مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

أعلن تقرير منظمة "فريدوم هاوس" الأميركية حول حرية الصحافة لهذا العام عن تراجع مستوى تصنيف إسرائيل، التي صنفت دوماً من قبل المنظمة كدولة حرة إعلامياً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى "حر جزئياً" بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، مشيرا إلى ان المنطقة لديها أكثر المستويات تدنيا في العالم في حرية الصحافة، وان القيود على الصحافيين والمحاولات الرسمية للتأثير على تغطية النزاع في غزة أدت إلى نقل إسرائيل إلى مرتبة الحرية الجزئية.

ولفت تقرير المنظمة الذي صدر مع حلول اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي صادف الأحد، إلى تزايد قيود السفر على الصحفيين الإسرائيليين والأجانب على حد سواء، ومحاولات المسؤولين الإسرائيليين التأثير على التغطيات الإعلامية للنزاع في داخل إسرائيل، وتزايد الرقابة الذاتية والإعلام المنحاز، خصيصاً مع بدء العدوان على القطاع.

نتائج التقرير لم تكن مستغربة، خاصة وأ، إسرائيل التي تدعي الديمقراطية وحرصها على تشجيع الحريات الإعلامية، لا تمارس ذلك إلا في نطاق قضاياها الداخلية وبما يخجم مواطنيها اليهود فقط، أما ان كان الأمر يتصل بما تمارسه من عدوان وسياسات قمعية ضد الشعب الفلسطيني فإنها تسخر كل قوتها وآلتها الإعلامية، أولا لتحريف الأنظار عن هذه الممارسات وتقديم صورة مغلوطة عن الصراع الدائر في الشرق الأوسط، ثم تعمل رسميا على حجب المعلومات أما بالضغط أو بمنع الصحفيين من التنقل والوصول الى الحدث او مصدر المعلومة، وما شهدناه في قطاع غزة من عدوان كان اكبر مثال على سياسات إسرائيل القمعية تجاه حرية الصحافة.

فخلال العدوان على قطاع غزة منعت الصحفيين الفلسطينيين من الخروج أو الدخول إلى القطاع لتغطية الأحداث ونقل معاناة المواطنين، وكذلك الأمر حالت دون ان يدخل القطاع أي من الصحفيين الإسرائيليين أو الأجانب، الذين اضطروا إلى المرابطة على مشارف القطاع، عند تلة سميت آنذاك بتلة الصحفيين.

بحجة الأمن الإسرائيلي المزعوم فان الشعب الفلسطيني يدفع ثمن السياسيات الاحتلالية، وبحجة الدفاع عن هذا الأمن فان الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام الفلسطينية، يدفعون ثمن ممارستهم لواجبهم عملهم وجرأتهم في العمل على كشف حقيقة ممارسات الاحتلال، فإما يسقطون شهداء أو جرحى أو يضحوا معتقلين في سجون الاحتلال.

اما ادعاءات ان اسرائيل دولة ديمقراطية،وانها تعمل على تشجيع حرية الصحافة داخل إسرائيل، فقد ثبت بطلانها، فخلال عدوانها على لبنان وعلى قطاع غزة، بل وحتى خلال الهجمة العنصرية على الفلسطينيين داخل إسرائيل، بدت وسائل الإعلام الإسرائيلية وكأنها تصطف مع حكومتها وتدافع عن أخطائها وسياساتها الداخلية العنصرية والخارجية العدوانية، وإن حاول الصحفيون الإسرائيليون تقصى الحقائق لمعرفة أي معلومة، فانه يتم تحويلهم إلى التحدث مع من يسمى بالناطق العسكري باسم الجيش الإسرائيلي وهو ضابط عسكري يطلع الصحفيين على ما تريده المؤسسة الرسمية العسكرية الإسرائيلية من معلومات وليس الحقيقة.

إن قمع الاحتلال الإسرائيلي للصحافة الفلسطينية وحريتها ليس بجديد، فقبل قيام السلطة الوطنية، كان الرقيب الإسرائيلي يحول دون خروج العديد من القصص والمعلومات في الصحافة الفلسطينية، بل ولا يزال يمارس ذلك على صحيفة القدس الصادرة من القدس المحتلة، فيما المئات من الصحفيين الفلسطينيين زجوا في سجون الاحتلال لأنهم حاولا التعبير عن آرائهم ولأنهم جاهدوا لنقل حقيقة ما يجري في الأراضي الفلسطيني المحتلة.

إن الهالة التي تحاول وحاولت إسرائيل منذ قيامها أن تحيط نفسها بها والإدعاء بأنها دولة ديمقراطية تتمتع بحرية الصحافة والإعلام، قد سقطت، فمن عنصرية رسمية وشعبية تطالب بطرد كل من هو ليس يهودي من إسرائيل بما في ذلك الفلسطينيين أصحاب الأرض الحقيقيين، إلى حجب المعلومات بل ومنع الإعلام من كشف الحقائق وممارسة دوره بمهنية ودون ضغوط، تحت عنوان حماية الأمن الإسرائيلي، كلها ممارسات وأدلة على مدى ثبت زيف ادعاء إسرائيل بأنها دولة الحريات والديمقراطية.

وهنا فان الأجدى بالمجتمع الدولي ومجلس الأمن الذي طالما جدد تأكيده بان مهمته حماية السلم الأمن الدوليين في العالم، ان يحارب الدولة المحتلة لأرض الشعب الفلسطيني، وان يحاكم الدولة التي تنتهك القانون الدولي وحرية العمل الصحفي وحتى التعبير عن الرأي، ويساءل الدولة التي تمارس العنصرية رسميا بحق كل من هو ليس بيهودي داخلها.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required