مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

أعلنت حماس عن انتهاء ما اصطلح عليه باسم "التهدئة" أو الهدنة مع إسرائيل، والتي بدأت قبل ستة أشهر نتيجة رعاية مصرية حثيثة، في مسعى ومحالة لتخفيف معاناة المواطنين في قطاع غزة، ورفع الحصار عن القطاع الذي شل الحياة فيه ورفع من معدلات الفقر، وعزل القطاع عن محيطه الخارجي، في وقت نفذ المخزون الغذائي حتى من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، التي اضطرت أكثر من مرة للإعلان عن توقف عملياتها بسبب ذلك.

ورغم أن الأشهر الماضية، لم تشهد التزاما إسرائيليا بهذه التهدئة، حيث استمر الحصار وبقي الشهداء الأطفال منهم قبل الكبار يتساقطون، والقصف الإسرائيلي والضربات الجوية لم تتوقف، إلا أن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال الانجرار إلى المربع الإسرائيلي ورغبة إسرائيل في خوض مواجهة عسكرية لأسباب انتخابية إسرائيلية، ليدفع بذلك ثمنها المواطنون العزل.

لا شك في أن إسرائيل تتحمل المسؤولية كاملة عن انهيار الوضع الإنساني والمعيشي للمواطنين في القطاع، الذين باتوا تحت وطأة حصار وضربات عسكرية إسرائيلية ويعيشون تبعات انقسام خطير، إلا أن المصلحة الوطنية ومصلحة المواطن تقتضي سحب الذرائع من إسرائيل التي تسعى لشن حرب على القطاع، وتستعد لهذه الخطوة عبر حشد جنودها على حدود القطاع، فيما طائراتها لا تبرح تغادر أجواء القطاع.

إذ لا بد من عدم التسرع في اتخاذ أي قرار ودراسة انعكاساته على المواطنين، فمصلحة المواطن هي الهدف الاول، او يجب ان تكن ذلك، كما أن القرارات التي تترك أثارا على المواطنين بشكل مباشر لا يجب أن تكون اتخاذها حكرا على طرف، بل يجب على جميع القوى الفاعلة في الساحة الفلسطينية أن تتشاور فيما بينها لما فيه مصلحة الشعب الفلسطينيين، ليكون قرارا جماعيا، لا فرديا على حساب مصالح المواطنين.

وأمام هذه التهديدات الإسرائيلية الجدية، فان أولويات الشعب الفلسطيني الآن هي التوحد والعمل بشكل جدي لاستعادة الوحدة لقطع الطريق أمام أي مخطط إسرائيلي يستهدف القطاع أو الضفة الغربية والقدس، والاستمرار بالاستفراد بكل منها على حذا، والتوجه بشكل فوري لطاولة الحوار دون أي شروط، فالموقف لا يحتمل أي مناكفات، فالوحدة الآن هي أبرز عامل لمواجهة مخططات الاحتلال.

وعربيا، فان التنسيق والتشاور العاجل مع الأشقاء العرب هام لجهة التحرك جماعيا لدى دول العالم وهيئة الأمم المتحدة، للجم إسرائيل، وإجبارها على رفع الحصار عن قطاع غزة المحاصر لإنهاء مأساة إنسانية يعيشها أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني.

أما مجلس الأمن الدولي الذي اتخذ قرارا قبل أيام لدعم الجهود الدولية وخاصة الأمريكية في دفع العملية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فعليه أن يعي أن استمرار العدوان الإسرائيلي، واستباحة الضفة الغربية والقطاع، واجتياح القطاع، سيهدد جهود المنظمة الدولية بل ويطيح بكل قراراتها، فتحركه لا يستوجب أي تأخير، فعليه مسؤولية اخلاقية ودولية وقانونية، ان يتحرك ليجبر اسرائيل على الالتزام بالتهدئة، وأن يرفع الحصار.

كما أن على اللجنة الرباعية الدولية التي دعت قبل أيام إلى إدخال المعونات وتخفيف معاناة المواطنين في القطاع، العمل على تطبيق ما دعت إليه، فدون ضغط دولي على إسرائيل، ستستمر حكومة الاحتلال في عدوانها وسيتمر أهالي القطاع في المعاناة.

ان الأمور في القطاع، والتسخين الاسرائيلي على حدوده يعني أن الموقف يتجه نجو الكارثة، وهو ما يستوجب التفكير مليا بأي خطوة والعمل على تخفيف هذه المعاناة أو تجنب أي مواجهة مع الاحتلال الذي يرى في الإعلان عن انتهاء الهدنة فرصة ليكثف من عدوانه.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required