مفتاح
2024 . الثلاثاء 23 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


بإعلان وزير البنية التحتية في حكومة شارون،آفي ايتام، عن إغلاق باب حفر آبار جديدة للمياه في الأراضي الفلسطينية، تكون هذه الحكومة قد أعلنت حرباً أخرى على الفلسطينيين سلاحها العطش.

ويعاني الفلسطينيون من نقص شديد في المياه جراء سيطرة إسرائيل على جميع مواردهم المائية، واستغلالها الجشع لها، لكن الاتفاقية الانتقالية التي وقعت في العام 95 أشاعت لديهم بعض الأمل بإمكانية حل مشكلة العطش المتفاقمة لديهم.

فقد اقر الجانب الإسرائيلي في بروتوكول المياه لملحق بتلك الاتفاقية، من حيث المبدأ، بحقوق للفلسطينيين في المياه، لكنه أبقى الباب مفتوحاً على احتمالات أخرى عندما أجل الاتفاق بشأنها إلى المفاوضات النهائية التي أصبحت في علم الغيب.

واعترفت حكومة إسرائيل العمالية، آنذاك، في تلك الاتفاقية بوجود عجز كبير في احتياجات الفلسطينيين المائية، وأقرت أن "حل مشكلة هذا العجز يتطلب من الطرفين العمل سريعاً على توفير ما بين 70-80 مليون متر مكعب من المياه سنوياً لهم".

وقد شكل الطرفان في ذلك الوقت لجنة مشتركة للمياه أحيلت لها جميع الملفات المتعلقة بالمياه من مشاريع جديدة وتحدي أسعار ومشروعات مياه عادمة وغيرها.

لكن الشيطان الكامن دوماً في التفاصيل سرعان ما ظهر على السطح، وأعاق تطبيق تلك الاتفاقية.

ووفقاً للمهندس فضل كعوش نائب رئيس سلطة المياه الفلسطينية فانه "من اصل 200 طلب تقدم بها الجانب الفلسطيني لحفر آبار لتوفير احتياجاتنا من المياه، كما حددتها الاتفاقية، لم يوافق الجانب الإسرائيلي سوى على 14 بئر فقط 11 منها لغرض الشرب و3 للزراعة".

وحسب كعوش فأن هذه الآبار توفر لنا 22 مليون متر مكعب من أصل ألـ 80 مليون متر مكعب المتفق عليها.

وقد واصلت اللجنة اجتماعاتها في عهد الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، لكنها توقفت بمبادرة من الجانب الإسرائيلي وبصورة كاملة بعد وصول شارون إلى الحكم.

وقال كعوش: "لقد واصلت اللجنة العمل في عهد حكومات العمل والليكود، لكن لقاءاتها توقفت منذ وصول شارون إلى الحكم".

وأضاف يقول: "صحيح أننا واجهنا مشكلات في عهد حكومة نتنياهو، لكن العديد من المشاريع نفذت، وبعد شارون توقف كل شيء"."لقد تقدمنا عبر اللجان الفنية بطلبات لتنفيذ العديد من المشاريع المائية، لكن لم يتم الموافقة على أي مشروع منها"، قال كعوش.

وتعاني جميع المناطق والتجمعات الفلسطينية من أزمة نقص متفاقمة في مياه الشرب والزراعية على السواء.وتفيد إحصاءات فلسطينية وإسرائيلية متطابقة إلى وجود هوة كبيرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في استهلاك المياه.

ففي حين يبلغ متوسط استهلاك الفرد للمياه في الجانب الفلسطيني 40 لترا في اليوم فإن استهلاك نظيره الإسرائيلي يبلغ 350 لتر.ويرتفع معدل استهلاك المياه في المستوطنات إلى 800 لتر في اليوم، حيث ينعم المستوطنون بالحدائق المنزلية وبرك السباحة.

ويبلغ عدد المستوطنات في الأراضي الفلسطينية 177 مستوطنة منها 120 مستوطنة مدنية و8 مستوطنات صناعية والباقي عسكرية.

وتقف بعض التجمعات الفلسطينية على مشارف العطش مثل لواء طوباس الذي لا يتجاوز معدل استهلاك الفرد للمياه فيه 22 لتراً في اليوم.

وثمة مناطق واسعة في الأراضي الفلسطينية ما زالت محرومة من المياه الجارية وتعتمد في شربها على مياه الصهاريج. ويقول فضل كعوش بأن 240 قرية فلسطينية ما زالت محرومة من المياه الجارية يسكنها 350 ألف مواطن.

ومع تعاقب سنوات الجفاف الذي يحد من كميات المياه المتاحة، وتنامي عدد السكان، وتواصل السحب الإسرائيلي الزائد من الأحواض الجوفية، فإن أزمة العطش في فلسطين مرشحة للوصول إلى نقطة خطيرة لا يستبعد معها أن تحمل الانتفاضة القادمة اسم انتفاضة المياه أو انتفاضة العطشى.

ويقول فضل كعوش: "إسرائيل هي المسؤول الأول والأخير عن عطشنا، لأنها تسيطر على جميع مواردنا المائية وتستغل 85% منها". وأضاف يقول: "تبلغ كمية المياه المتجددة في الضفة 850 مليون متر كعب، منها 700 مليون متر جوفي و150 مليون متر سطحي.

وتستغل إسرائيل مياه الفلسطينيين من خلال شبكة واسعة من آبار السحب مقامة على طول الآبار الجوفية الرئيسية الثلاث في الشرق والغرب والشمال. وأدت هذه الآبار إلى جفاف عدد كبير من الينابيع والآبار في الأراضي الفلسطينية ما فاقم مشكلة العطش.

وقال كعوش: "لقد أقام الإسرائيليون -على سبيل المثال لا الحصر- بئرين ضخمين في قرية بردلا في الأغوار الشمالية، يضخ الواحد منها ألف متر مكعب في الساعة ما أدى إلى جفاف 22 نبعاً و12 بئراً في المنطقة. "لقد أقاموا 17 بئراً في الأغوار ما أدى إلى جفاف عشرات الينابيع والآبار الأخرى "أضاف كعوش يقول.

وفي مفارقة لافتة اتهم وزير النبى التحتية الإسرائيلي الفلسطينيين بالقرصنة، مشيراً إلى قيام مزارعين بحفر آبار بطريقة أسماها غير شرعية.

لكن سلطة المياه الفلسطينية تقول بأن الآبار التي يتهم ايتام الفلسطينيين بالقرصنة وسرقة المياه منها هي آبار سطحية حفروها بأيديهم في بعض المناطق من أجل توفير مياه الشرب ولمواشيهم.

وقال كعوش: "عندما يفقد مزارع مصدر المياه له ولمواشيه وأرضه، وترفض السلطات الإسرائيلية تزويده بالمياه من شركة ميكروت، كما ترفض السماح له بحفر بئر لضخ المياه، فماذا من شأنه أن يفعل، وماذا من شأننا أن نجيب عليه عندما يتوجه لنا؟"

وأضاف يقول: إسرائيل ملزمة بتزويد الفلسطينيين بحاجتهم من المياه طالما احتلت أرضهم ومواردهم المائية، وإلا فإن عليها تتركنا ومواردنا، وحينئذ سنعرف كيف نتدبر أمرنا. ويؤكد كعوش إن موارد المياه المتاحة في الضفة تكفي لسد حاجة الفلسطينيين في حال توقف الإسرائيليين عن استغلالها واستنزافها كما يفعلون..

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required