مفتاح
2024 . الأحد 21 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


السيد الرئيس محمود عباس حفظه الله

السيد ممثل المجلس الوطني المحترم

السيد رئيس المجلس التشريعي د.عزيز دويك المحترم

أيتها الأخوات، أيها الأخوة الحضور والمشاركين الكرام – مع حفظ الألقاب

باسم اللجنة التحضيرية، أرحب بكم في هذه الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني، والذي ينطلق اليوم بمبادرة مباركة من المجلس التشريعي وباستضافة كريمة من الرئيس محمود عباس.

نلتقي اليوم بإرادة ذاتية أصيلة، قيادات سياسية ومجتمعية، ممثلي القوى والفصائل والكتل البرلمانية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، بمشاركة متكافئة من قبل المرأة والشباب ومختلف مكونات هذا الشعب الصامد والمناضل والمكابر.

نلتقي اليوم منطلقين من إدراكنا لخطورة الوضع الفلسطيني وما يهدد أمنه وسلمه الداخليين، وما يعانيه من حصار جغرافي وعسكري واقتصادي وسياسي، وما يواجهه من مخططات تصفية تتمثل في أحادية أولمرت وانفرادية الاحتلال في فرض الحدود النهائية من جانب واحد (والتي لا يمكن وصفها بأنها "خطةٌ جريئة" وإنما خطةٌ خبيثة وخطيرة) وفي تهويد القدس، وتوسيع الاستيطان مع ضم الكتل الاستيطانية، واستكمال بناء الجدار الرهيب، وإلغاء حق اللاجئين في العودة وضرب جميع المعاهدات والمواثيق والاتفاقات والقوانين الدولية بعرض الحائط، بينما تُنزل في الشعب الفلسطيني أقسى أنواع العقوبات الجماعية والممارسات القمعية بما فيها القصف والاغتيال والاختطاف والأسر وهدم البيوت بدون رادع أخلاقي أو قانوني.

أخواتي وإخوتي:

عندما يتم تصويب السلاح الفلسطيني إلى الصدر الفلسطيني -

عندما يلجأ أسرانا البواسل في سجون الاحتلال إلى الإضراب عن الطعام داعين قياداتهم الوطنية لحقن الدماء ووضع حد للفلتان الأمني والاقتتال الداخلي وسحب المسلحين من شوارعنا وساحاتنا -

عندما يصبح القانون مجرد عقبة يتم تخطيها أو أداة في يد القوي يطبقه بانتقائية -

عندما يناشد الشعب بقطاعاته المختلفة قياداته لتحمل المسؤولية، بينما يتحمل هو وزر تغييب المصلحة العامة وتغليب المكاسب الذاتية والفئوية الضيقة -

عندما يدفع المواطن الفقير ثمن الحصار الجائر ونظام العقوبات الدولي وهو يدافع عن حقوقه الديمقراطية وثوابته الوطنية، فمن غير المسموح لهذه القيادات أن تلتهي بالشكليات والترف اللغوي وبالتحرك الرمزي.

فلينطلق حوارنا اليوم من منطلق المسؤولية المشتركة، ليس من أجل تدارك الأمور ونزع فتيل الأزمة فحسب، وإنما بهدف التدخل الفاعل وأخذ زمام المبادرة لتصويب المسار وحماية المشروع الوطني وصنع السلم الاجتماعي والسياسي والأمني والاقتصادي، وصياغة الخطاب والسياسات الإستراتيجية الكفيلة بتمكين وضعنا الداخلي وتصليبه في مواجهة الأخطار والتحديات الخارجية، ولنناضل من أجل الانعتاق من الاحتلال وإحقاق السلام العادل باعتباره حقاً جذرياً وأصيلاً من حقوق الإنسان على أساس الشرعية الدولية والمبادرة العربية.

وليأتي حوارنا هذا بدوافع الالتزام الفعلي بالوحدة الوطنية، وبشرعية ووحدانية التمثيل من قبل منظمة التحرير الفلسطينية، وبعدالة قضيتنا وحقوقنا في إقامة دولتنا الديمقراطية الحضارية المعاصرة كاملة السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين على أساس القرار 194.

وليبقى صندوق الاقتراع هو المكان الوحيد الذي يُسمح فيه التنافس على السلطة وتداولها بالوسائل السلمية.

أخواتي وأخوتي،

لقد قدم لنا أسرانا البواسل نموذجاً راقياً من العمل الوطني الوحدوي المسؤول عن طريق وثيقة الوفاق الوطني، فلنرتفع إلى مستواهم، ولنفكّ العزلة عن شعبنا وقضيتنا لكي نفك أسرهم، ولنضع نُصب أعيننا المصلحة الوطنية العليا ونجعلها فوق كل اعتبار.

فجميع الأنظار تتجه إلينا اليوم، وهناك الكثير من الآمال المعقودة على هذا الحوار لكي يتحول إلى خطوات تطبيقية ومنهجية متكاملة في تكريس الوحدة الوطنية، ويشكل نقلة نوعية في النظام السياسي الفلسطيني وفي تركيبته وبرامج وآليات عمله. لنستمع إلى بعضنا البعض بكل رويّة واحترام، ولنخاطب بعضنا البعض بكل صراحة وصدق، ولنتعاون على حمل هذه الأمانة علّّنا نستعيد بعضاً من ثقة هذا الشعب.

وفقنا الله جميعاً في إنجاح هذه المهمة لما فيه خير الشعب والقضية.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required