بل يواصل عملية التعزيز التشخيصي باطلاق يد تحريك المثقب بالاشارة الى ان المنظمات الأهلية في بعض الاوضاع التي تطرح فيها نفسها بانها تتبع الأهداف الانسانية الشاملة، تستغل تمتعها بالتأثير القوي الذي يمنحها الحصانة من المحاسبة والنقد، وفي حالات اخرى فان الافتراض بسلامة دوافعها واتصافها بالنقاء والحياد السياسي والايدلوجي يقف حائلاً امام القيام بمراجعة نقدية .

* الدوافع الكامنة والنتائج المرجوة

لا تخفي هيئة المرصد الاسرائيلي دوافعها من وراء تأسيس المرصد، فهي ترى ان الامر بالاضافة الى حيويته البالغة يتصف بالملحاحية الضاغطة فهو ضروري ولا غني عنه من اجل القيام بالمحاسبة وتقديم نقاش جدي وسجالي للتقارير الصادرة عن المنظمات الأهلية والهيئات الانسانية المنبثقة عن منظمة الامم المتحدة، وكذلك للنشاطات التي تقوم بها والمواقف التي تتخذها وتعبر عنها في إطار الصراع العربي – الاسرائيلي . وعطفاً على ما سبق ذكره من التشخيص والتشريح فان هيئة المرصد تجد لزاماً عليها وقف الممارسات، التي تقوم بها الهيئات التي تصف نفسها بالمنظمات الأهلية الانسانية والتي تستغل يافطة القيم الشاملة لاعلان حقوق الانسان من اجل خدمة المنظمات والهيئات المعادية لاسرائيل والمدفوعة سياسياً وايدلوجياً . وبدوره يعلن المرصد عن عزمه على تقديم المعلومات والقيام باجراء الدراسات والمواد التحليلية والنقدية من اجل مواجهة المفاهيم والمواقف التي تقوم المنظمات الأهلية بالترويج لها . وذلك من خلال تسريع وتيرة النقاش الشامل على كافة القضايا المطروحة .

يعتقد مسؤولوا المرصد الاسرائيلي بان انجع الاساليب لمقارعة المنظمات الأهلية والهيئات الانسانية المنبثقة عن منظمة الامم المتحدة، تكمن في انتهاج اليات متعاكسة وفاعلة بحيث يواجه قيام المنظمات الأهلية بنشر الخروقات، بآلية الاعتراض الفاعل من خلال عدم الاكتفاء بالنفي او التكذيب كفعل اعتراضي مبدأي بل بنشر التشويه الذي طال الحديث عن الخروقات والانتهاكات وفي ذات الوقت تقديم المعلومات البديلة ضمن ذات السياق وداخل وخارج اطار ملامسة المنظمات الاهلية لقضايا الصراع العربي – الاسرائيلي في الشرق الاوسط، لتشكل الدخيرة المطلوبة لصانعي القرار في الحكومة الاسرائيلية وللصحافيين في مكاتب التحرير والمنظمات الخيرية الانسانية والجمهور .

* توليفة التشكيل والتشويه والتضليل

مع ان توليفة التشكيل والتشويه والتضليل التي قام المرصد الاسرائيلي للمنظمات الأهلية بصياغتها ضمن تركيبة محكمة جمعت بمكوناتها المختلفة ما بين الاستناد الى ذخيرة المواقف الاسرائيلية الرسمية وطروحات اليمين الاسرائيلي العقائدي وذرائعية قوى الوسط السياسي والتغلف بقشرة النزعة الاكاديمية، هذه الخلطة وضعت قيد الخدمة وتم انتهاجها باعتبارها الركيزة الأساس لاستراتيجية مقارعة المنظمات الأهلية والهيئات الانسانية المنبثقة عن منظمة الامم المتحدة، فان الأمل باحراز النتائج المرجوة رغم توظيف الامكانيات الهائلة المتاحة وتضافرها مع مردودات حملات العلاقات العامة المتواصلة والمستمرة، لم يسعف المرصد الاسرائيلي في مواجهة المصاعب والاخفاقات سواء في مؤتمر دوربان بشهر ايلول عام 2001 او في محافل اخرى كثيرة .

اعتبر المرصد الاسرائيلي ان الاعلان الصادر عن المنظمات الأهلية في مؤتمر دوربان كتب بلغة بالغة التسييس ويعكس الجهود المكثفة الساعية للاساءة لاسرائيل، ويورد المرصد للدلالة على ادعائه النقاط التالية:_

- بند رقم 164 ... ضحايا التصفية الاستهدافية للنموذج الاسرائيلي من الفصل العنصري والتطهير العرقي وبشكل خاص استهداف الاطفال والنساء واللاجئيين .
- بند رقم 425 انتهاج سياسة العزل الكامل والشامل لاسرائيل باعتبارها دولة فصل عنصري وفرض عقوبات شاملة وحصار اقتصادي وقطع كافة الروابط والعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية والتعاون العسكري والتدريب بين كافة الدول واسرائيل .
- بند رقم 426 .. ادانة الدول التي تؤيد وتساند وتعاضد اسرائيل دولة الفصل العنصري وجرائمها العنصرية ضد الانسانية ومن ضمنها التطهير العرقي وجرائم الحرب .

الاتهام بالتسييس قاد المرصد الاسرائيلي الى التمرس خلف المقولات التبريرية التي تنطلق من مقولة خطأيه مقارنة اسرائيل بجنوب افريقيا ونظام الفصل العنصري باعتبار ان اسرائيل منحت لأقليتها العربية مساواة مدنية وقانونية كاملة، وان وضع الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة مرهون بالتسوية النهائية ومسألة الدولة الفلسطينية موضوع للجهود الدبلوماسية المكثفة والمفاوضات الحساسة، وزيادة في التبرير وامعاناً في التشويه والتضليل يذهب المرصد الى حد القول، ان الجيش الاسرائيلي ينتهج سياسة واضحة تقضي بعدم التسبب باحداث اصابات في صفوف المدنيين، وان الحقيقة حول الحرب على الارهاب تكمن في تركيز مصانع المتفجرات للانتحاريين في مناطق ذات كثافة سكانية عالية واضافة الى ذلك فان الفلسطينيين قد اظهروا رغبة في وضع الاطفال الصغار مباشرة في خط النار .

وفي ذات السياق يمكن القول بان موقف المرصد الاسرائيلي تجاه البيان المشترك للمنظمات الأهلية بتاريخ 27 ايار 2003 غير مستهجن على الاطلاق حيث يتهم المنظمات الأهلية بخيانة اهدافها وقيمها . وضمن ذات التوليفة فان المرصد يشير الى انه سيكون من المأساوي استمرار اصدار البيانات احادية الجانب وغير المتوازنة من قبل المنظمات الأهلية الانسانية والتي ستسهم في استمرار استغلال المدنيين في الضفة الغربية وقطاع غزة .

* تمحور وتفرع المآخذ

تتمحور مآخذ المرصد الاسرائيلي وتتفرع من الادعاء بتجاوز المنظمات الأهلية والهيئات الانسانية المنبثقة عن الامم المتحدة للتفويض الذي حددته لها بيانات الاهداف والغايات التي وضعتها لنفسها، بالدفاع عن حقوق الانسان وتقديم الدعم المادي والتقني للتطوير المجتمعي في البلدان النامية والقيام بأعمال الاغاثة الانسانية في المناطق المنكوبة بالحروب والكوارث الطبيعية، الى تبني موقف سياسي وايدلوجي ورسم صورة أحادية الجانب باسقاطات كثيرة للحقائق الاساسية وعدم ادخار الجهد لتعلن بما لا لبس فيه دوافعها الايدلوجية التي تقف وراء مواقفها، وهي بذلك تقوم بتشويه الوضع المعقد لشن هجوم كاسح ضد السياسة الاسرائيلية، وعلى المدى البعيد فان الدافع يسعى لتثبيت صورة الاساءات الاسرائيلية لحقوق الانسان (3) .

يرى المرصد الاسرائيلي للمنظمات الأهلية ان استعداد اغلبية المنظمات الاهلية، العاملة في ميدان حقوق الانسان، للابتعاد عن ما التزمت به في بيانات الاهداف والغايات، من اجل القيام بهجمات منحازة وغير متوازنة على السياسة الاسرائيلية، لم يتغير منذ عامين على انفضاض مؤتمر دوربان وان الموقف من جدار الفصل العنصري يشكل المثال الاكثر وضوحاً لاستراتيجية منظمة العفو الدولية ومنظمة مراقبة حقوق الانسان، واستمراراً للنهج المتواصل برفضه ادراك سياق الحقيقة في موقف الحكومة الاسرائيلية وما تمليه عليها واجباتها لحماية مواطنيها .

من جملة المآخذ التي يسوقها المرصد الاسرائيلي، على المنظمات الاهلية والهيئات الانسانية المنيثقة عن الامم المتحدة، الزعم بان المنظمات الاهلية تسودها النزعة الليبرالية في الادارة ولا تخضع الا للقليل من التدقيق العام، مما يمكنها من الترويج لخطابها السياسي ومعتقداتها اولاً في وسائل الاعلام، وثانياً وبشكل متزايد في المحافل الدولية، ويمكن ادراج المآخذ الاخرى في التالية:-

- لجوء المنظمات الاهلية الى استخدام مصطلحات اتهامية في اصداراتها المختلفة من تقارير وبيانات صحافية ومواد اعلامية اخرى مثل قتل .. ترويج .. تعذيب ... انتهاك .. خرق ... جرائم حرب ... عقوبات جماعية ... سياسة الفصل العنصري ...الخ .
- الادانة الانتقائية بتوجيهها ضد السياسة الاسرائيلية
- اغفال المأزق الاخلاقي الذي تواجهه القوات الاسرائيلية في التمييز ما بين ناشطي الاغاثة الانسانية الحقيقيين والمحرضين من اتباع حركة التضامن العالمية الذين يقومون بمنع الجنود الاسرائيليين من القيام بهمامهم .
- قيام المنظمات الاهلية بوضع قائمة طويلة من المطالب على الحكومة الاسرائيلية وفي المقابل السكوت عن الواجبات والالتزامات الفلسطينية .
- تقديم الدعم المادي وتمتين الروابط مع المنظمات الأهلية الفلسطينية التي تحتفظ باجندة سياسية تتمثل في الترويج للقضية الفلسطينية والسعي لنزع الشرعية عن الجهود الاسرائيلية المناهضة للارهاب .

.... توليفة التشكيك والتشويه والتضليل

1- المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح"

يجزم مسؤولوا المرصد الاسرائيلي للمنظمات الأهلية بأن المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية تنتهج أجندة سياسية معادية لاسرائيل، وان هذه الاجندة "لمفتاح" تعتبر خرقاً واضحاً لبيان الاهداف والغايات الذي وضعته لنفسها المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية، وبناء على ذلك فان المرصد الاسرائيلي يصف "مفتاح" بانها منظمة سياسية وايدلوجية يقع في سلم اولوياتها اضعاف موقف اسرائيل والدفاع عن السلطة الفلسطينية . ويدعي المرصد بان هذه الصفة، التي اطلقها عليها بنفسه، بانسحابها على "مفتاح" تتم على حساب الممارسة الديمقراطية وحكم القانون واحترام الحوار العالمي والديمقراطية وحقوق الانسان، وهذا باعتقاد المرصد يتطلب التدقيق والتفحيص لبيان اهدافها وغاياتها ومبادئها الاساسية على ضوء اصداراتها ومواقفها .

يشير المرصد الاسرائيلي للمنظمات الأهلية بوضوح وجلاء الى مأخذه على المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية بالقول، ان مفتاح تلجأ الى الاستشهاد والاقتباس خارج السياق وتضع التصنيفات، وتقوم باصدار كم كبير من التقارير ذات الصبغة الازدواجية التي تغلقها بالاسلوب التحليلي ومصطلحات حقوق الانسان (4) . ان هذا المأخذ الذي ساقه المرصد ليس الاّ حجر الأساس الذي يبني عليه مداميك احكامه على المبادرة الفلسطينية، ومن ضمنه الحكم عليها بانها تدعي انتهاج التحليل الموضوعي والسياق الاكاديمي، وعلى ذلك فان المرصد الاسرائيلي يورد الامثلة التالية:-

- تقرير اوقفوا السيطرة الاسرائيلية على فلسطين

تم اعداد التقرير من قبل حملة مناهضة جدار الفصل العنصري ويحتوي على 38 صفحة وكذلك مرفق بمادة اعلانية دعائية ويعرض خرائط في غاية الاتقان والتي كانت نتيجة لجهد من التخطيط الجيد والتنسيق، تمتاز الحملة بعلامتها الخاصة "الفصل العنصري" وهي تسعمل كأداة لمقارنة اسرائيل بجنوب افريقيا، في سعي لفرض نفس العقوبات الدولية عليها .

ان هذا التقرير وحصراً في الصفحات 16،17 على التوالي يشوه الهدف من اقامة الجدار الحاحز عبر تصنيفه بأداة احكام السيطرة الاسرائيلية على الاقتصاد الفلسطيني وكجزء من عملية سرقة الاراضي الفلسطينية . ويرى المرصد الاسرائيلي بان هذا السياج كما يسميه ضرورة لمنع المزيد من الهجمات الارهابية الوحشية .

* افتتاحية بتاريخ 22/1/2003

شارون لاعب شطرنج محترف، بمقدوره شن هجوم كاسح، وتوجيه ضربة قاضية ليخرج الاوروبيين ويطيح برؤوسهم، وعلى ذلك فان الاعضاء الثلاثة الذين لا أهمية لوجودهم في اللجنة الرباعية سوف يعترفون بهزيمتهم ويطالبون باعادة اللعبة من جديد، بدلاً من القيام بشن هجوم مضاد قوي وجريء يقضي على موقف شارون في الساحة الدولية .

يرى المرصد بان هذه الافتتاحية تقود الى تكريس المقولة التي طالما ترددت في العالم العربي بان اسرائيل تمتلك قوة متعاظمة تملي السياسات الخارجية للعديد من الدول وهذه الحملة السياسية الدعاوية على العكس تماماً من ما تدعيه مفتاح في بيان اهدافها وغاياتها .

مقالة: المواطنون الامريكيون ضد الحرب وضد الاحتلال بتاريخ 21/1/2003 المقالة تشجب الحرب على العراق وتشير الى ان اسرائيل تشكل خطراً اكبر من العراق على الأمن العالمي .

بينما لا يوجد دليل بان صدام حسين متورط في أي هجوم على الولايات المتحدة او مصالحها في المنطقة منذ حرب الخليج، فان اسرائيل قد خرقت اكثر من 60 قراراً للامم سالمتحدة وصعدت من خروقاتها في غضون السنتين الاخيرتين .

يرى المرصد بان الاحتجاج على الحرب ضد العراق امر مشروع كذلك الاحتجاج على السياسة الاسرائيلية ولكنه يشكك في مشروعية قيام مفتاح باصدار كم من المواد الاعلامية المشوهة احادية الجانب .

... توليفة التشكيك والتشويه والتضليل

2- حركة التضامن العالمية

تحظى حركة التضامن العالمية بنصيب ليس بالقليل من أبخرة وأطاييب توليفة المرصد الاسرائيلي للمنظمات الأهلية، فحظها من التشكيك الذي يطال شرعيتها وافر وكثير، فهي والحالة هذه يؤخذ عليها التأييد الصارخ الذي تبديه للتحريض الفلسطيني وانتهاجها للنسق الرفضوي مما يعتبر تناقضاً لمبادىء حقوق الانسان، وذلك من خلال تقديمها الملاذ للارهابيين وتعريض حياة متطوعي السلام الاجانب للخطر وإرباك العمليات العسكرية الحساسة التي تقوم بها الحكومة الاسرائيلية .

يرى المرصد بان حركة التضامن تلجأ لاستخدام قوة التهويل والمغالاة في الحديث عن خروقات وانتهاكات حقوق الانسان في سعي لتبرير مواقفها المعادية لاسرائيل .

لا يخفي المرصد الاسرائيلي انزعاجه من تعريف حركة التضامن العالمية لنفسها في موقعها على الشبكة العنكبوتية من حيث كونها حركة شعبية لصنع السلام، أسست في آب 2001، واعلانها عن الالتزام باستخدام الاساليب المباشرة والنشطة في القيام باعمال لا عنفية مستخلصة من تجارب المهاماتها غاندي والقس توتو والدكتور مارتن لوثر كينغ . ولكن المرصد الاسرائيلي يصر وهذا بيت القصيد بان هذا الادعاء بالشرعية الايدلوجية يشجع الصحافيين بنشر وترويج بيانات حركة التضامن العالمية ويوفر للحركة الحضور المميز في فعاليات وانشطة المنظمات الأهلية الانسانية وحتى من مهرجان افلام حقوق الانسان (5) .

يلجأ المرصد الاسرائيلي للمنظمات الأهلية الى الادعاء الاكاديمي الموضوعي لتبيان مآخذة على حركة التضامن العالمية بالقول بوجود العديد من التناقضات في الاهداف المزعومة لحركة التضامن العالمية . والنقاط الخمس التالية توضح اساليب القيام باعمال لا عنيفة، ولكنها في الحقيقة تتبع أجندة عنيفة جداً .

بغض النظر عن القشرة الاكاديمية التي غلفت هذه المقولة فمأخذ المرصد الاسرائيلي على حركة التضامن العالمية هي التالية:-

- الاعلانات والبيانات الصادرة عن حركة التضامن العالمية، تتبع دائماً بجملة تقول: نحن نعترف بالحق الفلسطيني بمقاومة العنف الاسرائيلي والاحتلال من خلال الكفاح المسلح المشروع .
- الدعوة لمناصرة الانتفاضة الفلسطينية المدنية غير المسلحة، والمساعدة في تقديم العون الانساني .
- استخدام مصطلح "الشهيد" حتى لاولئك الذين يقتلون في هجمات انتحارية موجهة ضد المدنيين الاسرائيليين .
- التغافل عن السياق التاريخي في سعي للانتقاص من الشرعية اليهودية في التقارير عن مدينة نابلس حيث يجري الحديث عن مدينة فلسطينية ويتم تجاهل اهمية المدينة لليهود والتراث التوراتي .

... توليفة التشكيك والتشويه والتضليل

3- منظمة العفو الدولية

في معرض ترويجه لتوليفته بمكوناتها المختلفة، لم يجد المرصد الاسرائيلي للمنظمات الأهلية ما هو انكى وأدهى واشد إيلاما وايذاءً وابلغ مواربة ونفاقا من الاستشهاد بفقرة من مقالة للكاتب البرطاني بول فوت المعنونة "في الدفاع عن الاضطهاد" والمنشورة بصحيفة الجارديان آذار 2003، حيث كتب بول فوت .. دائرة الموت تتسع وتتسع، وفي الغرب تتبدى ظاهرة تتصف بالشمولية وتتمثل بتحريك الرؤوس علامة على اليأس الذي ترافقه اطلاق التنهيدات . اصوات تنم عن الاستهجان، لقد ابتدأت ثانية، لا شيء حضاري وانساني بامكان المراقبون فعله حيالها، وعلى ما يبدو، وربما، الاعراب عن الأمل بان يقوم، آجلاً او عاجلاً، احد الطرفان بالقضاء على الآخر . اجمل ما في هذا النهج أنه لايتطلب جهداً فكرياً ولا اللجوء للتحليل او التاريخ وزيادة على ذلك فلا حاجة لتميز ما بين عنف الممارس للاضطهاد والواقع عليه الفعل .

لا شك ان محاولة التجيير المتذاكية هذه تفصح عن نفسها عند قيام المرصد الاسرائيلي للمنظمات الاهلية بالتشكيك بمنظمة العفو الدولية والتي هي محور الغمز هذا، حيث يدعي المرصد بأن منظمة العفو الدولية لا توافق على الرأي "لا يوجد شيء حضاري وانساني بامكان المراقبون فعله"، ولذلك حازت على الاستحسان والثناء . والسؤال المطروح هو كيف ستقوم منظمة العفو الدولية بالتمييز ما بين عنف المضطهد والواقع عليه فعل الاضطهاد؟ منظمة العفو الدولية قررت بان تأخذ على عاتقها القيام بجهد فكري واجراء دراسة وتحليل يثبت بان معتقدات بول فوت يعتريها النقص، وعلى ذلك فقد وضعت لنفسها هدفاً بان يتمتع كل شخص في هذا العالم بكافة الحقوق المنصوص عليها في وثيقة الاعلان العالمي لحقوق الانسان .

وذلك بدون القيام باي جهد او عناء يذكر لتوفير التوازن والسياق اللازمين . في هذا المسلك، ان منظمات مثل العفو الدولية تعرض نفسها لمخاطر العبور لضفاف حقول الانعام لتعلق ما بين ممارسة الشجب والادانة واللجوء للتسييس (6) .

في معرض التقييم لسياسات منظمة العفو الدولية، يطلق المرصد الاسرائيلي احكاماً مطلقة بصيغة تقريرية تنم عن الزعم بامتلاك الحقيقة الكلية من خلال القول، ان هذه السياسة سيئة للمنظمة وكما لمباديء حقوق الانسان، انها في غاية البساطة والسهولة ولكنها قليلة الفائدة بشكل ملحوظ وبالتأكيد اكثر خطرا للبقاء على مستوى سطح خروقات حقوق الانسان في مواضع تسيطر عليها الخيارات الصعبة بالغة التعقيد . ان المرصد الاسرائيلي للمنظمات الأهلية يعتقد بان منظمة العفو الدولية قد سقطت في فخي التسييس والانحياز من خلال القاء اللوم وكتابة التقارير .

تندرج مآخذ المرصد الاسرائيلي للمنظمات الأهلية على منظمة العفو الدولية ضمن تصنيفات ثلاثة مهنية وفكرية وسياسية .

أ- تشويه السياق والتعميم التضليلي والاسقاطات الحرجة

يعتقد المرصد الاسرائيلي بان منظمة العفو الدولية رغم الحذر الذي تبديه عند اجراء الابحاث والدراسات، الاّ انها تلفت الانتباه حول المزاعم التي تحتويها تقاريرها المفتقرة للمصداقية، حيث ان الحقائق تنتزع من سياقها وحتى وان كانت دقيقة بشكل خاص، وبذلك فان تشويهات منظمة العفو الدولية قد استخدمت مرات عديدة في شجب وادانة اسرائيل وتوجيه حملات المقاطعة ضدها وضخ المقولات الطنانة لاضعاف المؤسسات الديمقراطية لدولة ذات سيادة.

* مثال لتقرير من موقع العفو الدولية اسرائيل والمناطق المحتلة: توقفوا عن ازهاق الارواح

ما يقارب من 1800 فلسطيني قد قتلوا، وغالبيتهم بشكل غير قانوني من قبل القوات الاسرائيلية والتي تستخدم بشكل روتيني مقاتلات ف 16 وطائرات الهليكوبتر والدبابات في القصف، من ضمن الضحايا اكثر من 300 طفل و 80 شخصا قتلوا نتيجة لعمليات الاغتيال والتصفية الاسرائيلية .

يعتقد المرصد الاسرائيلي للمنظمات الأهلية بان الاصطلاحات التي استخدمت في التقرير ونغمة الارقام حول من يعانون من الطرفين قد ابرزت لتضليل القارىء ضمن الجدلية التالية:-

- ان الثمانين شخصاً الذين قتلوا نتيجة الاغتيالات، هم ارهابيون معروفون وكان لهم ضلع في التخطيط او القيام بهجمات ارهابية .
- ان وضع اطار "الاستخدام الروتيني" لطائرات ف 16 والهليكوبتر والدبابات يضع هذه الاسلحة جميعها على قدم واحدة وان طائرات ف 16 نادراً ما استخدمت في قصف مناطق مدنية، وبذلك فانها لم تستخدم روتينا، ان استخدام الاسلحة الاخرى قد تم بشكل محدد ومنظم .

وعلى ذلك فان المرصد الاسرائيلي يتهم تقرير منظمة العفو الدولية باغفال الابحاث والدراسات الاخيرة المتعلقة بارتفاع معدل الاصابات في صفوف الاطفال الفلسطينيين والتي تشير بانها توصلت لاستنتاجات مفادها بان الاطفال يجري تشجيعهم على المشاركة في اعمال الشغب العنيفة وتعريض انفسهم للمخاطر في سعي لكسب تعاطف دولي اكبر مع القضية الفلسطينية .

ب- كيفية استخدام منظمة العفو الدولية للمنطلقات القانونية

للتشكيك بمصداقية منظمة العفو الدولية يلجأ المرصد الاسرائيلي للمنظمات الأهلية بنسف الأسس التي تستند عليها العفو الدولية بالاشارة الى ان القانون الدولي يتسم بالضبابية ويرتكز الى حد كبير على المبادىء العامة ليصل الى النتيجة بان منظمة العفو الدولية لم توفق تكراراً في التمييز ما بين اتفاقيات المباديء والمعاهدات الثنائية ومتعددة الاطراف وانها تلجأ للاستشهاد المتواصل بدون التوضيح اللازم .

مثال: بيان صحافي بعنوان جرائم حرب الجيش الاسرائيلي يتوجب التحقيق فيها بتاريخ 4/11/2002 .

يشير البيان الى تقرير العفو الدولية المعنون "الوقاية من الامن: خروقات الجيش الاسرائيلي في جنين ونابلس" . والذي يتحدث عن الادلة بحدوث خروقات جدية لحقوق الانسان وللقانون الدولي الانساني ومن ضمنها جرائم حرب، ويطالب باجراء تحقيق فوري على نسق التحقيق بجرائم التطهير العرقي في البوسنة .

يرى المرصد الاسرائيلي بان التقرير لم يستخدم معطيات الدراسات الاخيرة حول ما حدث في جنين ولم يجري تعريف المصطلحات الواردة فيه عند الحديث عن القانون الدولي، وان القانون الدولي لم يتطور بما فيه الكفاية لتحديد أي نوع من النزاع يجري بين الاسرائيليين والفلسطينيين، وان استخدام مصطلحات مثل جرائم حرب وغير ذلك ما هو الاّ تضليل ويفصح عن انحياز ايدلوجي .

ج- ممارسة الانتقائية والانحياز الايدلوجي

يبني المرصد الاسرائيلي مأخذه على منظمة العفو الدولية بممارسة الانتقائية والانحياز الايدلوجي على مجموعة المواقف التي عبرت عنها في مناسبات عديدة ويقدم أمثله لما يجزم بانه الدليل على الموقف الايدلوجي .

- سلوك منظمة العفو الدولية في مؤتمر دوربان وتبنيها للصيغة الداعية باعادة تقييم قرار الامم المتحدة رقم 3379 بالتأكيد على ان الممارسات الاسرائيلية عنصرية ودعوة المجموعة الدولية لفرض العزلة الكاملة والشاملة على اسرائيل لكونها دولة فصل عنصري .
- تبني الاتهامات الفلسطينية لاسرائيل بممارسة التعذيب، والتي لم تستند على ارضية دقيقة وينقصها الدليل في الوقت الذي صادقت فيه اسرائيل على ميثاق الامم المتحدة ضد ممارسة التعذيب والمعاملة غير الانسانية .
- اطلاقها الدعوة لارسال مراقبين لحماية حقوق الانسان في الاراضي الفلسطينية .
- ادانة منظمة العفو الدولية لبلدية القدس لخرقها بنود القانون الدولي، في الوقت الذي تقوم فيه بلديات اخرى بذات الشيء ومن ضمنها نيقوسيا وبروكسل .

.... توليفة التشكيك والتشويه والتضليل

4- منظمة مراقبة حقوق الانسان

اعتبرت هيئة المرصد الاسرائيلي للمنظمات الأهلية دعوة منظمة مراقبة حقوق الانسان الى تغريم اسرائيل لمواصلتها بناء الجدار الفاصل على الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، واعلان المنظمة عن النص الكامل لرسالتها الموجهة للرئيس جورج بوش والمؤرخه 30 ايلول 2003 عبر بيان صحافي في الأول من تشرين الاول بمثابة حلقة جديدة في سلسلة الهجمات غير المتوازنة والمدفوعة سياسياً على اسرائيل .

لا جديد في هذا الموقف الاتهامي للمرصد الاسرائيلي سوى انه يضيف نكهة اخرى متميزة لسجالاته الاتهامية الحافلة لمنظمة ممراقبة حقوق الانسان والتي كانت الرسائل المتبادلة ما بين جيرالد ستينبرغ وكين روث تجسيداً لها (7)، فالمرصد يعتقد باصرار ان غالبية مواقف منظمة مراقبة حقوق الانسان ترتكز على مزاعم المنظمات السياسية الفلسطينية والتي تجد ضالتها في الاهتمامات الأمنية واثرها على السياسة الاسرائيلية .

في البيان الصحافي المؤرخ الاول من تشرين اول 2003 اوردت منظمة مراقبة حقوق الانسان النقاط التالية:-

- خط سير الجدار والترتيبات المترافقة معه تشكل خرقاً لحرية حركة الفلسطينيين وتمنع وصولهم الى مصادر الغذاء والماء والمؤسسات التعليمية وتحرمهم من الخدمات الطبية .
- بالاعتماد على تقرير البنك الدولي فان ما يقارب من 150 الف فلسطيني قد تضرروا من اقامة المرحلة الاولى من الجدار . وسوف يتضرر 150 الف آخرين في المراحل الاخرى .
- يتوجب على الرئيس بوش ان يضمن قيام حكومة الولايات المتحدة بأقصى جهدها بالعمل على منع هذه الخروقات الجدية للقانون الدولي، وذلك من خلال اقتطاع تكاليف الجدار من ضمانات القروض ويتوجب ان تكون هذه البداية .
- ان مراقبة حقوق الانسان تسعى لضمان معاملة السكان تحت الاحتلال بالتوافق مع المواصفات القانونية الدولية .
- ان الجدار لا يسير على طول الخط الاخضر الذي يفصل بين اسرائيل والضفة الغربية. ان الجدار يخترق الاراضي الفلسطينية ويحدث اثراً ضاراً على المستوى الانساني للسكان الفلسطينيين .
- انجاز المرحلة الاولى من الجدار تسبب في مصادرة 2850 دونم واقتطاع 2% من مجموع مساحة الضفة الغربية .
- بالاعتماد على اعراف القانون الدولي الانساني يتوجب على اسرائيل مراعاة مصالح سكان الضفة الغربية بضمان انتقال المواد الطبية الطارئة واحترام المرضى والسماح بمرور الطعام والمؤن والامدادات وتسهيل العملية التعليمية، كذلك يحظر عليها اجراء اية تعديلات دائمة في الضفة الغربية لا تخدم مصالح سكان المنطقة الأصليين ويحظر عليها نقل افراد من مواطنيها الى المناطق المحتلة .

تضمنت رسالة منظمة مراقبة حقوق الانسان الموجهة الى الرئيس جورج بوش النقاط التالية:-

- ضرورة استخدام نفوذ الولايات المتحدة لمنع خروقات حقوق الانسان والقانون الدولي الانساني التي تسببت اسرائيل بها من خلال اقامة الجدار الفاصل في الضفة الغربية .
- السعي لضمان معاملة السكان الفلسطينيين القابعين تحت الاحتلال الاسرائيلي وفق المواصفات القانونية الدولية .
- يتوجب ان يكون استخدام اسرائيل لحق وواجب الدفاع عن سكانها المدنيين في حدود الاعلان العالمي عن حقوق الانسان والقانون الدولي، ان مسار الجدار الفاصل والتدابير المترافقة معه لا تلبي هذه المتطلبات .
- حتى لو كان اقامة الجدار امراً متاحاً، رغم عدم اهميته لاسرائيل، وكما خطط له، فانه لا يعتبر مهما لكونه يقام برعاية الحكومة حول مستوطنات غير شرعية في الضفة الغربية .
- نطالبكم بحكم الصلاحيات الممنوحة لكم وفق القانون باقتطاع تكاليف الجدار الفاصل في الضفة الغربية من ضمانات القروض، ونطالبكم ايضاً بالعمل واستخدام كافة الاساليب المتوفرة لديكم للضمانة، في حال استمرار اقامة الجدار، ان يكون مساره والتدابير الملحقة به، متوافقاً مع واجبات اسرائيل كقوة محتلة حسب ما تنص عليه الشرعة العالمية لحقوق الانسان والقانون الدولي الانساني .

مع ان مآخذ المرصد الاسرائيلي للمنظمات الأهلية قد عبرت عن نفسها بوضوح وجلاء في الرسائل السجالية، الاّ ان المآخذ التي يسوقها المرصد الاسرائيلي بخصوص موقف مراقبة حقوق الانسان من جدار الفصل تمثل موقفاً سياسياً لا يبعد كثيراً عن ذات المواقف الاسرائيلية الرسمية، واهم مآخذ المرصد التالية (8) .

- مجمل التحليلات التي طرحتها منظمة مراقبة حقوق الانسان حول موضوع جدار الفصل تقلل من شأن القضايا المعقدة التي تواجه صناع القرار في اسرائيل .
- تبني المنهج المتبع لدى القيادة الفلسطينية بترديد الادعاءات باعاقة الجدار لحرية الحركة وتهديده لمصادر الطعام والماء .
- تجاهل البيئة الأمنية الاسرائيلية ودور السلطة الفلسطينية في تخريبب اتفاقات اوسلو.
- الفشل في ملاحظة عدم وجد حدود دولية وان المستوطنات بالاساس قضية أمنية سياسية وليست موضوعاً لحقوق الانسان .
- اللجوء للانتقائية في الاقتباس من مصادر مثل البنك الدولي .

هـوامــــــــش

1- كيف تعمل المنظمات الأهلية؟ موقع المرصد على الشبكة العنكبوتية .
www.ngo-monitor.org الباب الثاني/الفرع الثالث
2- تقرير المرصد الاسرائيلي للمنظمات الأهلية (عدد 1 رقم 9) 24 حزيران 2003 مادة تحليلية نقدية معنونة منظمات حقوق الانسان تنظم في حملة التشويه للسياسة الاسرائيلية تعقيباً على البيان الصحافي السداسي المشترك 27 آيار 2003 المجموعات الدولية لحقوق الانسان تدين التضييق المتزايد على المراقبين" .
3- بيان الاهداف والغايات ويتضمن أهمية المنظمات الاهلية، فلسفة المرصد تشخيص المرصد وهدف المرصد .
4- تقرير المرصد الاسرائيلي للمنظمات الأهلية (عدد 1 رقم 2) 27 كانون اول 2003 مادة تحليلية نقدية معنونة "المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية: الاجندة المعادية لاسرائيل" وتحتوي الى جانب المقدمة ثلاثة اقسام وخلاصة استنتاجية .
5- تقرير المرصد الاسرائيلي للمنظمات الاهلية (عدد 2 رقم 1) 11 ايلول 2003 مادة عرض تحليلية معنونة "حركة التضامن العالمية: الشرعية الزائفة" .
6- تقرير المرصد الاسرائيلي للمنظمات الاهلية (عدد 1 رقم 4) 27 شباط 2003 مادة تحليلية نقدية معنونة "منظمة العفو الدولية وقضايا حقوق الانسان في النزاع العربي – الاسرائيلي" . الى جانب المقدمة تحتوي المادة على الاقسام التالية:- البناء الهيكلي التنظيمي والقانوني، المحاور الثلاثة موضوع المادة التحليلية: تشوية السياق والتعميم التضليلي والاسقاطات الحرجة، كيفية استخدام العفو الدولية للمنطلقات القانونية الدولية ومآخذ ممارسة الانتقائية والانحياز الايدلوجي والخلاصة الاستنتاجية .
7- بدأت الرسائل السجالية برد منظمة مراقبة حقوق الانسان على مقالة رئيس تحرير المرصد جيرالد ستينبرغ المعنونة "منظمة مراقبة حقوق الانسان: خطوتان الى الامام وخطوة الى الخلف" . والمنشورة في تقرير المرصد (عدد 1 رقم 8) 19 ايار 2003 .
8- تقرير المرصد الاسرائيلي للمنظمات الأهلية (عدد 2 رقم 2) 4 تشرين اول 2003 مادة عرض تحليلية بعنوان "الادانة السياسية لجدار الفصل الاسرائيلي" .

مـلاحظــــات:-

- يمكن الاطلاع على المواقف الرسمية الاسرائيلية عبر زيارة موقع وزارة الخارجية الاسرائيلية www.mfa.gov.il
- "من الأول في المرتبة، الارهاب أو الاحتلال" سلسلة الهجمات العربية الارهابية ضد المدنيين الاسرائيليين قبل حرب الايام الستة في العام 1967 . وزارة الشؤون الخارجية، آذار 2002 .

مناطق موضع نزاع
حقائق منسية عن الضفة الغربية وقطاع غزة
شباط 2003

أجوبة للاسئلة المتكررة
- العنف الفلسطيني والارهاب
الحرب العالمية ضد الارهاب
جرى تحديثها في آب 2002

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required